“منسق الأمم المتحدة للإغاثة” عن الوضع في سوريا : عندما تتحدث الأسلحة ، يدفع المدنيون الثمن

[dt_fancy_image image_id=”62492″ onclick=”lightbox” width=””]

مارك لوكوك منسق الأمم المتحدة للإغاثة الطارئة خلال إحاطته عن الوضع في سوريا أمام مجلس الأمن الدولي عبر دائرة تليفزيونية من جنيف

"منسق الأمم المتحدة للإغاثة" عن الوضع في سوريا : عندما تتحدث الأسلحة ، يدفع المدنيون الثمن

تعد الأشهر القليلة الماضية من بين أسوأ الفترات التي يشهدها الكثيرون داخل سوريا…فعندما تتحدث الأسلحة يدفع المدنيون الثمن، كما قال مارك لوكوك منسق الأمم المتحدة للإغاثة الطارئة في إحاطته لمجلس الأمن الدولي.

الغوطة الشرقية

وعبر دائرة تليفزيونية من جنيف، قال لوكوك.

“سأبدأ بالوضع في الغوطة الشرقية، فمنذ اعتماد قرار مجلس الأمن 2401 في الرابع والعشرين من فبراير/شباط، أدت العمليات العسكرية في الغوطة الشرقية، وخاصة القصف الجوي، إلى مقتل أكثر من 1700 شخص وفق التقارير وأصيب الآلاف بجراح. وأفيد أيضا باستمرار الهجمات على البنية الأساسية المدنية الحيوية، مثل المنشآت الطبية.”

وأشار لوكوك إلى نزوح عشرات آلاف المدنيين من أنحاء الغوطة الشرقية خلال الأيام والأسابيع الماضية. وتشير التقارير إلى نقل نحو 80 ألف شخص إلى مناطق في مدينة دمشق وريفها، كما نقل ما يقرب من 20 ألف مقاتل ومدني إلى مواقع في شمال غرب سوريا. ويقيم نحو 52 ألف مدني من الغوطة الشرقية في مراكز إيواء جماعية في ريف دمشق.

وقال لوكوك إن هؤلاء النازحين عانوا، على مدى شهور، من نقص الغذاء والرعاية الصحية وغير ذلك من الإمدادات الأساسية.

وأشار المسؤول الدولي إلى أن معظم مراكز الإيواء غير مجهزة لاستيعاب هذه الأعداد الكبيرة، وقال إن الأمم المتحدة ليست مسؤولة عن إدارة تلك المراكز ولكنها حشدت الجهود مع شركائها بشكل عاجل لتوفير الدعم الأساسي للنازحين، بالتنسيق مع الهلال الأحمر العربي السوري وغيره من الشركاء المحليين.

إدلب وعفرين

أما في شمال غرب سوريا، وخصوصا في عفرين، فقال لوكوك إن أكثر من 183 ألف شخص قد نزحوا خلال الأسابيع الأخيرة بسبب تصاعد القتال في محيط عفرين، بما يضع عبئا على المجتمعات المحلية المثقل كاهلها بالفعل. وأضاف:

“في محافظة إدلب، لا يزال الوضع كارثيا، حيث نزح قرابة 400 ألف شخص منذ منتصف ديسمبر / كانون الأول. القدرات المحلية على المساعدة استنفدت طاقتها، مع وفود آلاف الأشخاص الإضافيين من الغوطة الشرقية الآن، ولا توجد مواقع أو ملاجئ متاحة للغالبية العظمى منهم.”

هذا ولا يزال ما بين 50 و70 ألف شخص في مدينة عفرين، التي يمكن الوصول إليها والمناطق المحيطة بها من خلال العمليات عبر الحدود. ومشيرا إلى رد الحكومة التركية للتعاون الإيجابي في هذا الصدد، أعلن لوكوك عن خطط لإرسال قوافل مساعدات في المستقبل القريب.

القصف الجوي

وتحدث منسق الإغاثة الطارئة عن استمرار الضربات الجوية في أنحاء البلاد، مشيرا إلى غارات جوية في 20 مارس / آذار ضربت ملجأ للمشردين داخليا في ضواحي قرية حاس جنوبي محافظة إدلب، مما أدى إلى مقتل عشرة نازحين على الأقل وإصابة 15 آخرين. بالإضافة إلى غارات جوية في اليوم التالي على قرية كفر بطيخ، في ريف إدلب الجنوبي أيضا، قيل إنها قتلت العشرات. وفي 22 مارس، تعرض السوق المركزي في بلدة حارم لضربة جوية أدت إلى مقتل 35 شخصا، بينهم العديد من النساء والأطفال. وإلى ذلك أضاف:

“استؤنفت الغارات الجوية في جنوب سوريا في 12 مارس / آذار، حيث تم الإبلاغ عن وقوع هجمات على مدينة درعا وحولها. لم تكن هناك غارات جوية في هذه المناطق منذ تم التوصل إلى اتفاق العام الماضي لإنشاء مناطق التهدئة في أجزاء من جنوب البلاد. وبالتالي يبدو أن هذا تطور كبير غير مرحب به.”

توسيع وصول المساعدات

وتطرق وكيل الأمين العام في إحاطته كذلك إلى توسيع عمل الوكالات الإنسانية في سوريا، حيث وصل فريق أممي نهاية الأسبوع الماضي إلى مدينة الرقة لتقييم الأوضاع الأمنية. ووجد الفريق المدينة لا تزال ملوثة للغاية بالألغام الأرضية والذخائر غير المنفجرة ومخلفات الحرب.

وأعرب لوكوك عن أمله في إمكانية الوصول إلى مدينة الرقة لتوصيل المساعدات الإنسانية عبر القامشلي ومنبج وحلب وحماة وحمص. وفي هذه الأثناء تقوم الأمم المتحدة وشركاؤها الآن بإعداد بعثة للتقييم الإنساني، من المحتمل أن تتم في الأسبوع المقبل.

أما بالنسبة لمنطقة الركبان، على الحدود السورية الأردنية، أشار لوكوك إلى حصول الأمم المتحدة وشركائها على إذن من السلطات السورية لتسيير قافلة إنسانية من دمشق إلى المحتاجين على طول الحدود السورية الأردنية. وهي عملية استغرقت عدة أشهر للحصول على موافقة الجانبين الأردني والسوري.

وإجمالا، تمكنت الأمم المتحدة من الوصول إلى حوالي 137 ألف شخص بحاجة إلى المساعدة، من خلال قوافل مشتركة بين الوكالات إلى تل رفعت والدار الكبيرة ودوما. ولكن ذلك لا يمثل سوى الفتات لنحو 5.6 مليون سوري في حاجة ماسة إلى المساعدة، ولا يمكنهم العيش على الفتات، حسبما قال منسق الإغاثة الطارئة.

“الأمم المتحدة وشركاؤها يصلون، في المتوسط، إلى 7.5 مليون شخص كل شهر بمساعدات إنسانية منقذة للحياة في جميع أنحاء سوريا. ومن الواضح أنه بدون هذه المساعدة، سيكون الوضع أكثر كارثية مما هو عليه الآن، كما ستكون هناك خسائر أكبر في الأرواح.”

يقول محدّثي :
لمّا تخرج الكلمة للعلن …فلا سلطة لك عليها …
كل يرميها بسهم عينه ..

 

ماهر حمصي

إبداع بلا رتوش
إشترك في القائمة البريدية