القاص الأديب معمر القذافي ….من الذاكرة ..لـ: سعد فنصة

سعد فنصة
كاتب ومؤرخ ومصور سوري

( كتبت هذا النص قبل سنوات بعيدة إحتفاء بصدور العمل الأدبي لقائد ليبيا وحكيمها الأوحد معمر القذافي و رفضت كل الصحافة السورية واللبنانية نشره في حينه. والنص التالي مُقتطف صغير منه، أنشره للمرة الأولى .. !! )

استمعت يوما لنصيحة أديب عربي كبير، حينما كشف لي بالمقارنة، الثقافات الأدبية والقصصية التي إستقى منها جمهرة عريضة من مشاهير الأدب العربي. مجمل أدبياتهم كانت مستقاة من ينابيع أصيلة للآداب العالمية (نجيب محفوظ كان إستثناءا في ذلك الزمان الذي أنتج فيه أدبه المحلي واخترق العالمية) وتابع نصيحته بأن أقرأ ديستوفسكي، وتشيخوف، وتولستوي، وشتاينبك، وهوغو، وبلزاك، ومارك توين، وكافكا، وأورويل، وغيرهم من أساطين الفكر والانتاج الأدبي الفذ والعبقري، في مصادر الإلهام لكثير من الأدباء العرب، قبل قراءة تجاربهم الروائية الناجحة أحيانا، في إبداعاتهم القصصية أو المسرحية ( يقصد الأدباء العرب المُقَلدين).

وبهذه النصيحة قد يُقَدَر لي فهم تكنيك أي عمل أدبي والتمعن بعمق أكبر في فهم غموض أفكاره أو روعة بيانه. وفي مفاصل وعند أسماء محددة، يطول شرحها في هذا المقام بيّن لي قصور هذا النموذج من النتاج الأدبي العربي، التي تعيد اجترار التكنيك والخيال الروائي العالمي، في أحايين كثر، لمنابع الادب الروائي والقص العالمي. منذ تلك النصيحة كان آخر خطاب سياسي إستمعت اليه للمطرب الخالد جمال عبد الناصر وهو يبكي هزيمته عام 1967 و من ثم لم أعد أستمع للمطربين من القادة والزعماء العرب الراقصين فوق جثث شعوبهم في الهزائم اللاحقة التي توالت كفرط السُبحة.
بالرغم من خطابات بعضهم الناجحة في وقعها على أسماع أتباعهم ومريديهم الى اليوم، من الغوغاء غالبا أوالجهلة والمصفقين. كانت تلك النصيحة بالنسبة لي مسبارا لكشف أي إستخبارات دولية وضعت مكبرات الصوت أمام هؤلاء المطربين لتصدر الحفل والغناء … في وقت آذان الصلاة. لذلك عندما قرأت ( الأرض الأرض .. القرية ..القرية وإنتحار رجل الفضاء) للأديب معمر القذافي، جاء حكمي صائبا على إستشراف نهاية الجنون المحتم الذي ينتظر قوافل نجوم الطرب والأدب من حكام العرب .. وبالطبع … لم اكن يوما لأستثني أحدا منهم من السرقات الأدبية والخطابية والألحان الغنائية في وصلات الطرب الجماهيرية، وغير ذلك من السرقات المالية لتذكرة الدخول او الخروج من مسرح الهرج الكبير …!!


يقول محدّثي :
لمّا تخرج الكلمة للعلن …فلا سلطة لك عليها …
كل يرميها بسهم عينه ..

 

ماهر حمصي

إبداع بلا رتوش
إشترك في القائمة البريدية