تعتبر السلامة واحدة من أهم أسس اختيارنا وجهتنا السياحية، إن لم تكن أهمها، ووفقاً لمؤشر السلام العالمي GPI، هنالك العديد من الوجهات سيئة السمعة التي لا تستحق ذلك، وبالمثل، أصبحت بعض الوجهات المفضلة رهاناً أقل أماناً.
مؤشر السلام العالمي هو مراجعة سنوية تقيس “السلام” العام للدول، ويتم تجميعه بمساعدة مركز دراسات السلام والصراع التابع لجامعة أوتاجو الذي يقدّم بيانات عن السلامة الاجتماعية والأمن لأكثر من 160 وجهة.
معدلات الحبس وجرائم القتل والنزاع الداخلي والحس الإجرامي ليست المعايير الوحيدة، لكنها من بين 23 نقطة يستخدمها مؤشر السلام العالمي في تقاريره منذ عام 2008.
وليس من المستغرب تراجع نسبة الهدوء العالمي منذ عام 2021 بنسبة 0.3 %، مع انتشار الأوبئة والمشاكل العالمية الأخرى التي تؤثر على سلامة ورفاهية الوجهات.
يرتب المؤشر البلدان حسب مقياس يبدأ بـ1 ويعني الأكثر أماناً، وينتهي بـ5 الأقل أماناً، ولم يتغير ترتيب المراكز المتقدمة منذ بدء المؤشر، ولكن نيوزيلندا آخذة في الصعود.
وذكر في التقرير: “تظل نيوزيلندا الدولة الأكثر سلاماً في المنطقة وثاني أكثر دولة سلمية بشكل عام في مؤشر 2022″، على الرغم من الانخفاض في النتيجة الإجمالية منذ عام 2018، حيث تراجعت الدولة إلى المرتبة 16 في قائمة السلامة المجتمعية.
بالنسبة لأولئك الذين يخططون لقضاء العطلات في مصر والمملكة العربية السعودية، هنالك أخبار سارّة، حيث شهدت هذه الدول تحسناً كبيراً في درجة “الهدوء”.
وشهدت بعض دول شمال إفريقيا بالإضافة إلى الفلبين تقدماً كبيراً، على الرغم من الأضطرابات الكبيرة، بما في ذلك اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية، وذكر في التقرير: “كما كان متوقعاً، فإن أكبر تدهور إقليمي في السلم كان في روسيا وأوراسيا ، تليها أمريكا الشمالية”.
وذكر التقرير أن التحسينات كانت بطيئة وتدريجية مقارنةً بالتراجعات الكبيرة، والتي كان من الصعب التنبؤ بها، “ما يبرز أن الدول تميل إلى التدهور بشكل أسرع بكثير من تحسنها”.
في ما يلي أكثر 10 دول أماناً لزيارتها:
10- كندا: 1.33
تفوقت كندا على جارتها، الولايات المتحدة الأمريكية، بمقدار 1.11 نقطة، وعلى الرغم من التراجع خلال الوباء وزيادة جرائم الكراهية المبلغ عنها، فإنها شهدت تحسناً في النتيجة.
9- جمهورية التشيك: 1.329
أحرزت التشيك نتائج جيدة للغاية، لا سيما في الجرائم الصغيرة، وعلى الرغم من كونها دولة سياحية بامتياز، إلا أن جرائم النشل ليست مشكلة في المراكز الحضارية مثل براغ.
8- أيرلندا: 1.326
قفزت أيرلندا ثلاث مراكز هذا العام، وساعد اقتصادها المزهر في التغلب على الوباء، وهي بعيدة بمقدار 0.3 نقطة عن أقرب جيرانها في المملكة المتحدة.
7- سويسرا: 1.323
على الرغم من عدم تواجدها في قائمة أكثر 10 دول أماناً لعام 2020، إلا أن معدلات الجريمة المنخفضة للغاية ودخل الفرد حافظا على درجة عالية من الأمان الاجتماعي، لكنها سجلت نتائجاً صادمة فيما يتعلق بالعسكرة، كواحدة من أكبر مصدّري الأسلحة.
6- النمسا: 1.317
بقيت النمسا في المراكز العشر الأولى على الرغم من الانخفاض الكبير في التصنيف العالمي، حيث أدى الإرهاب المحلي والحوادث الأخيرة إلى تراجع فيينا في قائمة الدول الآمنة.
5- سلوفينيا: 1.315
وجدت سلوفينيا طريقة لأول مرة إلى المراكز العشر الأولى في عام 2020، مع انخفاض تكاليف المعيشة ومعدلات الجرائم والعنف، كما خدمتها حياديتها بشكل جيد، وتبرز البلاد على رادار السياحة بقلاعها وبحيراتها التي تقدم الكثير للزوار الدوليين.
4- البرتغال: 1.267
منذ خروجها من عصر الديكتاتورية في عام 1974، برزت البرتغال كمنارة للاستقرار السياسي في أوروبا، وسجلت درجات عالية من الاطمئنان، وعلى الرغم من التذبذب الاقتصادي خلال الأزمة المالية في منطقة اليورو، إلا أن البلاد استقرت وأصبحت وجهة رئيسية للسياح.
3- الدنمارك: 1.256
البراغماتية والحكومة التي تعمل بشكل جيد والمساواة الاقتصادية هي لبنات بناء السلام في هذه البلاد، كما أنها واحدة من البلدان القليلة التي فيها النساء أكثر رضى عن مستويات المعيشة ويشعرن بالأمان أكثر من الرجال.
2- نيوزيلاندا: 1.253
على الرغم من بعض الاضطرابات في السلم الاجتماعي وزيادة الإنفاق العسكري، تظل نيوزيلاندا واحدة من أكثر الأماكن هدوءاً على هذا الكوكب، وساعد انخفاض مؤشر خطر الصراع الدولي والاستجابة السلمية للأوبئة في وصول البلاد إلى هذا المركز المتقدم.
1- أيسلندا: 1.1
جاء في التقرير: “تظل أيسلندا أكثر دول العالم سلاماً، وهي المكانة التي احتلتها منذ عام 2008″، ويرجع السبب في ذلك إلى الإنفاق المعدوم تقريباً على الدفاع والصراعات الدولية، وعلى الرغم من أنها شهدت تراجعاً في اقتصاد سياحتها واضطرابات خلال الوباء، إلا أن الجزيرة التي يبلغ عدد سكانها البالغ 366500 نسمة فقط هي الدولة الأكثر أماناً وترحيباً في العالم.
ماهر حمصي