قال طبيب الفاتيكان أندريا أركانجيلي في شهادة وفاة البابا فرنسيس إن بابا الفاتيكان توفي بسبب سكتة دماغية وقصور في القلب. وتوافد العديد من المؤمنين والسياح إلى ساحة القديس بطرس بعد إعلان وفاة البابا فرنسيس صباح الإثنين عن 88 عاما. وفي إثنين عيد الفصح، وهو يوم عطلة في إيطاليا قصد الكثير من أبناء العاصمة الإيطالية والسياح ساحة القديس بطرس في الفاتيكان من أجل الصلاة مع رحيل البابا فرنسيس. وتوفي البابا بعد معاناة من أمراض مختلفة خلال فترة بابويته التي استمرت 12 عاما.

في صباح الإثنين، 21 أبريل/نيسان 2025، أعلن الكاردينال كيفن فاريل، كامرلنغو الفاتيكان، من كنيسة دوموس سانتا مارتا، وفاة البابا فرنسيس، أسقف روما، عن عمر 88 عامًا. رافقه الكاردينال بيترو بارولين، أمين سر الفاتيكان، والمطران إدغار بينيا بارا، نائب رئيس الأركان، والمطران دييغو رافيلي، رئيس الطقوس الدينية. توفي البابا في شقته المتواضعة، التي اختارها موطنًا منذ انتخابه عام 2013، إثر مضاعفات تنفسية ناجمة عن التهاب رئوي مزدوج استدعى دخوله مستشفى أغوستينو جيميلي لمدة 38 يومًا، وفقًا لبيان من Vatican News.
لحظة الوداع الأخير
في الساعة 7:35 صباحًا بتوقيت روما، غادر البابا فرنسيس هذا العالم، تاركًا خسارة روحية عميقة. أعلن الكاردينال فاريل، في بيان بثته قناة الفاتيكان ، أن “البابا عاد إلى حضن الآب”، مشيدًا بحياته المكرسة لخدمة الكنيسة. كان آخر ظهور علني له خلال قداس عيد الفصح في ساحة القديس بطرس، حيث ظهر على كرسي متحرك، مباركًا الحشود وداعيًا إلى السلام في أوكرانيا وميانمار، حسبما أوردت رويترز . قبل أيام، استقبل نائب الرئيس الأمريكي جي دي فانس في الفاتيكان .
سيرته ” الأمل ”
وُلد خورخي ماريو بيرجوليو عام 1936 في بوينس آيرس لعائلة مهاجرين إيطاليين، ليصبح أول بابا يسوعي وأول بابا من أمريكا اللاتينية. اختار اسم “فرنسيس” تيمّنًا بالقديس فرنسيس الأسيزي، معبرًا عن التزامه بالفقراء. رفض القصر الرسولي، مفضلاً جناحًا صغيرًا في دوموس سانتا مارتا، وتنقل بسيارات متواضعة .
خلال حبريته (2013-2025)، دافع عن العدالة الاجتماعية وحقوق المهاجرين. في تصريح لـ Associated Press عام 2023، قال إن “المثلية ليست جريمة”، داعيًا إلى إنهاء قوانين تجريمها. كما أعلن عقوبة الإعدام “غير مقبولة”، مغيرًا تعاليم الكنيسة . ووقّع “وثيقة الأخوة الإنسانية” عام 2019 مع شيخ الأزهر لتعزيز الحوار بين الأديان. في سيرته “الأمل” (2025)، كشف عن استئصال جزء من رئته في شبابه، مؤكدًا أن الأمل “يدفعنا للمضي قدمًا” .
المواقف المناهضة والتحديات
واجه البابا فرنسيس معارضة داخلية وخارجية بسبب إصلاحاته الجريئة. داخل الفاتيكان، انتقده المحافظون، مثل الكاردينال ريموند بورك، لتخفيفه قواعد الطلاق والسماح بمباركة الأزواج المثليين عام 2023، معتبرين ذلك “خروجًا عن التقاليد”. في 2018، اتهمه رئيس الأساقفة كارلو ماريا فيغانو، السفير البابوي السابق، بـ”التستر على الفضائح الجنسية”، مطالبًا بتنحيه. رد الفاتيكان ببيان رسمي وصف الاتهامات بـ”التشهير السياسي”، مؤكدًا أن البابا أمر بتحقيقات شاملة في تلك الفضائح، أسفرت عن إصلاحات إدارية. دعم الكاردينال والتر كاسبر البابا، مشيدًا بـ”شجاعته في مواجهة المقاومة” .
خارجيًا، أثارت دعواته لاستقبال المهاجرين انتقادات من سياسيين يمينيين، مثل ماتيو سالفيني، الذي وصف سياساته بـ”المثالية المفرطة” . كما واجه معارضة من جماعات إنجيلية في الأمريكتين لدعوته إلى حماية البيئة في COP26، حيث اعتبرها البعض “يسارية” . دافع فرنسيس عن مواقفه، قائلاً في مقابلة مع رويترز (2022): “الكنيسة بيت للجميع، لا حصنًا للنخبة”.
قادة يشيدون بمواقف البابا فرنسيس
أثار الخبر حزنًا عالميًا. وصف الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون البابا بـ”مبشر الأمل” ، وقال الملك تشارلز الثالث إنه يتذكره “بمودة” . نعاه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قائلاً: “قدسية في السماء” . في الأرجنتين، أُعلن الحداد الوطني لسبعة أيام، وتجمّع المؤمنون في كاتدرائية بوينس آيرس .
نعى قادة وتنظيمات في العالم العربي والشرق الأوسط البابا فرنسيس ، مشيدين بمواقفه من القضية الفلسطينية والحرب في قطاع غزة، وتعزيزه الحوار بين الأديان.
أرسل العاهل السعودي الملك سلمان وولي عهده الأمير محمد بن سلمان الإثنين برقيتي “تعزية” في وفاة البابا فرنسيس، على ما أفاد الإعلام الرسمي. وأوردت وكالة الأنباء السعودية (واس) بيانا مقتضبا عن الديوان الملكي جاء فيه أنّ الملك سلمان والأمير محمد أرسلا “برقيتي عزاء في وفاة البابا فرنسيس رئيس دولة الفاتيكان.
دعا الكاردينال فاريل إلى الصلاة من أجل روح البابا، وبدأ الفاتيكان الاستعداد للطقوس الجنائزية. سيقود فاريل طقس “تأكيد الوفاة” مساء الإثنين، وسيُنقل الجثمان إلى القديس بطرس يوم الأربعاء. ووفقًا لرغبته، سيُدفن في بازيليكا القديسة مريم الكبرى، في سابقة منذ قرن . مع دخول الكنيسة فترة “الكرسي الشاغر”، تترقب الأنظار مجمع انتخاب البابا الجديد .