مجلة التايم: المخاطر العالمية العشرة الأبرز عام 2023


تبدو التهديدات لمستقبل الديمقراطية مبالغًا فيها هذه الأيام ، نظرًا لضعف القيادة الصارخ الواضح الآن في روسيا والصين وإيران. 

ولكن لا تزال هناك مخاطر مهمة (ومتنامية) تشغل بال قادة العالم وصناع القرار في عام 2023.


فيما يلي أهم عشرة مخاطر.

1. “روسيا المارقة”

يرى مراسل التايم أن روسيا -التي تتعرض لحصار خانق- ستتحول من لاعب عالمي إلى أخطر دولة مارقة في العالم، الأمر الذي سيشكل تهديدا خطيرًا على الدول الأوروبية والولايات المتحدة وبلدان أخرى.

وقال إن روسيا الغارقة في المستنقع الأوكراني، التي لم يعد لديها ما تخسره في ظل العزلة والعقوبات الغربية والضغوط الداخلية الهائلة لإظهار القوة، ستلجأ إلى شن حرب غير متكافئة ضد الغرب للإضرار بمصالحه، عبر آلاف العمليات الصغيرة، بدلاً من العدوان الصريح والغزو الذي يتطلب قوة عسكرية واقتصادية لم تعد موسكو تملكها.

وتوقع أن تشمل حرب موسكو غير المعلنة هجمات من القراصنة المرتبطين بالكرملين تستهدف الشركات والحكومات والبنية التحتية في الدول الغربية، كما توقع أن تكثف روسيا هجومها على الانتخابات الغربية من خلال دعم بث المعلومات المضللة والتطرف وتمويل ذلك، فضلا عن مواصلة تدمير البنية التحتية الأوكرانية.

2. “شي المتفرّد بالسلطة”

من ضمن المخاطر التي ساقها إيان بريمر في تحليله، تفرُّد الرئيس الصيني شي جين بينغ بقيادة النظام السياسي في بلاده الآن على نحو غير مسبوق منذ عهد الزعيم الراحل ماو. وقال إن شي باتت لديه الآن القدرة على تنفيذ أجندته السياسية والقومية من دون عوائق تذكر. ولكن غياب الأصوات المعارضة التي تستطيع تحدي قراراته يجعل فرص ارتكابه أخطاء كبرى طويلة الأمد احتمالا كبيرا أيضا، وهو ما يمثل تحديا عالميا كبيرا، نظرا للدور المحوري الذي تلعبه الصين في اقتصاد العالم.

3. أسلحة الإرباك الشامل

تمثل التطورات الحديثة في مجال التكنولوجيا نقلة كبيرة في قدرة الذكاء الاصطناعي (AI) على التلاعب بالناس وزعزعة المجتمعات، وسيكون عام 2023 نقطة تحول في هذا الاتجاه، وفق مقال التايم.

وقال بريمر -في مقاله- إن الشكل الجديد من الذكاء الاصطناعي -المعروف بـ”الذكاء الاصطناعي التوليدي”- سيتيح للمستخدمين إنشاء الصور ومقاطع الفيديو والنصوص التي تبدو واقعية من دون أن يكلفهم ذلك سوى بضع جمل توجيهية.

وتوقع أن تجتاز النماذج اللغوية المنتجة عن طريق الذكاء الاصطناعي اختبار تورنغ، الذي يختبر قدرة الآلات على تقليد الذكاء البشري. كما توقع أن يصبح التحكم في الصور جزءا من الماضي، في ظل التطور السريع الذي تشهده برامج “التزييف العميق”، وتقنيات التعرف على الوجه، وتركيب الصوت.

وقال إن هذه الأدوات ستساعد الحكام المستبدين على تقويض الديمقراطية في الخارج وخنق المعارضة في الداخل، كما ستمكن الغوغاء والشعبويين في البلدان الديمقراطية من استخدام الذكاء الاصطناعي سلاحا لتحقيق مكاسب سياسية ضيقة على حساب الديمقراطية والمجتمع المدني.

4. موجة تضخم صادمة

وأبرز مقال التايم أن موجة التضخم التي بدأت في الولايات المتحدة عام 2021، ثم اجتاحت بقية العالم في عام 2022، ستكون لها تأثيرات اقتصادية وسياسية قوية العام الحالي. وستكون السبب الرئيسي لدخول العالم في ركود اقتصادي، كما ستتسبب في تفاقم تقلب الأسواق والضغوط المالية، وستكون تداعياتها السياسية مدمرة في شتى أصقاع العالم.

5. مواجهات بين الغرب وإيران

وتوقع بريمر في تحليله أن يشهد العام الجاري مواجهات بين الغرب وإيران، التي تواجه توترا في الداخل وتحديات خارجية.

6. أزمة الطاقة

وتوقع أيضا أن تتضافر عوامل جيوسياسية، واقتصادية، ومشاكل في الإنتاج لتخلق ظروفا أشد صرامة في سوق الطاقة، لا سيما في النصف الثاني من عام 2023، مما سيتسبب في رفع تكاليف المعيشة بالنسبة للأسر والشركات، وزيادة العبء المالي على الحكومات التي تعتمد على الاستيراد، إضافة إلى توسيع الهوة بين “أوبك بلس” (+Opec) وكبار المستهلكين.

7. توقف التنمية العالمية

تضاعف الناتج المحلي الإجمالي العالمي 3 مرات على مدى الجيلين الماضيين، وسجلت كل الدول تقريبا مستوى من النمو، ونجا أكثر من مليار شخص من أنياب الفقر المدقع وأصبحوا ضمن الطبقة المتوسطة في دول عديدة. لكن هذا التقدم أجهضته الأزمات العديدة التي تتالت على العالم خلال السنوات الأخيرة، والتي تمثلت في تفشي جائحة كورونا والحرب الروسية الأوكرانية، وارتفاع التضخم في شتى أنحاء العالم.

ويرى مقال التايم أن أوضاع مليارات البشر ستكون أكثر هشاشة عام 2023، مع خسارة المكاسب الاقتصادية والأمنية والسياسية المكتسبة في سنوات الرخاء. كما ستتقلص الطبقة الوسطى حول العالم، وستشهد بلدان عديدة كثيرا من عدم الاستقرار السياسي.

8. انقسام في أميركا

ومن ضمن المخاطر، التي تطرق لها بريمر في تحليله، احتمال تعمق الاستقطاب السياسي في الولايات المتحدة، التي قال إنها استطاعت تجنب الانزلاق نحو أزمة دستورية في الانتخابات الرئاسية المقبلة، بفضل نتائج انتخابات التجديد النصفي، لكنها ستبقى إحدى أكثر الديمقراطيات المتقدمة استقطابًا سياسيًا واختلالًا في العالم عام 2023.

وقال إن احتمال اندلاع أعمال عنف سياسي مرتفعة، وإن الاستقطاب السياسي المتطرف بين الولايات ذات الأغلبية الجمهورية وتلك التي يحكمها الديمقراطيون سيجعل من الصعب على الشركات الأميركية والأجنبية التعامل مع الولايات المتحدة بصفتها سوقا واحدا متماسكا، رغم قوتها الاقتصادية الواضحة.

9. تحديات جيل “تيك توك”

يبرز بريمر في تحليله أن الجيل المولود في الفترة ما بين 1990 و2010 هو أول جيل لا يتمتع بأي خبرة في الحياة بدون الإنترنت. وقد وجد في الأجهزة الرقمية ووسائل التواصل الاجتماعي وسائل للتواصل عابرة للحدود، مما جعله أول جيل عالمي حقيقي، وهو ما يجعل منه لاعبًا سياسيًا وجيوسياسيًا جديدًا في بلدانه، خاصة في الولايات المتحدة وأوروبا.

ويرى أن هذا الجيل يملك القدرة والحافز لتنظيم جهوده عبر الإنترنت لإعادة تشكيل سياسات الشركات والسياسات العامة، مما سيجعل الأوضاع في غاية الصعوبة بالنسبة للشركات حول العالم، وقد يتمكن هذا الجيل من تعطيل السياسة في بلد ما بضغطة زر.

10. شح المياه

وفي ختام مقاله، أبرز بريمر أن شح المياه سيمثل تحديًا عالميًا هذا العام، في حين ستظل الحكومات تتعامل معه على أنه أزمة مؤقتة. واقترح أن تنتقل الجهات المعنية من التعامل مع شح المياه بصفته أزمة، إلى التعامل معه من خلال إدارة المخاطر المتعلقة بشح المياه. وقال إن هذه النقلة لن تتحقق عام 2023، مما سيحتم على المستثمرين وشركات التأمين والشركات الخاصة البحث عن حلول للتعامل مع هذا التحدي، كل حسب طريقته الخاصة.


 IAN BREMMER 

time


يقول محدّثي :
لمّا تخرج الكلمة للعلن …فلا سلطة لك عليها …
كل يرميها بسهم عينه ..

 

ماهر حمصي

إبداع بلا رتوش
إشترك في القائمة البريدية