معرض ضوئي لـ : ليندا زهرة

                 تضم المجموعة لقطات فوتوغرافية مختلفة لأماكن ووجوه أردتها أن تكون متجانسة من خلال الشكل والمضمون.

فعلى صعيد المضمون هي بورتريهات لوجوه ناس ولأماكن ثم ليتقاطع الإنسان والمكان عبر الزمن، وفي لحظة تلافي معينة تأتي الصورة لتثبت الزمن المادي وليبق زمنا آخر ينتمي لعين المشاهد ثم لتخزن على شريحة الديجتال الصغيرة وتأتي مطابقة لما كان في ذاكرتي ومخيلتي البصرية.

حاولت أن تكون اللقطات وكأنها مأخوذة من فيلم سينمائي بمعنى أن اللقطات متجانسة في الفكرة والإيقاع الداخلي والحركة والمغزى.

وعلى صعيد الشكل تأتي الصور بالأبيض والأسود وكأنها مقصوصة من حلم أتى على صورة واقع تعيشه الشخصيات. الأبيض والأسود هنا أقدر على قول الحقيقة وأصدق على الصعيد الفني وأكثر جرأة في اقتحام النفس البشرية، وبالتالي تعريتها أمام عدسة الكاميرا وترجمة إحساسها العميق بوجودها إلى عين المشاهد.

عيون الشخصيات واسعة كحقل قمح، غامضة كبحر، قلقة وصامدة..!

تحمل الصور أيضا عنصرا مهما وأساسيا وهو الدعوة إلى التفكير، فهي ليست لقطات مجتزأة من الواقع فقط بطريقة عبثية وإنما مصنوعة من وجهة نظر محددة لترصد الحركة عبر الزمن فتدعونا للتساؤل عما كان قبلها وعما سيأتي..!

هي صور مختزنة في ذاكرتي، بحثت عنها والتقطتها كما أشتهي طازجة وعفوية ولكن من وجهة نظر محددة لتعطي للشكل مضمون وعمق وروح.

أما الأماكن في الصور رغم ما يحيط بها من سواد ولكنها تفتح دوما نافذة رغم صغرها ولكن نرى منها ضوء مشتهى، فسحة ضيقة تتسع لحلم كبير.