رزان النجار.. ممرضة شهيدة لم تغادر ميدان العودة ، وهكذا كانت زفتها

رزان النجار.. ممرضة شهيدة لم تغادر ميدان العودة ، وهكذا كانت زفتها

وسط الغاز المسيل للدموع وطلقات الرصاص الحي، تتسلل بردائها الأبيض بين جموع المتظاهرين، لتبدأ تقديم العلاج اللازم بعد استنشاقهم غازات الاحتلال السامة.
وبجسارة ونشاط تقتحم المتطوعة رزان النجار (20 عاما) صفوف المتظاهرين المتواجدين على الحدود الشرقية لمحافظة خانيونس جنوبي قطاع غزة.
وتعمل النجار متطوعة ميدانية من وزارة الصحة مع عدد من زملائها، لتقديم الخدمة الأولية للشبان الذين يعتصمون في مخيم العودة المقام على أراضي خزاعة شرق خانيونس، منذ بداية مسيرة العودة.
لكن نيران الاحتلال الصهيوني، أنهت هذه الرحلة المعطاءة اليوم الجمعة عبر إصابتها ثم استشهادها في وقت لاحق شرق خانيونس.
وقال الناطق باسم وزارة الصحة أشرف القدرة إن “فلسطين تودع شهيدة العمل الانساني رزان اشرف النجار 21 عاما التي لم تغادر ميدان عملها الاسعافي خلال مسيرة العودة الكبرى حتى قدمت نفسها شهيدة اليوم شرق خان يونس”.
[dt_fancy_image image_id=”63485″ width=””]

فما أن ينقل الشبان أحد المصابين حتى كانت تهرع الشابة النجار، برفقة زملائها لتقديم الإسعافات الأولية له قبل تحويله عبر سيارات الإسعاف إلى أقرب مستشفى.

وتعرضت النجار خلال عملها لحالات اختناق بسبب كثافة الغاز المسيل للدموع الذي يطلقه جنود الاحتلال بكثافة تجاه المشاركين.

هكذا كانت زفة “ملاك الرحمة” في غزة!
[dt_fancy_image image_id=”63486″ width=””]

بين أزقة بلدة خزاعة، وعلى بعد عشرات الأمتار من قناصة الاحتلال الإسرائيلي، الذي اغتال الشهيدة رزان النجار، تعالت الزغاريد، ورفرفت أعلام فلسطين، وامتلأ المكان باللون الأبيض الذي ارتدته “ملاك الرحمة”.

وبدأت مراسم التشييع من المستشفى الأوروبي، في خانيونس جنوب قطاع غزة، وصولاً إلى مخيم العودة شرق بلدة خزاعة، وإلقاء نظرة الوداع عليها في بيتها.

وأمام منزلها، والحارة التي تقطن بها، احتشد مئات النسوة مستقبلات الشهيدة، مرددات شعارات تطالب بالرد القاسي على اغتيال “صاحبة الإنسانية”.

ومن الشعارات التي رردتها النسوة: “يا رزان ارتاحي ارتاحي، الجنة بتستناكي، يا رزان ودعناكي، الجنة بتستناك، زفوا رزان لأمها الثورة بتجري في دمها”، معلنات أن هذا اليوم هو يوم زفافها.

وقالت خالة الشهيدة: “اليوم هو عرسك يا فلسطين، رزان ملاك الرحمة وملاك فلسطين، والثوب الأبيض هو عرسها الحقيقي”.

وأضافت: “احنا ودعناك اليوم يا رزان”، مطالبة الفصائل الفلسطينية بأخذ الثأر لدماء الشهداء.

وأوضحت أن رزان كانت تعالج المصابين، “طخوها بدم بارد، ولم تكن تطلق النار عليهم ولم تمسك صاروخ، بل كانت تسعف الجرحى”.

وشددت على أن مسيرة العودة مستمرة، وأن غزة ستكون مقبرة للاحتلال، وفق قولها.

عن :
وكالة الأناضول
المركز الفلسطيني للإعلام

يقول محدّثي :
لمّا تخرج الكلمة للعلن …فلا سلطة لك عليها …
كل يرميها بسهم عينه ..

 

ماهر حمصي

إبداع بلا رتوش
إشترك في القائمة البريدية