يوميات بلا رتوش ( 2 ) ….لـ : ماهر حمصي

ماهر حمصي
بلا رتوش

 1 – شاعر متمرس لبيع القصائد

(( شاعر متمرس لبيع القصائد والنبط وبأي أسلوب فلسفي – سهل ممتنع – غزلي – عتاب – رثاء – غنائي – وبأسرع وقت للمفاهمة جوال ++++++++ ))

قرأ ت الإعلان المذكور أعلاه في صحيفة إعلانية …….
مشاعر وأحاسيس معروضة للبيع …..لا يملكها أو أنه لا يستطيع التحكم بها !…
لديه الحنكة والقدرة على تطويع الأحاسيس …ليس هذا فحسب بل إنه متمرس حتى النخاع ..!!
إنها لك ….اطلب ما تريد ولكن بثمن …؟!!! هذه الأحاسيس والأشعار تعود ملكيتها وصكوك الملكية لك فقط عندما تدفع سعرها …….!!!

وهذه الخيارات متاحة لك :

إن شئت ( الفلسفة ) فهذا المتمرس على قدر الفلسفة وجنونها …
وإن شئت ( السهل الممتنع ) …..!!! لم أستطع تفسير هذا ( عذرا ً ) !!!!؟؟؟
وإن شئت ( الغزل ) فستجده مجنون ليلاك ………..
وإن شئت ( الرثاء ) فسوف يقف على الأطلال باكيا ينوح مناقب من تريد رثاءه ……….
وإن شئت ( الغناء ) فسوف تصدح ( عجرم ) بلوعة آه ونص …………..
وإن شئت ( العتاب ) فسوف يكون المعاتب العذول !!!!

أما إن أردت السرعة فسوف يكون الطائر السريع ليكتب نجواك و ….و……….

كل هذه التفسيرات أخذت تتقاذفني يمنة ويسرة ….ويشدني البحر بمده وجزره….أريد أن أقف عند هذا الإعلان ودافعه ….
هل تأخذ مشاعر الآخرين وتصوغها ، ثم تقدمها لهم للبيع ؟!!!

تبعثرت أفكاري بين دهشة …..ووجدت نفسي أضغط على الرقم الخاص بالإعلان :


– مساء الخير……
– هلاااااااا بيك
– لقد قرأت إعلانك في جريدة الإعلان …
– نعم …إنه أنا ….
– أردت قصيدة ….
– نعم أنا جاهز ….ماهو مضمونها ؟
– عتاب ….
– وماذا تريدها ..فصحى أم نبطي ؟
– فصحى ……عدد أبياتها خمسة عشر بيتا ً ….
– البيت يكلفك / 250 / .
– نعم ؟!!!!
– إنه فصحى ويحتاج إلى تعب وصياغة …..
– وماذا أيضا ؟!!!!…إنه لا يحتاج إلى شيء البتة …يمكنك استخدام بحر الوافر أو الكامل ….
– يبدو أنك شاعر وتعرف الشعر ؟
– لا مجرد متذوق للشعر …
– إذا ً هل تريد أن تختبرني ..؟ ..هل تريد أن تعرف أنني شاعر ؟
– لا ……..ولكن يا حبذا لو أسمعتني شيئا من أشعارك …
– حسنا …

( يغيب الصوت …ثم يعود مثقلا ً وكأنه أصيب بوعكة في حباله الصوتية …يحاول جاهدا أن يدوزن من نبرته ……وأظنه قد وقف وبدأ يلوح بيده ………….))

القصيدة العصماء……….
……………..
…………….
…………………..

– ما رأيك ؟
– شكرا …سوف أفكر في الأمر وأعود إليك ثانية ..
– هل أنت ……………أم………….؟
– لا عليك………أنا لم أسألك ما اسمك ؟

انتهت المكالمة ………..

زادت دهشتي ، ورحت أحسب ما سعر قصيدة من مائة بيت ……………..
هل تعلمون ؟!!!………..إنها مؤونة سنة كاملة …………..!!!!

16.08.2008 السعودية


2 – صديقي الصعيدي وسلسلة المفاتيح

منذ فترة وسلسلة المفاتيح بيده ، يلوح بها تلتف على سبابته اليمنى ، تعصرها حتى تبدو وكأنها تطلب النجدة ! ….. يعيد الكرة ثانية … تتحرر سبابته من السلسلة ، ينظر إلى إصبعه وإلى المفاتيح وهي تتأرجح بشكل دائري …
يضعها جانبا ً على الطاولة ، ويرشف كوب الشاي الصباحي ….أخذت هذه العادة تسير أياما معدودة …. سلسلة المفاتيح المتأرجحة ، وسبابته اليمنى المنهكة بسبب الدوار والتأرجح والاحتقان .
صبيحة هذا اليوم بادرني بالسؤال :
– هل وجدت سلسلة المفاتيح ؟
– لا…………….!!!
– بالله عليك … ؟؟؟ غريب أين اختفت !!!؟؟
– ……………..
يغادر شارد الذهن …..يتمتم :
– ترى أين ضاعت السلسلة والمفاتيح هذه المرة ؟؟!!!!!
– اللعنة على هذه الذاكرة الصدئة ……………..
يعبث بـ ( جهازه النقال ) :
– هل تعرف أين مفاتيحي ؟
– ……………..
– نعم مفتاح السيارة معها !!!!
– …………………..
– واه ……….يا ( ……) هات الشاي والماء ………..
يتناول كوب الماء ، يعبه دون توقف وهو يحملق في تساؤلاته ………….
– بلا مزاح هل خبأت المفاتيح يا ( …………)؟؟
– أين أخبئها ؟ …………..لم أكن في المكتب حينها …..كنت في موقع العمل ..فتش عنها هنا وهناك ….
– فتشت عليها منذ أكثر من ثلاث ساعات !!!! في كل مكان وسألت الجميع …………!!!!
– فتش جيدا …………اعصر ذاكرتك …
………………….
وعند عودتي في نهاية الدوام الصباحي وجدت صاحبي ( الصعيدي ) مع جمع من المحتشدين حول سيارته ، وهم يحاولون فتح السيارة بطريقة ما ……………..
اتجهت صوب الجمع وصاحبي :
– خيرا ً ؟!!!
– ( ضاحكا ً ) المفاتيح في السيارة …
– الحمد لله …………أخيرا ًوجدت المفاتيح .
– ولكن ……
– ماذا ؟!!!
– السيارة مغلقة…………..وقد نسيت السيارة تعمل ……..أي أنها تعمل منذ أكثر من أربع ساعات بسبب نسيان مفتاح السيارة مع سلسلة المفاتيح كلها ….
– ( ضاحكا ً ) : سيارتك سافرت أربع ساعات وهي واقفة ؟!!!!!
– ……………………
– اشكر الله على أن الوقود في هذا البلد رخيص يا صاحبي …

20.04.2009 السعودية


3 – حوارية عاشق أمام المرآة

( 1 )
* لا شيء …..حاولي الاستماع إلى شهقة الحرف !!
* غالباً ما تتراقص النقاط في نهاية الحوار ……
* هل تعلمين من قرأني ؟!!!
– قرأتني الغربة ….الرحيل والترحال ….الحب وتداعياته ….المطر وقوس قزح !!!!
* هل تعلمين من ينشد اللحظة ؟
– تنشدها قطرات الندى وبسمة طفل !!!
* هل تريدين أن أغادر الميناء ؟
– أدرك أنك المحيط وقاعه …………………


( 2 )
* آثرت الإنزواء مع قلبي في عتمة الأيام …..وأوصدت الغربة تراتيل الســــفر !!!
* هل لأنك شــــــــــــــــــاعر ؟
– لا ….لا …ولكن أعرف هذا الذي يخفق ، وأعرف أنه يريد أن يخرج من بين أضلعي ، وأدرك أني أسيره وأسير خفقته !!

* ………….
* أواه من قمر أنظر إليه !!!
* أواه من نجوم تعلو شفاه !!!!
* إن خرج من بين أضلعي تمرد ، وأعلن العشــــــــــــــق !!!؟؟

( 3 )
وأكابر على قلبي …
أدرك أن النبض أحبك …
وأدرك أن الخفقة تعشقك …..
وأدرك أن اللحظة تنتظرك !!!
……
وأكابر
أكابر
أعاند القلب والنبض ….أعاند اللحظة أن تمر ، ويمر طيفك …
أسمع صداه ، وأرتمي على إيقاعه !!!؟؟
……


( 4 )
كانت المرآة ، وبعض ملامح ، وأنتِ …!!!
كانت المرآة ، وفجر تمطى على جسد متعب وروح ….
وأنت ِ في خفقة قلب مرتجف تناجي سبيلا ..
نعاف لجة البحر ، ونصطلي لوعة …
كانت المرآة ، وحلم وردي ، وقطرات ندى …
أبسم : كنتُ المصلوبَ ، وكنتِ أنتِ !!!!


( 5 )
أتحسس ملامحي ..وأدرك للوهلة الأولى كيف تبدو والجنون !!
كيف تعاند الدمعة لحظة اللقاء ؟؟
وكيف الآه ترسمك وأنت تخفين المسافات والأمل ؟؟؟!!!!!


( 6 )
أخشى اللقاء وبعدك ِ…!!
أتوسد حزة القلب ، وتغفو شهقة …
ماذا بعد ….؟؟ وقد…..
وقد مر بي الدرب والشيب ؟؟؟!!!

0.3.10.2010 السعودية


يقول محدّثي :
لمّا تخرج الكلمة للعلن …فلا سلطة لك عليها …
كل يرميها بسهم عينه ..

 

ماهر حمصي

إبداع بلا رتوش
إشترك في القائمة البريدية