عميل لـ « الموساد » في ضيافة بشار الأسد
كشف برنامج تحقيقات بثته القناة الإسرائيلية الثانية عن أساليب عمل جهاز المخابرات الخارجية الإسرائيلي «الموساد»، من خلال مقابلة مطولة مع رجل الأعمال الكندي اليهودي وعميل الموساد، ناتان جيكوبسون الذي قيل عنه إنه زار بشار الأسد ..وقد نشرت ناشيونال أوبزرفر تقريرا عنه .
وحسب برنامج التحقيقات «عوفداه» (الحقيقة) فقد بدأ جيكوبسون (62 عاما)، المولود في كندا وله علاقات متينة في إسرائيل وخدم في جيشها، أعماله التجارية في روسيا، بالتزامن مع انهيار الاتحاد السوفييتي، في تسعينيات القرن الماضي، عندها تحول إلى رجل ثري، من خلال بيع سيارات أمريكية محصنة للأثرياء الروس الجدد الذين أصبحوا يملكون رؤوس أموال نتيجة انهيار الاتحاد السوفييتي. وأقام في روسيا 600 محطة وقود يعمل فيها 1800 عامل ومن خلال أعماله هذه، تعرف جيكوبسون على المافيا الروسية، حيث مارس أعمالا مشبوهة، بينها جباية عمولات من اتصالات مواطنين في مواقع إباحية.
ووفقا للتحقيق التلفزيوني، فإن بداية علاقات جيكوبسون مع أجهزة الاستخبارات كانت مع المخابرات الكندية، التي أبدت اهتماما بعلاقاته مع رجال أعمال روس. وقال جيكوبسون في المقابلة إن الاتصال الأول مع الموساد بدأ باتصال من القنصلية الإسرائيلية في تورنتو، حيث قال له مندوب الموساد هناك إن بإمكانه تقديم مساعدة كبيرة بفضل علاقاته. بعد ذلك اتصل به أودي ليفي، قائد وحدة «تسيلتسال» في الموساد، وهي وحدة تتعقب أموال المنظمات الفلسطينية وحزب الله وغيرها. وأضاف انه اصطحب ليفي إلى «بنك نوفا سكوتيا» الكندي للقاء نائب مدير البنك، حيث عرّف ليفي على نفسه بأنه ضابط في الموساد، قبل أن يبدأ تهديده للمسؤول في البنك الكندي، بأن حزب الله هو «اليوم أكبر وكيل للكوكايين في أمريكا الجنوبية». وحسب جيكوبسون تابع ليفي تهديده «إذا استخدم حزب الله هذا البنك فإنكم ستكونون متهمين وبدا الخوف على نائب مدير البنك».
Nathan Jacobson’s meeting with Bashar al-Assad in July 2007 in Damascus. Photo courtesy of Jacobson
في ضيافة بشار الأسد
وحسب روايته كلف رئيس الحكومة الإسرائيلية السابق، ايهود أولمرت، جيكوبسون بمهمة سرية عام 2007 حيث التحق برجل إسرائيلي – كندي آخر في دمشق يدعى موشيه رونين، وهو قيادي معروف في المجتمع اليهودي في كندا، ولديه شبكة علاقات واسعة مع الوسط التجاري الإسرائيلي. وجاء في التحقيق أنهما توجها إلى مهمتهما السرية في القصر الرئاسي في دمشق. وقال جيكوبسون إنه في الطريق إلى القصر الرئاسي «كنا داخل سيارة مرسيدس، وسيارة أمامنا وأخرى خلفنا ودراجات نارية إلى جانبنا، حتى وصلنا إلى قصر الرئيس بشار الأسد.
وجاء في كلامه أنه كان يمشي من خلال الممرات الرخامية لقصر الرئيس السوري بشار الأسد، ومعه مجموعة من الأقراص المدمجة لموسيقى محلية… وبعد فتح بابين ثقيلين، وجد نفسه (رجل الأعمال الكندي – الإسرائيلي) يواجه الرئيس السوري.
ودار الحديث التالي بداية اللقاء :
الأسد : “لقد سمعت أنك وصلت إلى هنا، وأردت أن ألتقي بكم في أقرب وقت ممكن”… “شكرا جزيلا على القدوم إلى دمشق”.
جيكوبسون : “السيد الرئيس، قيل لي انك من محبي الموسيقى المحلية.”
الأسد : “لماذا نعم.”
جيكوبسون : “حسنا، أحضرت لك هنا هذه المجموعة ، إنها مجموعة من أفضل موسيقى الريف من بلدي.”
الأسد : “من إسرائيل.” ؟
جيكوبسون : ” لا ..من كندا ”
Nathan Jacobson appears with former Canadian prime minister Stephen Harper and Israeli Prime Minister Benjamin Netanyahu in an undated photo from Ottawa, in 2012. PMO photo
بعد زيارة دمشق، قال جيكوبسون إن علاقته مع رئيس الموساد في حينه، مئير داغان، توطدت كثيرا. وأضاف «عملت مع داغان وكانت الاجتماعات الهامة تعقد داخل مكتبه الذي كان يعلّق فيه صورة لجده قبل مقتله وهو راكع أمام النازيين، وإلى جانبها بندقية «كلاشنيكوف من ذهب كانت لصدام حسين»، الرئيس العراقي الأسبق».