المفيد في رسالة (م.ك) العنيد … لـ : منذر مصري

[dt_fancy_image image_id=”58408″ onclick=”lightbox” width=””]

سوريون في أحد شوارع دمشق

المفيد في رسالة (م.ك) العنيد

[ult_ihover thumb_height_width=”180″][ult_ihover_item title=”منذر مصري” thumb_img=”id^19586|url^http://ebd3.net/wp-content/uploads/2016/12/Monzer-Masri-.jpg|caption^null|alt^null|title^Monzer Masri–|description^null” hover_effect=”effect13″ title_font_color=”#2cd3b4″ desc_font_color=”#2cd3b4″ block_border_size=”1″ title_responsive_font_size=”desktop:22px;” title_responsive_line_height=”desktop:28px;” desc_responsive_font_size=”desktop:12px;” desc_responsive_line_height=”desktop:18px;”]شاعر وكاتب سوري[/ult_ihover_item][/ult_ihover]

الحكمة السورية المعممة اليوم:
“ لا أحد يدافع عن أحد. ولا يحقّ لأحد أن يطالب أحداً بالدفاع عنه ”.

هناك فرق بين تذكّر سوريا ككيان سياسي واجتماعي، قهرهم واضطرهم للنزوح والتشرد، وتذكرها كوطن!.

إبعاد الشخصنة عن الفكرة
لست بصدد الدفاع عن إنسان يدعى (م.ك). الذي بات، بعد نصف قرن من العناد في المعارضة السياسية وغير السياسية، لا يُعرف إلاّ برسالته الصوتية: (تفووو). مثله مثل (م.م). (م.م) من؟ (م.م) أبو (ليتها لم تكن)! و (م.ج.ب) صاحب بكائية: (الحداد يليق بحلب).
فما أحاوله الآن هو إبعاد الشخصنة عن مناقشتنا لقضية أو فكرة. وما يتبع الشخصنة من اتهامات وإدانات وأحكام سجن وإعدام. لا يخفّف من وطأتها أبداً اقتصارها، مرحلياً*، على المستوى المعنوي، الأمر الذي كانت المعارضة السورية بأصنافها كافة، ومن بينها طيفها الثقافي، تعوم في مستنقعه لعقود من السنين، وفي السبع الأخيرة..غرقت.
على السوري أن يقلع شوكه بيده

كعادتهم، تحول السوريون بقضهم وقضيضهم، وكأنه لم يكن لديهم ما يشغلهم قبلها، إلى مهاجمين وشاتمين وهم كثر، ومهللين ومدافعين عن (م.ك) وهم قلة، واللّافت حقاً أنهم مازالوا موجودين. فالحكمة السورية المعممة اليوم: “لا أحد يدافع عن أحد. ولا يحقّ لأحد أن يطالب أحداً بالدفاع عنه”.

التركيز على الأفكار

الجميع، أو فقط نسبة 97% رفعها (م.ك) إلى 99%، انصب اهتمامهم على (تفووو) التي تلفظها الرجل بانفعال ظاهر لم يستطع ضبطه. ما دفعني لأجيب بعضهم، بأن التركيز على ما تطرح الرسالة من أفكار، وما إذا كانت تنفع السوريين بشيء؟. أهم بما لا يقاس من هذا السجال الصاخب حول صاحبها. لا بل، ولرغبتي في الدفع بالتي هي أحسن، والأخذ بما يفيد، تاركاً لغيري ما يضرّ ويخرّب، فسأحرص، بعد إذنكم، على التركيز على ما أعتبره:

النقاط الإيجابية

1– بعد التحية يقوم (م.ك) بتفسير سبب قبوله المشاركة باللقاء المذكور: “أنا بشكل خاص رايح لقلهم، هالكام كلمة…ما تنسوا سوريا بلدكم ووطنكم”. وكأن السوريين الذين غادروا سوريا، حسب ما يراه (م.ك)، الذي غادرها مثلهم، قد نسوا سوريا حقاً!. أو، بالأدق، نسوا أنها بلدهم ووطنهم. وطبعاً هناك فرق بين تذكّر سوريا ككيان سياسي واجتماعي، قهرهم واضطرهم للنزوح والتشرد، وتذكرها كوطن!.

2– تكتسب من الأهمية اليوم، أكثر من أي يوم مضى، الدعوة لنبذ الخلاف بين السوريين. الذين باتت خلافاتهم فيما بينهم، لشعورهم بقلة حيلتهم، وربما بهزيمتهم، هي قضيتهم.. لا سوريا ولا الشعب السوري ولا مطالبه بالحرية والكرامة. وكأن سيل الإساءات والاتهامات والأحكام التي يتراشقونها فيما بينهم، قد جرفها جميعها.

3– يقول:”السوريون صاروا خبراء بتشويه سمعة بعضهم، والاعتداء على كرامة بعضهم” وأحسب أن هذا، على قسوته، حقيقة يكاد لا ينكرها أحد، بل يقاسي منها الكثيرون، وربما أنا واحد منهم، فلقد نلت ما أستحق وأكثر من تشويه للسمعة واعتداء على الكرامة. وأظن هناك ما يكفي من تفسيرات وتبريرات لهذه الحالة. إلاّ أن الفكرة التي يذكرها (م.ك) في تسجيل لاحق، والتي يمكن صياغتها كسؤال**: “ماذا تستفيد (الثورة) من رمي الناس، وخاصة من يوصفون بكونهم رموزاً.. شخصيات.. قامات، وطنية وفكرية وفنية، في حضن النظام؟” فماذا يريد النظام أفضل من هذا!.

4– تقدم لنا هذه الرسالة الغاضبة، دليلاً صريحاً، على تأثير التشكيك والتشهير والتخوين على الناس. حين يتساءل (م.ك) ما إذا كان نفيه لما أشيع عن اللقاء ضرورياً لتوضيح موقفه؟ فإذا كان هناك شكوك: “أقسم بالله سأعلن بأن لا علاقة لي، لا من قريب ولا من بعيد، بشيء اسمه ثورة”.

5– سأضيف كخاتمة نقطتين، على أهميتهما بحد ذاتهما، فإنهما تفسران، بعض ما ذهبت إليه أعلاه، يمكن استخلاصهما من الرسالة الصوتية التي لحقت برسالة (م.ك) كرد عليها، من قبل شخص لم يصرِّح باسمه، إلاّ أنه يتكلم كمرجع ما، النقطة الأولى:

**“اللي بيدّعوا انهم ثوار برا، أصلاً هادول تسلقوا على الثوار.. والثورة لا تنتظر أحد ليساندها..”

أحسب، من هذه العقلية الصماء البكماء، من هذه الفكرة الخرقاء: (الثورة لا تحتاج أحداً)، بدأت عملية النبذ والاتهامات والتخوين والرمي إلى حضن النظام، الذي أبدى بالمقابل مرونة ظاهرة، وإن مشروطة، في تقبل المراجعات والتوبات والندامات.

*– يقول:”فيه حسابات ستعاد للكثيرين في المكتب الأمني الثوري…”. والله.. هذه بشارة خير.. الله يقويكم. لذا نصيحتي لهؤلاء الكثيرين، وأظنني أحدهم، البدء بإعداد إضبارات الدفاع عن أنفسهم، أو صكوك اعترافاتهم بجرائمهم. وهم يرددون المثل السوري المعروف، والأصدق تعبيراً عن حال السوريين، وجميع شعوب الربيع العربي، اليوم: “هربنا من تحت الدلفة، علقنا تحت المزراب”.

يقول محدّثي :
لمّا تخرج الكلمة للعلن …فلا سلطة لك عليها …
كل يرميها بسهم عينه ..

 

ماهر حمصي

إبداع بلا رتوش
إشترك في القائمة البريدية