واشنطن اكسمير: لماذا تدمر روسيا المستشفيات في سوريا (مرة أخرى) ؟

تساءل الباحث الأمريكي “توم روغان” عن الأسباب التي تدفع روسيا لضرب المستشفيات في سوريا، مشيرا إلى أنها يبدوا استراتيجية تهدف لألحاق أكبر قدر من الأذى بالعدو.
وقال الباحث في مقال نشره بموقع “واشنطن اكسمير”، إن روسيا تستعد لهجوم بري على محافظة إدلب أخر معاقل المعارضة في سوريا، حيث تشن غارات جوية جديدة على المستشفيات في سوريا.

ورصد اتحاد منظمات الرعاية الطبية والإغاثة تعرض أربعة مستشفيات في محافظتي إدلب وحماة للضرب الجوي وقذائف الهاون نهاية إبريل الماضي.

وتساءل الباحث لماذا يقصف الروس المستشفيات؟ وأجاب قائلا:” إنها ليست وحشية فقط، ولكنها إستراتيجية روسية تعتبر الأذى المدني آلية لإجبار الخصوم على الاستسلام، فالرئيس الروسي فلاديمير بوتين يعتقد أنه إذا قتلت قواته ما يكفي من المدنيين، وخلقت ما يكفي من صور المعاناة، فسيؤدي ذلك إلى وقف سريع لإطلاق النار، لهذا السبب تقع المستشفيات ضمن نطاق الأهداف في المناطق الرئيسية التي يسيطر عليها المعارضة .

وبجانب رأس النظام بشار الأسد، يريد الروس السيطرة على إدلب، في حين وقع بوتين على اتفاق إدلب لوقف إطلاق النار مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عام 2018 ، لم تستمر هذه الصفقة أبدًا، ومنذ يناير الماضي أراد بوتين التحرك للسيطرة على أخر معاقل المعارضة.

وأشار الباحث الأمريكي إلى أنه من الضروري معرفة كيف ستعزز معاناة المدنيين الدعوات الدولية لوقف إطلاق النار، خاصة أن الرئيس فلاديمير بوتين يعرف أن الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة سوف يستسلمان للمطالب الروسية من أجل وقف الخسائر في أرواح المدنيين.
ويعلم أيضًا أن تلك المصالح غير مستعدة للضغط على روسيا كوسيلة بديلة لإنهاء عدوانها، على هذا النحو  ينظر بوتين إلى المستشفيات المدمرة، وقوافل المساعدات كوسيلة للحصول على موافقة دولية على أي وقف لإطلاق النار، ويمكن بوتين بعد ذلك استخدام وقف إطلاق النار لتقديم نفسه كقائد عقلاني، وفي الوقت نفسه شراء الوقت حتى يكون مستعدًا لهجومه التالي.

وأوضح أن إدارة الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما لم تفهم الأسلوب الروسي للعملية، لهذا السبب ظل أوباما يسقط لسياسة الباب الدوار الروسية المتمثلة في تصعيد وقف إطلاق النار، ونأمل أن تكون إدارة ترامب أكثر ذكاءً حول هذا الأمر، مع إدراك أن أردوغان سيكون غاضبًا من هذا الهجوم ويجب على ترامب إقناع الزعيم التركي بالعودة إلى الركن الأمريكي والتخلي عن شراء المعدات العسكرية الروسية.

واختتمت الباحث الأمريكي مقاله قائلا:” يجب أن يحذر ترامب روسيا من أن أي هجوم كبير سيؤدي إلى فرض عقوبات جديدة على اقتصادها”.

عن “واشنطن اكسمير” ، للاطلاع على الموضوع الأصلي ، اضغط هنا


يقول محدّثي :
لمّا تخرج الكلمة للعلن …فلا سلطة لك عليها …
كل يرميها بسهم عينه ..

 

ماهر حمصي

إبداع بلا رتوش
إشترك في القائمة البريدية