إن النتاج التاريخي الذي كرس حول الظواهر الثورية ولاسيما ما يتعلق بالثورات السياسية الكبرى على قدر عظيم من الضخامة إلى حد مخيف، وهو يؤلف بذاته موضوع دراسة خاصة ومستقلة.. وقد لا يجيب هذا النص عن مجمل التساؤلات التي تفترضها قيام الثورات، والسؤال الملح الأكبر بينهما.. لماذا تقوم الثورات..؟ أو تقوم فئة من المجتمع كبرت أو صغرت على مناهضة النظام الاجتماعي والسياسي القائم..
إلا أن المميز في هذا النص.. وهذه التساؤلات أنها مجردة عن أي غرض سياسي أو اتجاه أيديولوجي عقائدي معين.. أو تحبيذ نظرية اجتماعية على أخرى.. أو أنها تندرج في إطار المشاهدات اليومية الطارئة.. أو التهويل الإعلامي.
غريزة البقاء = دوافع الثورة
يقول ل. ب إدوار L. P Edwards في كتابه التاريخ الطبيعي للثورة- طبعة شيكاغو 1927: ((إن المشروع الثوري يقوم بين جماعة من المثقفين الذين ينقصون من قدر الطبقة الحاكمة ويعملون على إضعافها وتقويض حكمها، وجميع هذه المدارس الثورية تجد أصول الظاهرة الثورية في الشعور بالألم الذي تحسه الطبقات الدنيا إزاء أصحاب السلطة والنفوذ)). قد يغدو هذا التصور قديماً وسطحياً خلال دراسة أربع ثورات كبرى.. أولها الثورة الإنكليزية أواسط القرن السابع عشر والثورة الأمريكية في القرن الثامن عشر ثم الثورة الفرنسية، فالثورة الروسية، لأن انطلاق الثورات، أي العلل في حدوثها يمكن أن تكون متقلبة الأطوار جداً، كما تكشف العلاقات الاجتماعية والسياسية الهامشية دوراً مهماً في قراءة جوهر هذه المجتمعات واختلاف الأزمان، منها على سبيل المثال دور الإمبريالية البريطانية وهي في أوج مجدها خلفت حولها هامشية غريبة الشكل هي مزيج من المنتفعين من استغلال شعوب المستعمرات من أبناء الطبقة البرجوازية الوسطى كضباط وعساكر مرتزقة وموظفي الأجهزة الإدارية الخاصة بشؤون المستعمرات والجواسيس، بالإضافة إلى نفر كبير من الزعماء النقابيين واللذين كان يطلق عليهم بالذات ((الأرستقراطية العمالية)).
وقد تمكنت هذه الإمبريالية البريطانية بواسطة هذه الهامشية الواسعة التي تشبه إلى حد بعيد هامشية روما القديمة من امتصاص نقمة الشعب البريطاني، ولاسيما الطبقة العاملة المسحوقة منه، بأن رمت إليها بفتات الموائد وحالت بينها وبين الثورة، كذلك يمكن اعتبار بعض اللوردات وأبناء الذوات من النوعية الهامشية وهم من وصفهم ((برنارد شو)) بالعاطلين عن العمل بالوراثة.
أما الهامشية الفرنسية إبان الحكم الإمبريالي الاستعماري، فكانت تختلف عن الهامشية البريطانية، وظلت مقتصرة على فئة الرعاع والانتهازيين ومستخدمي المستعمرات، وذلك لأن العقلية الفرنسية الحاكمة والطبقة المستثمرة كانت حريصة كل الحرص على احتكار المكاسب والمنافع لنفسها فقط ولا تدع من دونها بالتهام شيء معها، حتى أنها لم تعط الطبقة الكادحة بعض حقوقها لامتصاص نقمتها، لذلك تعرضت فرنسا لهزات وثورات دامية أكثر مما تعرضت له بريطانيا العظمى بمرات ولاسيما في أواخر القرن الثامن عشر والقرن العشرين.
وتعد الثورات فترة زمنية متميزة من حياة المجتمعات تتيح دراسة التبدلات الطارئة على أوجه الحياة الرئيسية في المجتمع وبيان رؤية جديدة في علم النفس الجماعي الذي وضعه ((بتريم سوركين)) في كتابه علم الاجتماع الثوري 1925- إذ يقول:
((إن الإنسان مركب من غرائز أساسية أولها الحاجة إلى الغذاء، وغريزة البقاء أفراداً وجماعات، والمتطلبات المادية ذات العناصر المختلفة، والغريزة الجنسية وغريزة التملك والرغبة في المعرفة، وغريزة الكفاح والمنافسة، ويرى أن جميع المجتمعات تعمل على قمع هذه الغرائز في الإنسان إن قليلاً أو كثيراً، فإذا اشتد الضغط على غريزة من هذه الغرائز أو شمل عدداً منها.. أو جميعها لأسباب ودوافع قوية عندئذ تحدث ردة الفعل التي تؤدي إلى الثورة في مجراها الحر حيث يبرز تطرف الثوريين وبأسهم الشديد)).
وقد انكب ((سوركين)) على دراسة هذه الناحية النفسية الاجتماعية بإسهاب وتوصل إلى أن أعباء الثورة هي التي تلقح هذه الغرائز وتحددها وينتج عنها ردة إلى البهيمية الأولى وسيطرة الميول البدائية عليهم إلى أن تتدخل ضغوط جديدة في الأمر، فتكبح الغرائز من جديد ويحل نظام حكم جديد غالباً ما يكون قريب الشبه بالحكم البائد.
ومن ثم ظهر تيار فلسفي جديد في دراسة الثورات يعزى إلى تحليل الظواهر إثر انبثاق التاريخ الإنساني على هذا الكوكب، والأخذ بعين الاعتبار ظواهر جديدة لم تكن لتلفت إليها الأنظار، إلا أصحاب الخبرة والاختصاص، ومن هذه الوقائع الحركات الدينية، وانطلاقاً من هذه النقطة فإن مفهوم التاريخ الإنساني كسلسلة من النزاعات والطفرات الفجائية والاضطرابات قد فرض نفسه شيئاً فشيئاً وأدى إلى إعادة النظر في ماضي الإنسانية، وسلط الضوء على حروب الفلاحين والحركات الثورية الأوروبية في القرون الوسطى وفي العهود الكلاسيكية القديمة والحضارات الأوروبية العليا، كل ذلك في حدود التدقيق التاريخي الذي ينير أمامنا أوجه الماضي.
ويعنينا هنا مثالين واقعيين لنموذجين من الثورات هما الثورة الدينية وثورات العبيد في العصر الحديث.
وعادة ما تقوم الحركات الدينية بانتفاضة مفاجئة غير متوقعة تليها مرحلة من حشد القوى والطاقات بالغة الحدة، ثم يتدخل المجتمع لقمعها بواسطة القوات التابعة للنظام الحاكم، وبعد معركة قصيرة يتشتت شملها، إلا أنه غالباً ما يمتد بها الأجل لتتفجر ثانية عن طريق من تبقى منها حياً وعاد إلى بث الدعوة في مكان آخر، أو بظهور آخرين أوحت إليهم الأحداث بأفكار جديدة. ويلاحظ هنا أن الحركات الدينية تسري في المجتمعات سريان الأوبئة في الأجسام، وهنا يتضح لنا أن ثمة طورين هامين تمر بهما الحركة الدينية يستحقان الدراسة وإمكان النظر بدقة، وهما مرحلة سريان الدعوة والتبشير بها، ومرحلة توطيد أقدامها وتلاحمها عندما لا تعترض القوة سبيلها، وعلى الفور وخلال عدة أسابيع أشبه ما تكون باللهيب المندلع نشاهد الجماهير الغفيرة وقد التهبت مشاعرها بالحماسة الدينية وراحت تهلل وتكبر وتمجد أصحابها وتعظم.
ويقول ((جان بيشلر)) رئيس فرع الأبحاث الاجتماعية في جامعة السوربون: ((إن كل توتر لا يتمخض عن عمل عقلاني يؤدي حتماً إلى عنف وحشي)). وبهذا يمكن أن نستخلص أسباب ودواعي فشل ثورات العبيد التي ما كانت لترحم أحداً بدافع من نزقها، ولهذا كان مصيرها الفشل المحتوم، فلم ينجح العبيد في صنع ثورة حقيقية، او بالأحرى لم يحاولوا هم صنع مثل هذه الثورة، ومنها ما هو جدير بإمعان النظر ذلك أن بعض الزعماء الثائرين ضد المجتمع إذا انتصروا واستتب لهم الأمر أعادوا بناء المجتمع كما كان من قبل إن لم يكن أسوأ.
وهكذا شأن العبيد الثائرين على العبودية، فإذا انتصروا في معركة من المعارك استعبدوا الأحرار.
كذلك كانت بعض ثورات الفلاحين، فهم من خلال ثوراتهم لا يعملون شيئاً لتغيير البيئة الاجتماعية التي عانوا منها بالذات بل يغيرون الألقاب والتسميات والشعارات.
وثمة أشكال أخرى للثورات تستهدف رفع الآخرين إلى المصاف الأولى والعكس بالعكس، ولا يعني أن هذا الشكل البدائي للثورات قد تلاشى، إذ أنه قد يكون راسخاً في جميع المجتمعات الإنسانية.
إن العلم الوليد ((الستازيولوجية))- علم التحولات الإنسانية فيما إذا أبصر النور يوماً سيكون ميداناً واسعاً نصبت فيه الفخاخ التاريخية، إذ لا يزال علماً بكراً يجيب على هذا التساؤل: ما الذي يحدو بالأفراد والجماعات في جميع المجتمعات المعروفة حتى اليوم أن ترفض النظام القائم وتعلن الحرب عليه؟.
ويتابع جان بيشلر في الظواهر الثورية- ترجمة بشير فنصة- ((الستازيولوجية)): هي في صميمها علم الصراعات الداخلية في المجتمعات وهو علم لا يسمح فيه لآراء من يخلطون بين العلم والعقائدية والأيديولوجيا.
عبر التطور الإنساني
لقد فسر فرويد قيام أول ثورة في التاريخ الإنساني على أساس جنسي في المجتمعات البدائية، عندما قتل الأبناء الأب أو زعيم العشيرة لأنه كان يحتكر نساء القبيلة لوحده.
ولكن ما غير تطور الإنسان ونتج عنه شيء يساوي بأهميته الخصائص الموروثة قد يكون شيئاً آخر مختلفاً البتة.
إن اختراع الإنسان العاقل- دون 40.000 عام- للقوس والسهام لم تدع هذا الاختراع حكراً له دون سواه، بل أصبح ملكاً للجماعة التي كانت تتوارث معرفة استخدام هذه الأسلحة وتغدو جزءاً عضوياً ملتحماً بجسم الجماعة وفي ضياعه كسلاح ما يهدد بقاءها. وهكذا نرى أنه خلال جيل أو جيلين تتواتر سلسلة من التطبيقات العملية في سيرورة التطور الإنساني دون تصور أو إدراك، وتحتل درجات متباينة أوسع شمولاً، ولا غرابة في ذلك فنحن نشاهد في الواقع أن نشوء الغرائز الاجتماعية والمحرمات- التي هي أجدر بالأهمية- لا تسير على قدم المساواة مع التطور السريع في نمو الثقافة المتناقلة بحكم التقليد ولاسيما ثقافة الحضارة المادية التي فرضت على المجتمع الإنساني. لهذا يمكن أن تتفجر الحركات العدوانية على ضوء التبدلات الزمنية المتزايدة بجذور التاريخ الطبيعي الإنساني، وبجميع أشكال الصراع سواء أكانت حرباً أم انقلاباً أم طفرة أم كفاحاً ضد الطبقة أم مباراة.. وهذا أيضاً ما لمح إليه المفكر السوري والفيلسوف الراحل زكي الأرسوزي عندما قال: ((إن التطور التكنولوجي يمضي قدماً عند شعب ما خلال جيل واحد أو جيلين على الأكثر، أما الثقافة- الأخلاق- القيم العليا- لدى الجماعات والأمم، فإنها بحاجة أقل ما يمكن إلى القرون الطوال كي تترسخ في ضمير الأمة)).
لذلك تغدو المنافع الثلاث ذات الدوافع الأشد قوة في تحريك الأفراد والجماعات تكون في: السلطان والمال والجاه (النفوذ). والنفوذ يعني تسلط فرداً أو زمرة على الآخرين من مراكز القوة، ابتغاء كسب المنافع (منافع السلطة)، فإذا تقاسم أفراد المجتمع السلطة والنفوذ، فإن هذين العاملين يتلاشيان تماماً.
هذه المنافع الثلاث، السلطان والمال والجاه الأكثر ترغيباً للناس تصبح سبباً من أسباب التنافس والصراع بين الأفراد والجماعات، فأيهم أعظم قوة وأكثر حيلة وأمضى ذكاء وأعظم حظاً ينال منها القسط الأوفر، أي يحظى بأكثر مما يحظى به الآخرون. وهكذا نجد أن القسمة تصبح قسمة ضيزى .
كما أن الحس السليم والبسيط يحدو إلى الإقرار بأن المستفيدين من مردود القوى أي الأفراد والجماعات الذين هم في مراكز القوى من مصلحتهم المحافظة على التوازن القائم بكافة الوسائل المشروعة أو غير المشروعة، فالثائرون والمخاصمون هم وحدهم على الدوام من المستبعدين عن مراكز القوى، إلى أن تجد لها المناخ المناسب حسب الزمان والمكان لتتحكم في الاتجاه الأساسي للحركة أو الثورة، وكما هو معلوم فإن المظهر الاقتصادي للنزاع يبرز أولاً ثم يليه المظهر السياسي، ولا غرابة في ذلك لأن الندرة في الثروات- حتى عصرنا الحاضر- من الأمور الأولية المسلم بها في شرط وجود الصراع الإنساني.
الصراع
يصطلح تعبير الصفوة الحاكمة على مجموع الأشخاص الذين يشغلون مراكز القوى والذين يتمتعون بالسلطان والجاه والمال، وإذا أضفنا إمعاتهم من المنتفعين بخيراتهم، فمن المؤكد أن هذه الصفوة الحاكمة أو الأعيان هي التي يحق لها شرعاً استخدام القوة، وإذا ما ظلت هذه الطبقة الحاكمة متحدة ومصممة على استخدام قوتها عند اللزوم فمن المتعذر على أي حركة ثورية أن يكتب لها النجاح، أو أن تبلغ النصر، إذاً فالنتيجة الحتمية في مثل هذه الأحوال أن لا تنتصر الثورات وأن لا تبلغ مراميها إلا إذا انقسمت ((الصفوة الحاكمة)) على نفسها، وإذا لم يحدث شيء من ذلك فالفشل يكون دائماً حليف الثورات مهما تحركت جماهير عريضة لتأييدها وشد أزرها.
وقد تنتج الثورات أحياناً من مسببات قد تنشأ عن تعديلات طارئة على العلاقات بين القوى بحيث نستطيع تحديد ما يلي:
إن بروز حالة ثورية من نظام حكم متزعزع رهن بما تخلفه التعديلات الطارئة من أثر فعال على الطبقة الحاكمة يؤدي بها إلى الانقسام والتفرقة، وهناك حصيلة أخرى أقل تعقيداً من الأولى وأشد مضاء وأعظم أثراً ولاسيما في المجتمعات المعقدة- ألا وهي تقويض الحكم القائم بواسطة الانقلاب العسكري- فالجيش هو القوة المنظمة على أحسن وجه والموضوع تحت تصرف الحاكمين المستولين على السلطة الممسكين بزمام الأمور، إذا قام انقلاب مدبر تدبيراً جيداً وكانت معظم وحداته على اتفاق مسبق، فإن النجاح يكون حليفه في قلب نظام الحكم بأقل قدر ممكن من سفك الدماء بوجه عام، والسبب في ذلك وجيه، هو أن كل من يحاول معارضة الجيش في انقلابه يكون أعزل من السلاح، ويحدث العكس أحياناً عندما تكون الصفوة الحاكمة مفتقرة إلى الوسائل المادية. بعبارة أخرى، عندما ينشق الجيش على نفسه ويفقد انضباطه أو يظل واقفاً على الحياد، فإن الثورة تستطيع الاستيلاء على الحكم دون أن تصادف مقاومة تذكر، ولكن غالباً ما يحدث إذا ما انقسمت القوات المسلحة على نفسها، ما يتحول الانقلاب العسكري إلى حرب أهلية.
ويبدو أن إرادة الغلبة تكون متساوية لدى المعسكرين المتنازعين وهي تدفع بالطرفين إلى أبعد حدود التضحية، ولكن الواقع يبدو خلاف ذلك، فالنصر على الطرف المناهض يتجلى من جانب النظام الحاكم قضية حياة أو موت، إذ أن مجرد غريزة البقاء كافية بالنسبة إليه للتسلح بالإرادة في قهر المناهضين وتفضيل الموت على الحياة في ظل الهزيمة والعار.
وهذه الإرادة أو بعبارة أخرى التصميم الأكيد على النصر يبلغ أشده ما دامت الصفوة الحاكمة في مركز القوة ويرتكز على إجماع هذه الصفوة أو تماسكها، فإذا انشقت على نفسها بطل مفعول الإرادة لديها وضعف التصميم على النصر وعاد عليها تمزقها بأوخم العواقب.
أما من جهة المتمردين على النظام فنجد الأمر النقيض مما هو عليه مع النظام الحاكم، فالإرادة تبدو عند هؤلاء ذات طابع متزعزع غير ثابت باستثناء الثائرين من ذوي البنيان المرصوص الذي يشد بعضه بعضاً أو هؤلاء الذين يستقبلون الموت في الثورات غير هيابين ولا وجلين في سبيل القضية التي يؤمنون بها، فإن قوات المتمردين غالباً ما تكون غير متجانسة، وغير مجهزة بالمعدات اللازمة وتفتقر إلى الحماسة الجماعية المتدفقة، لذلك نراها متى نطقت المدافع وتساقط القتلى، انهارت صفوفها وعاد كل شيء إلى ما كان عليه، عاد إلى حالته الاجتماعية الأصلية. فكم وكم من ثورات وحروب عبيد تحررية وانتفاضات فلاحية واضطرابات مدنية باءت بالفشل الذريع عند أول ضربة قاصمة ينزلها بها النظام الحاكم، ولا بد من إيضاح أن فقدان التجانس في النظام الحاكم، وفي الثورات معاً هو العامل الوحيد في حصر الحرب الداخلية. ولا بد من التأكيد على أن هذا العامل هو وحده الذي يحول بين المجتمعات وبين هلاكها وانتحارها.. إلى الآن.
واليوم يبدو جلياً أن الدرس لا زال قاصراً عن الفهم لدى غالبية الأنظمة السياسية العربية، لهذا نرى أن المثقفين (المنحرفين) في ظل أنظمة الحكم المغلق يصبحون من العناصر المناهضة للمجتمع أو المضادين للثورة فيستبعدون عن الساحة أو يعاد (تثقيفهم) في السجون والمعتقلات…
إن أي سلطة حاكمة لا يجب أن تقف إلى جانب تفسير واحد للحياة في المجتمع وتعمل لأجله وحده – صار هذا الرأي بديهياً منذ انهيار منظومة الدول الشيوعية-. بمعنى أوضح، إن تعدد المذاهب السياسية يفضي بطبيعة الحال إلى تعدد الاتجاهات الثقافية والفكرية التي تغني الحياة الاجتماعية.
نشر لأول مرة في مجلة “فكر “2011