أكثر من 100 قتيل و150 مصابا في حريق بحفل زفاف في العراق

شب حريق في قاعة زفاف مكتظة في شمال العراق مساء الثلاثاء مما أسفر عن مقتل أكثر من مئة شخص ، وأعلنت السلطات فتح تحقيق لمعرفة ملابسات الحادث.

وفيما راح الدفاع المدني يبحث عن ناجين وسط حطام المبنى المتفحم حتى الساعات الأولى من صباح يوم الأربعاء، تجمع الأقارب المكلومون أمام مشرحة في مدينة الموصل القريبة.

وقالت مريم خضر “لم يكن هذا زفافا، كان جحيما”، وجلست تبكي وتلطم خديها في انتظار خروج جثامين ابنتها رنا يعقوب (27 عاما) وأحفادها الثلاثة الذين لا يتجاوز عمر أصغرهم ثمانية أشهر.

وذكر الناجون أن المئات كانوا حاضرين حفل الزفاف الذي أقيم بعد قداس في الكنيسة، وبدأ الحريق بعد نحو ساعة على بدء الحفل عندما شبت النيران في ديكور السقف بينما كان العريس والعروس يرقصان.

وقال نائب محافظ نينوى، حسن العلاف، لرويترز إنه تأكد مقتل 113 شخصا، وذكرت وسائل إعلام رسمية أن عدد القتلى لا يقل عن 100، فضلا عن إصابة 150.

وقال وزير الداخلية عبد الأمير الشمري، إن الحريق اندلع في قاعة كبيرة للمناسبات في الحمدانية بعد إشعال ألعاب نارية خلال الاحتفال، مما تسبب في اندلاع حريق في السقف.

وأظهر مقطع مصور للحادث، نُشر على مواقع التواصل الاجتماعي ولم يتسن لرويترز التحقق منه، اشتعال النار فجأة في ديكور السقف المضيء الذي أتت عليه النيران، وسرعان ما تحولت بهجة العرس إلى ذعر.

وأظهر مقطع آخر لم تتحقق رويترز من صحته بعد عروسين يرقصان معا بملابس الزفاف عندما بدأت مواد مشتعلة تسقط من السقف على الأرض.

وفر معظم سكان بلدة قراقوش، وغالبيتهم من المسيحيين وإن كانت موطنا لبعض أفراد الأقلية الأيزيدية في العراق، من المدينة عندما استولى عليها تنظيم الدولة الإسلامية عام 2014. لكنهم عادوا بعد الإطاحة بالتنظيم المتشدد عام 2017.

حطام متفحم


People gather at the site of a fatal fire at a wedding celebration, in the district of Hamdaniya, Nineveh province, Iraq, Wednesday, Sept. 27, 2023. A fire that raced through a hall hosting a Christian wedding in northern Iraq killed multiple people, authorities said Wednesday.(AP Photo/Farid Abdulwahed)

ذكرت وسائل إعلان رسمية نقلا عن وزارة الداخلية قولها إنها أصدرت أربعة أوامر ضبط لملاك قاعة الزفاف، وطالب الرئيس عبد اللطيف رشيد بفتح تحقيق.

وقال عماد يوحنا (34 عاما) بعد أن فر من الحريق “شفنا النار …تعبر حتى القاعة. اللي طلعوا طلعوا.. واللي ضلوا ضلوا.. حتى اللي طلعوا ادمروا”.

قالت وسائل إعلام رسمية إن المعلومات الأولية تشير إلى أن المبنى مصنوع من مواد بناء قابلة للاشتعال بسرعة مما ساهم في انهياره على نحو سريع.

وقال شهود في مكان الحادث إن الحريق بدأ في حوالي الساعة 1045 مساء بالتوقيت المحلي (1945 بتوقيت جرينتش).

وقالت امرأة تقف أمام المشرحة “فقدت ابنتي وزوجها وطفلهما البالغ من العمر ثلاثة أعوام. احترقوا جميعا. قلبي يحترق”. وسُجيت الجثث في أكياس بينما تتوافد سيارات نقل الموتي لأخذ من تم التعرف عليهم.

وذكر رجل يدعى يوسف كان يقف على مقربة وقد غطت الحروق يديه ووجهه أنه لم يستطع رؤية أي شيء عندما بدأ الحريق نظرا لانقطاع الكهرباء. لكنه نجح في انتشال حفيده (ثلاثة أعوام) والفرار.

لكن زوجته بشرى منصور وهي في الخمسينيات من العمر لم تتمكن من النجاة وسقطت وسط الفوضى وتوفيت.


يقول محدّثي :
لمّا تخرج الكلمة للعلن …فلا سلطة لك عليها …
كل يرميها بسهم عينه ..

 

ماهر حمصي

إبداع بلا رتوش
إشترك في القائمة البريدية