تم إغلاق المدارس والمكاتب وتعقب أكثر من 800 شخص في الوقت الذي تسعى فيه الهند لاحتواء تفشي فيروس نيباه، وهو فيروس ذو “إمكانية وبائية خطيرة” ويصل معدل الوفيات فيه إلى 75 في المائة.
تحاول السلطات في ولاية كيرالا الجنوبية الحد من انتشار العامل الممرض بعد وفاة شخصين بسبب الفيروس – الذي ألهم فيلم Contagion، وهو فيلم وبائي مثير.
إنها المرة الرابعة التي يضرب فيها نيباه الولاية. في عام 2018، توفي 21 من أصل 23 شخصًا مصابًا بفيروس نيباه في ولاية كيرالا، في حين أدى تفشي المرض لاحقًا في عامي 2019 و2021 إلى مقتل شخصين .
والآن، أعلنت السلطات التي تسارع للحد من التهديد المتجدد مناطق احتواء في ثماني قرى على الأقل، حيث تم إغلاق المكاتب العامة والمدارس والمباني الحكومية والمؤسسات الدينية مؤقتا.
كما تم تعليق وسائل النقل العام، في حين تم تحديد واختبار أكثر من 800 جهة اتصال محتملة – بما في ذلك 153 عاملاً صحياً. وحتى الآن، تم نقل ثلاثة أشخاص على الأقل، بما في ذلك طفل أحد الضحايا البالغ من العمر تسع سنوات، إلى المستشفى بعد أن ثبتت إصابتهم بالمرض.
قالت فينا جورج وزيرة الصحة بالولاية لرويترز “نحن في مرحلة من اليقظة المفرطة والرصد”، مضيفة أنه تم تحديد 77 شخصا على أنهم معرضون لخطر كبير بشكل خاص.
وقالت: “نحن نختبر البشر… وفي الوقت نفسه يجمع الخبراء عينات السوائل من مناطق الغابات التي يمكن أن تكون بؤرة لانتشار المرض”.
ينتشر العامل الممرض من خلال ملامسة سوائل الجسم للحيوانات أو الأشخاص المصابين. خلال أول وباء معروف في ماليزيا وسنغافورة في عام 1999، انتقل الفيروس من الخنازير إلى المزارعين وقتل 105 أشخاص ، ولكن في الآونة الأخيرة في بنجلاديش والهند تم إرجاعه إلى الخفافيش في حالات تفشي متفرقة أصغر.
على الرغم من اعتبار منظمة الصحة العالمية أحد مسببات الأمراض ذات الأولوية مع “إمكانية خطيرة” لدفع تفشي المرض على نطاق واسع، لا توجد حتى الآن لقاحات أو أدوية لاستهداف الفيروس على وجه التحديد.
وقالت الدكتورة غابرييل بروجيلمانز، مديرة علم الأوبئة في تحالف ابتكارات التأهب للأوبئة (Cepi)، لصحيفة التلغراف في وقت سابق من هذا العام: “إنها واحدة من أكثر مسببات الأمراض فتكًا المعروفة التي تصيب البشر”.
“[السبب] في كونه مخيفًا للغاية… هو أنه مسبب للأمراض للغاية عبر مجموعة واسعة من الثدييات، بما في ذلك البشر، وبالتالي فهو يحمل ما نسميه إمكانات وبائية عالية، لأن هناك احتمالًا كبيرًا لانتشار المرض … من الحيوانات إلى البشر”. هي اضافت.
تختلف أعراض مرض الجهاز التنفسي – فهي تبدأ غالبًا بالحمى أو الصداع أو ألم عضلي قبل أن تتطور إلى الدوخة أو الارتباك، مما يشير إلى التهاب الدماغ. في الحالات الشديدة، يمكن أن يصاب الشخص بالغيبوبة خلال 24 ساعة.
ومن بين أولئك الذين نجوا من نيباه، يعاني ما يقرب من 20% من حالات عصبية طويلة الأمد، بما في ذلك تغيرات في الشخصية أو اضطرابات النوبات.
ماهر حمصي