أثار سفير الصين لدى فرنسا غضباً في أوروبا الشرقية، بعدما شكّك في سيادة الدول المنبثقة عن الاتحاد السوفياتي، وبانتماء شبه جزيرة القرم إلى أوكرانيا.
ورداً على سؤال حول موقفه بشأن ما إذا كانت شبه جزيرة القرم، التي ضمتها روسيا عام 2014، تعد جزءاً من أوكرانيا، قال السفير الصيني لو شاي في مقابلة بثها التلفزيون الفرنسي “LCI”، إنها “كانت تاريخياً جزءاً من روسيا، وعرضها على أوكرانيا الزعيم السوفيتي السابق نيكيتا خروتشوف”.
وأضاف لو أن “دول الاتحاد السوفيتي السابق ليس لها مكانة فعلية في القانون الدولي، لأنه لا يوجد اتفاق دولي لتجسيد وضعها السيادي”.
🗣 @DariusRochebin : "Est-ce que la Crimée, à vos yeux, c'est l'Ukraine ?"
— LCI (@LCI) April 21, 2023
🗣 Lu Shaye : "Ça dépend comment on perçoit le problème […] Ce n'est pas si simple."
📺 #La26 pic.twitter.com/nspLMs9HO8
ودعا الدبلوماسي الصيني إلى وقف إثارة “الجدل” حول قضية حدود ما بعد الاتحاد السوفياتي، معتبراً أن “ما هو أكثر إلحاحاً اليوم هو تحقيق وقف إطلاق النار” بين روسيا وأوكرانيا.
استنكار لتصريحات السفير الصيني
واستنكر وزراء خارجية لاتفيا وليتوانيا وإستونيا، وكل الجمهوريات السوفياتية السابقة التي انضمت إلى الاتحاد الأوروبي بعد انهيار الاتحاد السوفياتي، تعليقات لو، الذي يعد واحداً من الطبقة الجديدة من الدبلوماسيين الصينيين الجريئين.
وقال وزير خارجية لاتفيا إدجارز رينكوفيس في منشور على حسابه في “تويتر”، السبت، إن هذه الخطوة المنسقة كانت رداً على “التصريحات غير المقبولة” التي أدلى بها لو شاي.
Remarks by the Chinese Ambassador in France concerning international law and sovereignty of nations are completely unacceptable. We expect explanation from the Chinese side and complete retraction of this statement https://t.co/S937uXJGWJ
— Edgars Rinkēvičs (@edgarsrinkevics) April 22, 2023
من جانبه، وصف نظيره في إستونيا مارجوس تساكنا التعليقات بأنها “خاطئة وتفسير خاطئ للتاريخ”، وفق ما أوردته “بلومبرغ“.
بدوره، كتب وزير الخارجية الليتواني غابريليوس لاندسبيرغيس على تويتر: “إذا كان أي شخص ما زال يتساءل لِمَ لا تثق دول البلطيق في الصين، من أجل التوسط في عملية السلام في أوكرانيا، ها هو سفير صيني يجادل بأن القرم روسية، وأن حدود بلداننا ليس لها أساس قانوني”.
فرنسا تعبر عن “صدمتها”
وعبرت فرنسا عن “صدمتها” حيال تصريحات السفير الصيني لديها، إذ جاء في بيان لها: “نؤكد تضامننا الكامل مع جميع حلفائنا وشركائنا المعنيين، الذين نالوا استقلالهم الذي طال انتظاره بعد عقود من القمع”.
وذكّرت بالاعتراف الدولي بأوكرانيا “داخل الحدود التي تضمّ القرم في عام 1991 من قبل المجتمع الدولي بأسره، بما في ذلك الصين، عند سقوط الاتحاد السوفياتي، كدولة عضو جديدة في الأمم المتحدة”، مشيرةً إلى أن ضم روسيا لشبه جزيرة القرم “غير قانوني بموجب القانون الدولي”.
وقال مستشار الرئاسة الأوكرانية ميخايلو بودولياك، الأحد، إن “كل الدول المنبثقة عن الاتحاد السوفياتي تتمتّع بوضع سيادي واضح مكرس في القانون الدولي”، فيما اعترض على تعليقات لو حول شبه جزيرة القرم.
وأضاف بودولياك: “يعتمد الأمر على طريقة النظر إلى المشكلة. هناك تاريخ. كانت شبه جزيرة القرم في البداية لروسيا”. وتابع: “من الغريب أن نسمع رواية عبثية عن تاريخ القرم، من قبل ممثل دولة دقيقة جداً بشأن تاريخها الممتد آلاف السنين”.
من جهته، انتقد مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل التصريحات الصينية، قائلاً: “لا يمكن للاتحاد الأوروبي إلا أن يفترض أن هذه التصريحات لا تمثل الموقف الرسمي للصين”، مضيفاً أنها “غير مقبولة”.