كشف تحقيق أجرته صحيفة الأوبزرفر البريطانية عن خطف أطفال لاجئين من فندق في برايتون تديره وزارة الداخلية ، من قبل عصابات، في حادثة ليست الأولى من نوعها في بريطانيا.
وقال أحد موظفي وزارة الداخلية من قسم حماية الأطفال:” يتم اختطاف الأطفال من الشوارع القريبة من الفندق عبر نقلهم إلى سيارات.
وأضاف المصدر أيضًا:” لقد اختطفت العصابات بعض الأطفال اللاجئين من الشوارع المجاورة لمركز الإيواء، ولم يظهر لهم أي أثر منذ ذلك الحين”.
وأشار المصدر إلى أن الشرطة البريطانية نبهّت وزارة الداخلية البريطانية مرارًا وتكرارًا من الخطر الذي يواجهه الأطفال اللاجئين غير المصحوبين بأهاليهم، فغالبًا ما يستهدف هؤلاء الأطفال من قبل العصابات الإجرامية.
هذا ونقل حوالي 600 طفل من اللاجئين غير المصحوبين بأهاليهم إلى فندق ساسكس جنوب بريطانيا خلال ال18 شهرًا الماضية، وقد أبلغ عن فقدان 136 منهم، وقد عثر على البعض منهم بينما بقي 76 طفلًا في عداد المفقودين.
ووصفت وزيرة الداخلية في حكومة الظل إيفيت كوبر أن ما يواجهه الأطفال اللاجئين مروع، وأشارت إلى أن عدد الأطفال المفقودين يعتبر بمثابة فضيحة لوزارة الداخلية البريطانية، ودعت كوبر الحكومة البريطانية إلى الكشف عن عدد الأطفال الذين فقدوا، والإجراءات المتبعة للعثور عليهم”.
وأضافت كوبر:” لقد فشلت وزيرة الداخلية سوالا برافرمان في تقديم الضمانات اللازمة لحماية الأطفال اللاجئين ولم تنصت للتحذيرات المتكررة من عمليات الاختطاف التي يتعرض لها الأطفال اللاجئين في فنادق بريطانيا”.
“لقد قصرت برافرمان في أداء واجبها الكامل كوزيرة للداخلية، وفشلت في حماية الأطفال، ولم تفعل ما يكفِ لمواجهة العصابات الخطيرة التي تختطف الأطفال، يجب على الحكومة أن تتخذ قرارات سريعة لحماية الأطفال اللاجئين”.
وأشار نفس المصدر في وزارة الداخلية البريطانية إلى تعرض الأطفال اللاجئين في فندق (Hythe) الذي تديره وزارة الداخلية للاختطاف من قبل تجار البشر، علمًا أن الفندق يقع ضمن مقاطعة كينت جنوب بريطانيا، حيث يختفي 10 في المئة من الأطفال اللاجئين المقيمين في الفندق كل أسبوع.
وقال المصدر المختص في حماية الأطفال في وزارة الداخلية،:” إن بعض الأطفال الذين اختطفوا من فندق برايتون للاجئين، ربما يتم المتاجرة بهم في أماكن بمناطق بعيدة عن الفندق مثل مانشستر ومناطق اسكتلندا، وقد عثرت الشرطة البريطانية على أحد الأطفال الذي تمت المتاجرة به في لندن.
وأظهرت بعض البيانات في تشرين الأول/ أكتوبر أن 222 من طالبي اللجوء غير المصحوبين بأهاليهم، فقدوا ولم يعودوا إلى الفنادق التي تديرها وزارة الداخلية، واعترفت الحكومة البريطانية بعدم معرفة مكانهم.
وقال المصدر أيضًا: “إنه لم يتم إصدار أي توجيهات جديدة للشرطة فيما يتعلق بالبحث عن الأطفال المفقودين من طالبي اللجوء، بينما سجري العمل على وضع تلك التوجيهات قبل إصدارها”.
وبحسب البيانات الصادرة بموجب قانون حرية المعلومات، فإن الأطفال غير المصحوبين بأهاليهم يقضون حوالي 16 يوم ونصف في مراكز الإيواء التابعة لوزارة الداخلية قبل أن ينقلوا إلى رعاية المجالس المحلية الموزعة في جميع أنحاء البلاد.
وقد سألت صحيفة الأوبزرفر مجلس مدينة برايتون و هوف للتعليق على خطف الأطفال اللاجئين، (علمًا أن المجالس المحلية هي التي تتولى رعاية الأطفال اللاجئين غير المصحوبين بأهاليهم)، لكن مركز برايتون وهوف أحال الصحيفة إلى جهاز الشرطة ، مؤكدًا أن الشرطة هي الجهة المخولة بالإجابة عن الاستفسارات المتعلقة بالمجرمين.
لكن شرطة ساسكس أحالت الاستفسارات المتعلقة باختطاف الأطفال إلى وزارة الداخلية بصفتها الجهة المسؤولة عن الأطفال اللاجئين.
وقالت وزارة الداخلية:” يفرض القانون البريطانية على المجالس والسلطات المحلية واجب حماية جميع الأطفال في بريطاني، بغض النظر عن المكان الذي يقيمون فيه، ولابد أن تعمل الشرطة بالتنسيق مع السلطات المحلية الأخرى مثل الشرطة، لتحديد مكان الأطفال الذين يتعرضون لاختطاف على وجه سرعة، ولابد من أن تضمن سلامتهم”.
“نحن نطبق إجراءات حماية قوية للتأكد من أمن وسلامة جميع الأطفال الذين يقيمون في رعايتنا، وتقديم كل الدعم الممكن لهم، وإيجاد الأماكن المناسبة لإيوائهم بالتعاون مع المجالس المحلية وفي أقصى سرعة ممكنة”.
وقال مجلس مدينة برايتون وهوف:” نعمل مع الشرطة والسلطات المحلية الأخرى لمحاولة تعقب مكان الأطفال اللاجئين الذين تعرضوا للاختطاف”.
وقال كاثرين هانكنسون رئيسة مجلس الشرطة الوطنية لوطنية لشؤون المفقودين:” لقد نظمنا عدة اجتماعات مع السلطات المحلية وأجهزة الشرطة لاستعرضا الإجراءات المتخذة لإيجاد الأطفال الذين ما زالوا في عداد المفقودين”.