هاآرتس: كتاب جديد يكشف مدى قرب اسرائيل ونظام الأسد من اتفاق سلام

إلى جانب محاولة الرئيس الأمريكي باراك أوباما تجديد عملية السلام الإسرائيلية الفلسطينية ، تم تكليف ضابط عسكري سابق بإحياء المفاوضات الإسرائيلية السورية. يلقي كتاب فريدريك سي هوف الجديد الضوء على ردود أفعال نتنياهو والأسد

من عام 2009 حتى عام 2014 ، عندما كان باراك أوباما رئيسًا للولايات المتحدة وكان بنيامين نتنياهو رئيسًا لوزراء إسرائيل ، كانت عملية السلام الإسرائيلية العربية تتمحور حول محاولات التوصل إلى اتفاق بين الإسرائيليين والفلسطينيين. انتهت محاولتان ، أحدهما بقيادة أوباما والآخر بقيادة وزير الخارجية جون كيري ، بالفشل وزادا من قوة إسرائيل والولايات المتحدة. التوترات.

وبيّن الكتاب أن “فريق السلام الأميركي” كان تجسيداً لما يُعرف في واشنطن بـ “الباب الدوار” الذي من خلاله يأتي الدبلوماسيون والأكاديميون ويتنقلون بين المناصب الحكومية والأكاديمية ومراكز الفكر، لافتاً إلى أن من بين هؤلاء كان يوجد شخص استثنائي من أصل لبناني، يدعى جورج نادر، الذي كان يجري جولات منذ الثمانينيات بين واشنطن ودمشق وبيروت والقدس.

ووفق الكتاب Reaching for the Heights By Frederic Hof ، ربط نادر نظام الأسد بإدارة نتنياهو الأولى، إذ تمكن من تجنيد قطب مستحضرات التجميل رونالد لودر لجهود وساطة بين نتنياهو والأسد، حيث كشفت جهوده أن نتنياهو كان على استعداد لتقديم تنازلات إقليمية بعيدة المدى من أجل التوصل إلى اتفاق مع نظام الأسد، وأن “الاتصال المباشر مع الأخير ينتج عنه نتائج أفضل من الاتصال عبر وسطاء”.

وأكّد على أهمية أن تجري إسرائيل مفاوضات مباشرة مع النظام، من دون وساطة من طرف ثالث، “لأن إسرائيل كانت محقة في أن إجراء المحادثات المباشرة هو نوع من التطبيع – وهو السبب نفسه الذي دفع حافظ الأسد وخليفته بشار إلى التقليل من شأنها، بحسب الكتاب.

وتحدث المؤلف هوف الذي عمل وسيطاً أميركياً بين نتنياهو والأسد، في معظم كتابه عن وصف اجتماعاته معهما في أوائل عام 2011 “والتي كانت ناجحة بشكل مدهش”، مشيراً إلى أنه في ذلك الوقت لم تكن النقطة الرئيسية لوساطة الولايات المتحدة هي الصيغة المعتادة لـ “الأرض مقابل السلام” ولكن: “الأرض مقابل التغيير الاستراتيجي”.

أي، بمعنى آخر: مقابل الانسحاب الكامل من مرتفعات الجولان؛ كانت إسرائيل تريد أن تحصل ليس فقط على السلام مع النظام (سوريا) وإنما أيضاً على فك ارتباط الأخير مع إيران و”حزب الله”. فمنذ حرب تموز  2006 على لبنان، كانت إسرائيل تنظر إلى التحالف الثلاثي بين إيران وسوريا ويليشيا حزب الله على أنه تهديد استراتيجي خطير، وكانت الصيغة التي قدمها هوف كافية لإقناع نتنياهو بالموافقة على الدخول في مفاوضات جدّية.

ولكن الوساطة بين الطرفين توقفت مع انطلاق الانتفاضة السورية، وخصوصاً مع طريقة إدارة أوباما المخيبة للأمل في تعاملها مع نظام الأسد، بحسب هوف.


haaretz


يقول محدّثي :
لمّا تخرج الكلمة للعلن …فلا سلطة لك عليها …
كل يرميها بسهم عينه ..

 

ماهر حمصي

إبداع بلا رتوش
إشترك في القائمة البريدية