الغزو الروسي لأوكرانيا عارياً وبلا أوهام …لـ: حسان عزت

حسان عزت
شاعر سوري

بعد اليوم الحادي عشر من الحرب العدوانية الروسية على أوكرانيا وحكومتها الوطنية (استتباعا لحرب الروس على الشعب السوري ) .

لكي تكون قراءة هذا الحدث الغزو الروسي الجامح لأوكرانيا موضوعية.. لابد من كشف أوهام تتعلق لدى فئات مختلفة ومتباينة حول تموضغهم مع الحرب وحولها بمفاهيم ماقبل سقوط الاتحاد السوفييتي وانتفاخ بوتين وسلطته بالقوة واستعراض القوة، والتعامل مع العالم بمنطق الغزو والهيمنة وعدم التراجع ، ومازالت عالقة لدى المتخشبين من فترة ماقبل ذلك السقوط المدوي للإيدلوجيا السوفييتية ، وبمنطق ماقبل الحرب العالمية الثانية،

وهنا لابد من وضع الغزو الروسي وحدثه في موضعه الصحيح من اللحظة الراهنة عالميا وحضاريا، بعيدا عن تلك الأوهام والمفاهيم والخلفيات التي تجاوزها الزمن ولم تعد قائمة، بل تشوش على القراءة العلمية في إطار هذه البرهة الخاصة في حركة العالم وتموضع الدول واستقطاباتها لما حولها..

فالغزو الروسي يهدد أوربا أولا والعالم ثانيا بذاته، وبما حوله وبالمواجهة الكلية، والشاملة..

وبغض النظر عن العدوانية والمطاَمع الأمريكية وسوابقها في العراق وأفغانستان،…لايمكن اعتبار هذا الغزو تهديدا لأمريكا ومواجهة مباشرة بينها وبين الروسي..
بل من باب تضارب المصالح.. وهنا لابد من تعرية هذه الحرب وأبعادها عن تلك الأوهام مازالت تؤثر على اختلاف ردود الفعل حولها، وتفسيرها بما ليس منها..بتحديد طبيعة هذه الحرب، وهذه الفترة التي نحن فيها..

أولا : هذه الحرب ليست بين غرب وشرق إطلاقا..

فلا شرق (هنا الصين ومحورها) ولا أي شيء بالمفهوم السوفييتي السابق وضمناً منظومته التي كانت..
هنا حرب توسعية عدوانية، إستعادية لأمجاد قيصرية سابقة على مفهوم شرقي غربي..وعلى إيديولوجيا سوفيتية كانت تسعى لنشر مفاهيمها وثقافتها وتحريضها على عالم رأسمالي ضارب..

ثانيا : هذه حرب همجية عدوانية ما قبل حضارية..

ثالثا : هي حرب دولة قوية ضاربة بمفاهيم زعران وبلطجة.. واستعراض قوة عنجهية بأن لاشيء يقف في وجهها..

رابعا: مفهوم استجرار الغرب لمواجهة مع روسي وبالتالي توريط الصين وغيرها.

في الحرب غير واردة، وقد منعها بوتين وجرد نفسه منها بتهديده بالنووي واستعراضه، وهذا غير وارد لاصينيا ولا غربيا..

خامسا: وهو المهم جدا في سقوط الأوهام : هو سقوط مفهوم حرب عالمية لا أحد مستعد للتورط فيها..

حتى ولا الروسي المتبجح أمام العالَم كله، لأن الغرب يعمل بمفهوم جعل الَمعركة معركة وطنية للأوكران دفاعا عن إرادة واستقلال وحرية وأرض، وغزو روسي لهذا البلد..
أي بإبطال حجج السياسة الروسية، وتغطيتها للحرب بمزاعم ليست واردة..

اذاً كل ذلك يعني تجريد الروسي ومن يؤيد غزوه من أوهام ماضية، وتعريته، وإدانة فعله عالمياً..

وجعلُه وحدَه أمام شعب وجيش أوكراني مدرب ومدعوم من حاضنة، ومن دول ثم وهو الأهم معتدىً عليه، وعلى أرضه، ثم تأتي مقاومة مواجهة الشوارع ووجهاً لوجه مع الروسي، وهذا يحتاج إلى زمن طويل، وحمايات وتكتيكات حركة آنية وذاتية، وفي كل مكان على حدة، وبسرعة وذاتية قرار، وهذا لايملكه الجيش الروسي، وهذا مايجعل بوتين متورط كلياً في حرب طويلة، وحصار خارجي محكم مع عقوبات متصاعدة تشله اقتصاديا، واستنزاف جيش مهما كان ضاربا، هو مقيد ومحاصر في المناطق التي توزع وانتشر فيها، اقصد مكشوفاً وَمستهدفا بمقاومات شعبية واسعة، مع دعم مَستمر ومتصاعد من دول الغرب والدول المحيطة بأوكرانيا ..
كل ذلك مع ضغوطات الداخل الروسي، وزيادة التمرد والنقمة الشعبية وحتى العسكرية، وتململ رجال الأعمال الهوامير أمام فشله في إنجاز حرب خاطفة، وعدم تحقيق نتائج نصر على الأرض يقدمها للعب الروسي ولدائرة قراره ..

هزيمة العدو الروسي، وفشله هناك فشل له هنا.. أي في سورية وهزيمة للنظام المجرم معه

وهنا موضع القراءة..

والسؤال..وإن لم يسارع بوتين لتغيير كل استراجيته، وقدرته على التراجع.. وهو مالا يملكه بعد أن هدّد بأكبر مايملك وهو السلاح الذري.. اب بعدما وضع نفسه في حفرة تفقد الدب الروسي المتضخم القدرة على المناورة، والحركة..
إذاً……………………….
وبعدُ..


وإذا استمرت الحرب لشهرين يمكن الحكي بالشأن السوري..
إن قضية الحرية السورية تتعلق بنظام سوري مدعوم من روسي، ومشترك معه بقتل السوريين وبكل الجرائم المرتكبة في سورية..
ولأن القضية السورية ذات مسار تضاد مع سلطة احتلالية، وخائنة ومتعاملة مع روسي إجرامي طامع ومتمدد..
فإنها تختلف عن القضية الأوكرانية..

صحيح أن عدونا وعدو الأوكرانيين واحد هو الغازي الروسي.. لكن القضية السورية لها ملفها الخاص مع العلم أنّ هزيمة العدو الروسي، وفشله هناك فشل له هنا.. أي في سورية وهزيمة للنظام المجرم معه.


يقول محدّثي :
لمّا تخرج الكلمة للعلن …فلا سلطة لك عليها …
كل يرميها بسهم عينه ..

 

ماهر حمصي

إبداع بلا رتوش
إشترك في القائمة البريدية