أعلنت السلطات الكازاخية فرض حالة الطوارئ في كل أرجاء البلاد يوم الأربعاء (الخامس من يناير/ كانون الثاني 2022). فيما قال الرئيس الكازاخستاني قاسم-جمارت توكاييف، في رسالة نقلتها وسائل الإعلام، بدون تقديم حصيلة وفيات: “وقعت وفيات وإصابات… الوضع يهدد أمن كل سكان ألماتي ولا يمكن التهاون مع هذا”.
وحذر توكاييف من أن قوات الأمن سف تبدأ في الرد بشكل أكثر قوة على ما وصفها بـ”الانتهاكات”، وسيتم ملاحقة من يكسرون القواعد “بأقصى ما يمكن”. وقال أيضا إنه سوف يقترح قريبا إصلاحات للنظام السياسي ونفى شائعات أنه يعتزم مغادرة البلاد، مشيرا إلى أنه يتولى في الواقع رئاسة مجلس الأمن في البلاد.
وأضاف “أنه واجبي الدستوري أن أكون من الشعب. ومعا سوف نجتاز هذه الصفحة المظلمة من تاريخ كازاخستان”.
ودعت واشنطن السلطات في كازاخستان إلى “ضبط النفس”، بعد تسجيل وفيات. وأفادت تقارير إخبارية بأن محتجين غاضبين من ارتفاع أسعار الوقود في كازاخستان اقتحموا مبنى إداريا ومقرا رئاسيا في أكبر مدينة بالبلاد اليوم.
ونشرت وكالة “تنجرينيوز” مقطع فيديو يظهر ألسنة النيران وأعمدة الدخان تتصاعد من مقر حكومة مدينة ألماتي. وذكرت الوكالة أن الجيش كان طوق المنطقة بالأسلاك المعدنية، إلا أن المحتجين تمكنوا من تجاوزها. وبعد هذا بوقت قصير، هاجم محتجون مقرا يستخدمه الرئيس قاسم-جومارت توكاييف في ألماتي، وأضرموا النيران في المبنى.
وتتسع مشاهد الفوضى بشكل سريع في البلاد، وأصبح من الصعب التأكد من صحة التقارير بشكل مستقل. وتباطأت الاتصالات بسبب فرض السلطات قيودا واسعة على الإنترنت، فيما يبدو أنه محاولة لعرقلة تنظيم الاحتجاجات. وبدا واضحا أن استقالة الحكومة في ساعة مبكرة من صباح اليوم لم تفلح في تهدئة المحتجين.
وأعلنت وزارة الداخلية الكازاخستانية صباح اليوم أنه جرى توقيف أكثر من 200 شخص خلال الاحتجاجات التي شهدتها البلاد على ارتفاع أسعار الغاز. وذكرت الوزارة أن 95 شرطيا أصيبوا في اشتباكات.
وأعلن الرئيس توكاييف صباح اليوم قبول استقالة الحكومة. وتم تكليف نائب رئيس الوزراء علي خان إسماعيلوف بتولي مهام رئيس الوزراء بشكل مؤقت. كما تم تكليف أعضاء الحكومة المستقيلة بمواصلة أداء واجباتهم الوظيفية لحين الموافقة على تشكيل الحكومة الجديدة.
وتظاهر الآلاف خلال الأيام الماضية احتجاجا على ارتفاع أسعار الطاقة في العديد من البلدات والقرى. وأوضحت وزارة الطاقة في كازاخستان أن ارتفاع الأسعار يعود إلى ارتفاع الطلب على اسطوانات الغاز، الذي بدأ تداوله في بورصة الطاقة مع بداية العام.
وقالت السلطات إن قوات الأمن تعرضت في بعض المناطق لإلقاء حجارة وزجاجات مولوتوف. وذكرت تقارير محلية أن الشرطة استخدمت من جانبها الغاز المسيل للدموع وقنابل صوت لتفريق المحتجين.
وأعلنت وزارة الداخلية أن أضرارا لحقت بـ 37 من سياراتها. ودعا توكاييف إلى ضبط النفس، وأعلن حالة طوارئ في مناطق من البلاد، بما في ذلك ألماتي، ومنطقة مانجيستاو في غرب البلاد الغني بالنفط، حتى 19 كانون الثاني/يناير. وتتضمن حالة الطوارئ فرض حظر تجوال ليلي. ودعت روسيا إلى حل سلمي للأزمة “في إطار أحكام الدستور والقانون، ومن خلال الحوار”.
منظمة معاهدة الأمن الجماعي ترسل قوات حفظ سلام إلى كازاخستان
قالت الأمانة العامة لمنظمة معاهدة الأمن الجماعي، في تصريح صحفي اليوم الخميس، إنه “وفقا لقرار مجلس الأمن الجماعي لمنظمة معاهدة الأمن الجماعي، الذي تم اتخاذه يوم 6 يناير 2022، تم إرسال قوات حفظ السلام الجماعية التابعة للمنظمة إلى جمهورية كازاخستان لفترة محدودة، من أجل استقرار الوضع هناك”.
وأشارت الأمانة العامة إلى أن وحدات روسية من قوات حفظ السلام “بدأت بالفعل في تنفيذ المهام الموكلة إليها”.
وبحسب المنظمة، تضم قوات حفظ السلام وحدات من القوات المسلحة لروسيا وبيلاروس وأرمينيا وطاجيكستان وقيرغيزستان.
“ستتمثل المهام الرئيسية لقوات حفظ السلام التابعة لمنظمة معاهدة الأمن الجماعي في حماية المنشآت الحكومية والعسكرية المهمة، ومساعدة قوات الأمن الكازاخستانية في في العمل على تحقيق الاستقرار وتطبيع الوضع هناك”، حسب بيان الأمانة العامة.
وضمت قوات حفظ السلام وحدات من المظليين الروس، وقالت الأمانة العامة لمنظمة معاهدة الأمن الجماعي إن طائرات تابعة للقوات الجوفضائية الروسية بدأت إنزالهم في كازاخستان.
الرئاسة التركية: السلام والاستقرار في كازاخستان أولويتنا
قال متحدث الرئاسة التركية إبراهيم قالن، إن أنقرة تمنح الأولوية الكبرى للسلام والاستقرار والرفاه في كازاخستان التي تشهد احتجاجات واضطرابات.
وأعرب قالن في تغريدة عبر تويتر، الخميس، بخصوص التطورات الأخيرة في كازاخستان، عن بالغ حزنه جراء سقوط ضحايا في الأحداث التي تشهدها البلاد.
وأكد المتحدث الرئاسي على وقوف تركيا الدائم إلى جانب كازاخستان.