على سيرة قصّة إسمو أبو عبدو ….لـ: موسى الزعيم

موسى الزعيم
كاتب قصة قصيرة سوري

في أعلى قمّة الجبل الأقرع،
وفي أحد مقالع الرخام في كسب انزل والدي إبريق الشاي و نادى ” أبو عبدو الجحش” تعالْ اشربْ معنا شاي ضحكتُ .. وقلت لوالدي:
– هيك اسمه؟
– أي هيك.. الكلّ يناديه بأبي عبدو الجحش
– ليش ؟
-اسأله !
نزل أبو عبدو من كبين سيارته ال ” Ivco” ، وافترش معنا ظلّ السكانيا.
أبو عبدو رجل في الستين من عمره ، ملامحه وادعة ابتسامته حاضرة.
يسكبُ والدي الشاي، بينما يسأله أبو عبدو عن اسمي يجيبه والدي .. ويردف بيدرس أدب عربي
يتّجه والدي لأبي عبدو ويقول: احك له ليش اسمك أبو عبدو الجحش!!
يبتسم ويتجه إلي وكأنّه يريد أن يستودعني شيئاً
يقول :

كنتُ متطوعاً في الجيش برتبة جندي، في رحبة تصليح دبابات.
في أحد الأيام جاء أمرُ من وزير الدفاع بإيفادنا إلى الاتحاد السوفياتي لإتباع دورة صيانة.
كانت المجموعة مؤلفة ضباط ومهندسين مدنيين وأنا.
في اليوم الثاني لوصولنا إلى موسكو وفي قاعة المحاضرات وزّع علينا ضابطُ روسيّ يتكلم العربيّة كرّاسات وأقلام.
قلت له: أنا لا أريد.
قال: لماذا ؟
– لا أعرفُ القراءة أو الكتابة!
– بالعربي ؟
-لا بالعربي ولا بالأجنبي ؟
– مَنْ أرسلكَ إلى هنا؟!!
– وزير الدّفاع
اقترب منّي وقال : “جحش جحش ” …مع مدّ طويل في الحاء.
ضحك من كان قريباً منّي وسرعان ما انتقل الخبر بين أفراد المجموعة، وباعتباري الرتبة الأدنى صار الكلّ يناديني أبو عبدو الجحش …
بعد ستة أشهرعاد الجميع إلى الوطن برتبة أعلى بعد أن تمّ ترفيعنا ، أمّا أنا فعدت برتبتين جندي أوّل، والجحش.
ربتَ أبو عبدو على كتفي وقال:
الضابط الروسي وحده يعرفُ من يستحقّ الرتبة الثانية.



يقول محدّثي :
لمّا تخرج الكلمة للعلن …فلا سلطة لك عليها …
كل يرميها بسهم عينه ..

 

ماهر حمصي

إبداع بلا رتوش
إشترك في القائمة البريدية