الوحيدة …نص شعري لـ: سلام حلوم

سلام حلوم
شاعر سوري

لن تتعذّبي بعد الآن في النهوض لفتح الباب إذ لا أحد

لابابَ

أنت وصّيت، من ” باب أنطاكية “

على مفاتيحَ فضّةٍ لا تصدأ ، وحين تعتق

يصير لها ملمسُ الخبزِ و رائحةُ الحنّاء

وها ماتزال الوحيدةَ

من تحت المخدّة

تصغي لحفيفِ دمعِك في القُطن

وأنت تغنّين بيتَ عتابا في هجاءِ الأقفاللن

يأكل المقصُّ جلدَ إبهامِك الرّخو

وأنت تقلبين الياقاتِ المهترئةَ في القمصان

أو تقصّرين بنطالًا من المَخمل لأحد

إذ لا أحد

والشّالُ المنقّشُ بعروقِ النعنعِ

لن تربطيه على شقيقةِ الرّأس

وأنت تصرّين على جَلَبة الأحفادِ فوق ظهرك


إذ لاأحد

وما تبقّى في زاوية كيس البرغلِ لن تفركيها في جرنِ أحزانك

كي لا يظلّ بلا لذيذِ أكلاتِك أحد

إذ لا أحد

وإذا ما استطعت النومَ على حجَر التّخم فنامي

ففي الأقلّ

هناك ، بوسعها المفاتيحُ أن تنطمر

ولا يشكّ بمخبئها أحد

أو فاسهري ولكن

لاتتأكّدي من السّبعة في بناتِ نعش

فسوف تنبت أضعافًا

التآليلُ بين أصابع قدمِك الحافية

ولا تبوحي لنجمةِ الصّبح

بأنك صرت مثلَها في الوحشة

وأنّك ما عدت

تقلّدين إغفاءَها على كتِف القلعة

بنقشاتِ الحرير على مناديلِ العرسان

فسوف يشلّ ارتفاعُ الضغطِ لسانَك

في أرضٍ لايجاورُك فيها أحد

إذ لا أحد

أعماك قبلَ ” الماء البيضا “

أنك كلّما تلفّتَ أخضرُ عينيك

يفتّش عن مطرحٍ لأحد

خدشتُه قشّةٌ هاربةٌ من الرّكام

وقد فاتك الموتُ

لا لأنّك في مقتَبلِ الانتظار

بل لأنّه لم يبقَ ترابٌ يتّسع لخدّ أحد

ولا أحد

لن تفطني لمَن مات قبلًا

أختُك الصّغرى أم حفيدُك ؟

طالما لن يذكرَك أحد

إذ لا أحد


يقول محدّثي :
لمّا تخرج الكلمة للعلن …فلا سلطة لك عليها …
كل يرميها بسهم عينه ..

 

ماهر حمصي

إبداع بلا رتوش
إشترك في القائمة البريدية