من سرق الشرف .. وعمم النفاق مابين الأفخاذ ..لـ: سعد فنصة

سعد فنصة
كاتب و مؤرخ و مصور سوري

ظهرت في ستينات القرن الماضي مفاهيم جديدة للحرية الجنسية في المجتمعات المختلفة، اذ لأول مرة في تاريخ البشرية تكشف المرأة عن ساقيها، في الجامعة والشارع والحفل، بظهور “الميني جوب” اخرجت بدورها العلاقات الانسانية من إطار الزواج وبناء الاسرة، والأفكار النمطية، بعد ظهور اقراص منع الحمل وانتشارها بشكل واسع، تحديا لتعاليم الكنيسة التقليدي، وابيح لأول مرة روايات الأديب البريطاني D.H.Lawrence التي منعت طوال عقود سابقة، رافق كل ذلك الادبيات السينمائية الجريئة للسينما الفرنسية في الموجة الجديدة التي غزت دور العرض في العالم وافكاره عن التحرر من الأشكال التقليدية للثقافة البصرية منذ نهاية الخمسينات الى أواسط السبعينات .. كان منها على سبيل المثال أفلاما هي بمثابة صيحات للحرية الجنسية ( رجل وامرأة – قصة حب.. وغيرها) مما شكلت جزءا من ذاكرة جيلين على الاقل، في قصص سابقة ألهمت الحراك الثوري للشباب في معظم اوربا وأمريكا الشمالية، التي ظهر فيها “جيش السلام” -الهيبيز- الذي أباح العلاقات المتعددة، كل ذلك كان يمر خارج نطاق السلطة الدينية المتحجرة او السياسية المنشغلة في خضم صراعات الحرب الباردة.


لقد كانت الستينات نقلة تاريخية في افكار الشعوب الجمعية التي أسست لما اطلق عليه “الثورة الجنسية” التي تنبأ بها الكاتب الامريكي الفذ Aldous Huxley منذ ثلاثينات القرن الماضي ..
ما دفعني الى اعادة التذكير بالماضي القريب، وما سبق ان كتبت عنه فيما مضى ليس بعد هجرتي الى الولايات المتحدة، وتغير مزاجي الثقافي وصدمتي الحضارية بالحرية الجنسية، كما كان يحصل للبعض، خصوصا انني سبق ونوهت ان الامريكيين بعكس ما يتوهم البعض عنهم من خرافات الإباحة، حين لمست بقوة خصوصية المجتمعات الامريكية المتعددة الثقافات والتي تدين بالتحفظ عند الاباحة، اكثر من الاوربيين والمشرقيين..
السبب الثاني والاهم، انه لايمكن ان تمر ما أُطلق عليه عادة جريمة انعدام الشرف البطريركي الاسلامي، بقتل طفلة او فتاة يافعة بتهم هي اقرب للشبهة من الفعل الصارخ اللاأخلاقي للنفاق الديني او السياسي، او جرائم اخرى مشينة، توصم المجتمعات العربية والإسلامية بنوع من المرض الجمعي الذي لا فكاك عنه مالم تؤهل العقول الدينية والثقافية والقانونية، وحتى التربوية لإيقاف سيطرة العقل العاطفي المشوه على أفخاذ النسوة والفتيات.. وما بينهما من روائح منفرة لجريمة الشرق المحلاة .. بتسمية الشرف ..


يقول محدّثي :
لمّا تخرج الكلمة للعلن …فلا سلطة لك عليها …
كل يرميها بسهم عينه ..

 

ماهر حمصي

إبداع بلا رتوش
إشترك في القائمة البريدية