الورقة الأخيرة ..لـ: سعد فنصة

سعد فنصة
كاتب و مؤرخ و مصور سوري

مَثَلٌ صيني قديم .. مختصره :” إياك الوثوق مرة اخرى بشخص او زعيم خدعك” ..
السوريون البسطاء .. شأنهم في ذلك شأن شعوب عربية شبيهة .. خُدِعوا بأنظمتهم القمعية التي أخفت حقبة تاريخية طويلة من اللصوصية، بشكلها المقنع وراء عشرات الحجج والشعارات، ولكن اللصوصية السورية الفاقعة، بحماية اجهزة القمع والمعتقلات المجهزة لابتلاع كل صوت مخالف، وفرق الموت التي أسست لهذا الغرض، فاقت نظيراتها المقنعة، في بلدان اخرى، حتى استعصت على معادلات الحل، بالترقيع وحفلات الدبكة، والهتاف طوال حكم الفرد والطائفة والأسرة، اودت بالبلاد والعباد الى كارثة محققة لايضارعها مأساة منذ الحربين الكونيتين ..
لم يكن حافظ الاسد ذكيا كما روجت له شبكة الدوائر الاستخباراتية التي جلبته الى سدة المشهد بعد العام 1965 بشهادات حقيقية موثقة من رفاق دربه وأصدقاء الانتفاع من حكمه، فلم يكن لهذا المأمور الدولي أصدقاء بالمعنى الرفاقي او الحزبي او العسكري، ( اغلب رفاقه قضوا نحبهم او كادوا في السجون او المنافي ) شأنه في ذلك شأن غالبية حكام دول العالم الثالث الأجراء ..


مشكلة السوريين .. اليوم .. او بقاياهم ليست مع الطائفة العلوية المُجهلة عن عمد، والتي ساهمت بدورها بتجهيل بقية اطياف الشعب، عن نية مسبقة بالتعويض عن القهر، او الحيف الذي وقع عليها في عهود وحقب تاريخية غابرة، حتى خرج السوريون من العصر في زمن السلم الأهلي المرتهن بالتخدير بشعارات البعث وأكاذيب القومية العربية، بالرغم من آلافٍ مؤلفة لشهادات الدكتوراه التي مُهرت بأختام جامعات غربية مرموقة، لنخب محددة من شرائح المجتمع، لم تتقن حتى لغة البلاد التي أوفدت اليها، دُفعت أثمانها سلفا، لتكون جزءا أكيداً من منهجية التخريب ..
سورية اليوم تتلاشى للأسف مع تكرار ذات التجربة الكارثية، فالاقتصاد هو آخر حجر في بنيان أي دولة قبل الانهيار الكامل والأخير، بعد ان سلمها الوريث الغبي كاملة، وهو مأمور، الى منظومة المافيا الدولية، التي يرعاها شكلا الموظف الروسي فلاديمير بوتين، بموافقة اسرائيلية وامريكية كاملة، حتى وصلتم الى الدرك ماقيل الاخير من المجاعة المحققة .. القادمة ..
فمن غيركم يدفع فاتورة اللصوصية .. والغباء .. وبقاء من لايستحق على الكرسي، والأخطر، ان بدائله القادمة، التي أرى من بعيد بروز قرونها .. أسوأ وأغبى .. !!


يقول محدّثي :
لمّا تخرج الكلمة للعلن …فلا سلطة لك عليها …
كل يرميها بسهم عينه ..

 

ماهر حمصي

إبداع بلا رتوش
إشترك في القائمة البريدية