لا شيء للنسيان ..لـ: حسين جرود

إني الطائرُ الباكي وهذهِ المأساةُ لم تقبَلْ قتلي

حسين جرود
كاتب سوري

لا شيء للنسيان
والأيامُ مارقةٌ
على جسدي
تُقطِّع من تهافُتِه
بقايا للطريق
لا شيء للنسيان
والدم على العَلَمِ على السكينِ
بين الأرصفةْ
لا شيء للنسيان
كلِّي طائرٌ شبقاً
وأقدامي القيودُ القادمةْ
لا شيء للنسيان
أُبحرُ من فمي
وأرى حروفي في الترابِ
ترحلُ إذ تنادي النارَ
خلفَ الأمكنةْ
لا شيء للنسيان
ما ذكرى الجروح
وما صلاةُ البوح
ما عمرُ الحريق
وما الخرافةُ
غير أنِّي الطائرُ الذاهبُ
نحو أرضِ الله
لم أُخلَق لأبقى
بل لأَرحَل
والأيامُ لم تأت يوماً
بما يرحمُ ظلِّي
لا شيء للنسيان
ذاتي مارقةْ،
قدمي طريق،
وعيوني في حكاياتٍ بلا معنى
تهربُ من شمسي
و لزوجةِ قلبي
وتبقى عالقةْ
لا شيء للنسيان
تحت كلّ حجر حلمٌ
وكابوسٌ وشيءٌ لا يفسَّر
لا شيء للنسيان
إنّي الغصةُ التي ترحلُ بين زوايا الأمكنةْ
لا أدركُ ذاتي
بل أدركُ أنّي في شظاياها أضيع
لا شيء للنسيان
فليربو على جلدي الخرابْ
لا شيء للنسيان
لستُ انتهاءً
لستُ ابتداءً
لست انتظاراً للجوابْ
لا شيء للنسيان
إني الطائرُ الباكي وهذهِ المأساةُ لم تقبَلْ قتلي
وأنا لنْ أخذلَها
لا شيء للنسيان
عيني عاصفةْ
وربيعي في التضاريسِ على الأرضِ يزوغ
لا شيء للنسيان
لا لأجمع قصَّتي
بل كي أنازعَ في الشهيقِ وفي الزفيرِ مرارةَ الدمِ والهواء
لا شيء للنسيان
ما لصوتي من صدى
بل إني صدى في الأرض يُسفحُ كالسراب

يقول محدّثي :
لمّا تخرج الكلمة للعلن …فلا سلطة لك عليها …
كل يرميها بسهم عينه ..

 

ماهر حمصي

إبداع بلا رتوش
إشترك في القائمة البريدية