نيويورك تايمز : كيف يستطيع ترامب أن يساعد المتظاهرين الإيرانيين؟ فليصمت.
كتب فيليب جوردون في نيويورك تايمز :
في الوقت الذي تتجمع فيه المظاهرات المناهضة للحكومة زخما في جميع أنحاء إيران – مع مفاجأة المحللين الخارجيين والحكومة الإيرانية على حد سواء – من المرجح أن يسأل ترامب ومستشاروه في السياسة الخارجية ما يمكنهم القيام به لدعم المتظاهرين.
وخرج ترامب بقوله : إن إيران هي المسؤولة عن جميع مشاكل الشرق الأوسطت،ونشر “الموت والفوضى في جميع أنحاء العالم”. ولا شك أن إدارة ترامب تسعى إلى تقويض النظام الإيراني القمعي، بخلاف نهج سلفه( أوباما ) التي كانت أكثر تصالحية التي أثبتت فشلها في التعامل مع إيران .
ويرى الكاتب أيضا، أن النظام في طهران يجب إزالته .
يقول الكاتب : لذلك اسمحوا لي أن أقول للسيد ترامب ناصحا ًبـ “ الزم الصمت ، ولا تفعل شيئا ” .
يتابع الكاتب ، أدرك أن هذه النصيحة تتعارض مع غرائز ترامب ، بالنظر إلى مركزية إيران في جدول أعماله ورغبته التي لا تهدأ في المطالبة بأي شيء إيجابي يحدث على ساعته.
حيث أنه ليلة الجمعة ، ويوم السبت، غرد ترامب بتغريدات تدعو إيران إلى “احترام حقوق شعبها” وتحذر من أن “العالم يراقب!”
ولكن يمكننا أن نكون واثقين إلى حد ما أن الدعم الشعبي الرفيع المستوى من حكومة الولايات المتحدة سيضر أكثر مما ينفع.
ويصر العديد من كبار مسؤولي إدارة ترامب منذ فترة طويلة على أن الطريق الوحيد للتغيير الحقيقي في إيران – وأفضل طريقة للتعامل مع دعم إيران للإرهاب وبرنامجها النووي المحتمل – سيكون لتغيير النظام. وفي تصريحه في 13 تشرين الأول / أكتوبر “تصديق” الاتفاق النووي على الكونغرس، اقترح الرئيس أن يرتفع الشعب الإيراني ويستعيد تاريخ فخر بلاده “.
وفي يوم الجمعة، كررت وزارة الخارجية دعم وزير الخارجية ريكس تيلرسون للاحتجاجات في إيران ، وكان السناتور توم كوتن، وهو جمهوري من أركنساس ومستشار مؤثر لترامب ، قد دعا في السابق إلى اتخاذ إجراءات سرية “لدعم المعارضة المحلية الداخلية”.
أحد الأسباب التي تدعو للقلق من أن الدعم الأمريكي للمتظاهرين يعطي أجهزة الأمن المزيد من الذريعة للقضاء على العنف بعنف.
وبالإضافة إلى ذلك، يهدد ترامب الآن “بإنهاء” الاتفاق النووي (الذي يكسر الحلفاء الأوروبيين وبقية أعضاء مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة)؛ دون قيد أو شرط يدعم أكبر خصوم إيران، ” المملكة العربية السعودية وإسرائيل” .
واعترف بالقدس مؤخرا بأنها عاصمة إسرائيل، وهي خطوة رفضتها كل دولة أخرى في المنطقة. سياساته تقسم الولايات المتحدة من شركائها الدوليين وتعطي الإيرانيين أسبابا للتوحيد ضده. وسيتم تصميم استراتيجية أكثر ذكاء للقيام العكس.
وبقدر ما تكون هذه الاحتجاجات دليلا على استياء الرأي العام الإيراني من زعمائها، فإن الإيرانيين يلقون باللوم على أمريكا بسبب العقوبات والحصار المفروض على إيران قبل الاتفاق النووي في عهد سلفه أوباما .
إن الاحتجاجات التي تجري في إيران اليوم ربما تكون مؤشرا على أن الشعب الإيراني يريد في الأجل الطويل أن يقبل بهم كأحرار ومسؤولين في المجتمع الدولي .وأنهم قد يحققون تغييرا حقيقيا في الوقت المناسب ؟
أفضل طريقة للسيد ترامب للمساعدة لتحقيق هذا المؤشر هو أن لايفعل شيئا .
المصدر : نيويورك تايمز
Philip Gordon is a senior fellow at the Council on Foreign Relations. He was an assistant secretary of state and White House coordinator for the Middle East during the Obama administration.