فنان سوري ومشروع : " أمتعة لاجىء "
فنانٌ سوريٌ مقيمٌ في الولايات المتحدة الأمريكية، استخدم بشكلٍ أساسي “حقائب سفر”، وصممَ بداخلها أشكالاً “ثلاثية الأبعاد” تحاكي أشكال منازلَ تركها لاجئون خلفهم في البلاد التي هربوا منها.
المشروع الفني حمل عنوان “غير مفرغة بعد: أمتعةُ لاجئ”، هو مشروع أنشأه السوري “محمد حافظ” بالتعاون مع طالبٍ ولاجئ سابق من العراق يدعى “أحمد بدر”، يجسدان من خلاله بعضاً من المشاهد المروعة التي خلفتها الحرب في سوريا وبلدانٍ أخرى، وتسببت بخسارة الملايين من السكان، “بيوتهم وسبل عيشهم، وفي أحيانٍ كثيرة، حياتهم”.
يقول “حافظ”، إن الهدف من المشروع هو “إعادة إضفاء الصفة البشرية” على اللاجئين والمهاجرين والمسلمين في أميركا عموماً، بالإضافة للعمل على إلهام الناس من مختلف الأطياف السياسية، بهم وبقصصهم، مضيفاً أنه، إذا تحدثت بالسياسة في مجتمعٍ منقسم، فسوف تساهم بتقسيم جمهورك”، موضحاً أن “الفن يمكن أن يكون منصةً حيادية يمكنك من خلالها أن تجذب الناس بدون أن تقول أي شيء”.
واختار حافظ حقائب السفر كوسيلة تعبيرية لأنه كان مهتماً بكلمة “أمتعة” لوقت طويل من الزمن بكل ما تجلبه هذه الكلمة من مشاعر وماديات، حيثُ أراد أن يستخدم “وسيلة تعبيرية” يمكن أن يرتبط بها كثيرٌ من الناس، بحيث تكون قادرة على إظهار أن “الرحلة فقط لا يمكن لها أبداً أن تحكي كامل القصة”.
حافظ ” مهندس معماريٌ ينحدر من العاصمة السورية دمشق وترعرع في السعودية، لكنه ليس لاجئاً الآن، حيث جاء إلى الولايات المتحدة قبل أربع عشرة سنة، كطالبٍ في جامعة ولاية “آيوا”، ليحصل لاحقاً على “البطاقة الخضراء”، كما أنه يقيم الآن في “نيو هايفن” بولاية “كونيتيكت” ويعمل مع مؤسسة “بيكارد تشيلتون” المتخصصة ببناء ناطحات السحاب الزجاجية، وأبنية المؤسسات.
وفي العام 2014، أصبح كلٌّ من أخته وزوجها لاجئين، حيث هربا إلى مخيمٍ للاجئين في السويد. وتبعاً للموقع، فإن رؤية “حافظ” لعائلته بهذه الظروف هي التي أجبرته على القيام بشيء ما، ويقول حافظ: “جميعنا تعرضنا لمطبات خلال حياتنا، لكنها لا تحدد شخصيتنا”، وشدد قائلاً: “إن مسمياتٍ كلاجئ ومهاجر لا تحدد من نكون”.
العديدُ من حقائب السفر المُستخدمة في هذه التصاميم، تبرع بها أميركيون يدعمون حافظ في أعماله، حيث أوضح الموقع، أن متبرعين، قاموا بإعطائه عدداً من حقائب السفر التي تعودُ لأجدادهم الذين هربوا من الاضطهاد في أوروبا واختبروا أنواعاً لا تحصى من عِداء الأجانب، الذي يعاني منه المهاجرون واللاجئون في 2017، حيثً يصف حافظ ذلك وكأن “لاجئو البارحة يقومون بمساعدة لاجئي اليوم لإخبار قصصهم”.