سوريا في مواجهة التحديات: خطاب الرئيس الشرع بين حزم وأمل

تشكيل لجنة وطنية مستقلة للتحقيق وتقصي الحقائق

في خطابٍ وطنيّ حاسم، ألقى الرئيس الشرع كلمةً مرئية ، تناول فيها التحديات الراهنة التي تواجه البلاد، مؤكدًا عزم القيادة على حماية الاستقرار والسلم الأهلي، ومواجهة المخاطر التي تهدد وحدة سوريا وسيادتها. وفيما يلي أبرز النقاط التي تضمنها الخطاب، والتي تعكس رؤيةً واضحةً للتصدي للأزمات الداخلية والضغوط الخارجية.

أشار الرئيس إلى أن سوريا تقف اليوم أمام تهديدٍ خطير يتمثل في محاولات فلول النظام البائد ، بدعم من جهات خارجية، لإشعال فتنة جديدة تهدف إلى جرّ البلاد نحو حرب أهلية. ووصف هذه المحاولات بأنها تهدف إلى تقسيم سوريا وتفتيت وحدتها الوطنية، مؤكدًا أن هذا الخطر ليس مجرد تهديد عابر، بل جزء من مخطط ممنهج لزعزعة الاستقرار.

ربط الرئيس بين المخاطر الحالية وإرث النظام البائد ، الذي ترك خلفه جروحًا عميقة في النسيج السوري. واستعرض أمثلةً دامغة مثل فرع فلسطين وصيدنايا والأفرع الأمنية، إلى جانب جرائم الاغتصاب والاستخدام العشوائي للأسلحة الكيماوية والتهجير القسري، واصفًا إياها بأنها ندوبٌ ستظل حاضرة في ذاكرة الشعب، لكنها لن تثني عزيمته عن البناء والتقدم.

أكد الرئيس أن السلطات اتخذت خطوات فورية لتعزيز الأمن في المناطق المهددة، خاصةً في الساحل، حيث شهدت هجمات استهدفت قوات الأمن والمدنيين على حد سواء. ورغم الخسائر التي تكبدتها القوات الأمنية، أعلن التزام الحكومة المستمر بحماية السلم الأهلي ومنع أي تصعيد قد يؤدي إلى فوضى أو ثارات شخصية، داعيًا المواطنين إلى الصبر والثبات في مواجهة محاولات إثارة الفتن الطائفية.

وفي رسالة حازمة، شدد الرئيس على أن فلول النظام السابق الذين ارتكبوا جرائم ضد الجيش والمؤسسات الوطنية، وهاجموا المستشفيات وقتلوا المدنيين، لن يفلتوا من العقاب. وأضاف أن العدالة ستطال كل من تلطخت يداه بدماء الشعب أو أساء إلى كرامته، مؤكدًا أن القانون سيبقى السيف الذي يحمي الدولة وشعبها، دون استثناءات.

أدان الرئيس أي دعوات للتدخل في الشؤون السورية أو محاولات تقسيم البلاد، مشيرًا إلى أن سوريا، بمكوناتها المتنوعة، ستبقى صامدةً بفضل إرادة شعبها وجيشها. وأكد أن أي عبث بوحدتها الوطنية أو السلم الأهلي سيواجه بردّ قوي وحاسم.

في خطوة عملية لمعالجة الأزمة، أعلن الرئيس عن تشكيل لجنة تقصي حقائق للتحقيق في أحداث الساحل، بهدف تقديم المتورطين للعدالة وكشف التفاصيل أمام الشعب. كما كشف عن إنشاء لجنة عليا للحفاظ على السلم الأهلي، ستتولى التواصل مع المواطنين وتقديم الدعم اللازم لضمان الاستقرار.

اختتم الرئيس كلمته بدعوة الدول الإقليمية والعالمية للوقوف إلى جانب سوريا في هذه المرحلة المفصلية، محذرًا من أي محاولات لجرّ البلاد إلى الفوضى. وأكد أن سوريا ستواصل مسيرتها نحو مستقبل يعكس عظمة شعبها، متمسكةً بسيادتها ووحدتها.

يبدو أن كلمة الرئيس الشرع جاءت كرسالة قوية تجمع بين الحزم والأمل، في وقتٍ تحتاج فيه سوريا إلى تضافر الجهود لتجاوز محنة الماضي ومواجهة تحديات الحاضر. وبينما تتجه الأنظار نحو الخطوات التنفيذية المقبلة، يبقى السؤال: هل ستتمكن سوريا من استعادة استقرارها وتحقيق العدالة التي طال انتظارها؟ الإجابة، كما يبدو، تكمن في صمود شعبها وقوة إرادته.



يقول محدّثي :
لمّا تخرج الكلمة للعلن …فلا سلطة لك عليها …
كل يرميها بسهم عينه ..

 

ماهر حمصي

إبداع بلا رتوش
إشترك في القائمة البريدية