السلاح الكيمائي السوري على طاولة مجلس الأمن – والخلاصة: مكانك راوح .. !

أبلغت الممثلة السامية لشؤون نزع السلاح، إيزومي ناكاميتسو، يوم أمس الأربعاء، من جديد مجلس الأمن أنه “في هذه المرحلة، لا يمكن اعتبار الإعلان المقدم من الجمهورية العربية السورية دقيقا وكاملا” وفقا لاتفاقية الأسلحة الكيميائية.

تواصل أمانة منظمة حظر الأسلحة النووية من خلال فريق تقييم الإعلان (فريق التقييم)، جهودها الرامية إلى توضيح جميع المسائل العالقة بالإعلان الأولي للجمهورية العربية السورية وإفادتها اللاحقة، وفقا لاتفاقية الأسلحة الكيميائية.
وذكرت ناكاميتسو في إحاطتها اليوم أن الجمهورية العربية السورية قدمت حتى الآن، نتيجة مشاركة الأمانة، ما مجموعه 17 تعديلا وعددا من الإفادات المكملة لإعلانها الأولي. 
وقالت: “لم تحل سوى أربع مسائل من بين المسائل الـ24 غير المحسومة التي فتحها فريق التقييم منذ عام 2014، في حين لا تزال 20 مسألة غير محسومة.” 

وبحسب التقرير التاسع والتسعين للمدير العام لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية، وفيما يتعلق بالمسائل الـ20 هذه، “خلص الفريق بناء على تقييمه، إلى أن التوضيحات التي قدمتها اللجنة الوطنية السورية غير مقبولة من الناحية العملية أو لم تدعم بالقدر الكافي.”
وبحسب ما أشار إليه فريق التقييم، “تشعر الأمانة بالقلق مضمون هذه المسائل غير المحسومة، إذ يشمل -فيما يشمل- عدم الإعلان عن بحوث وعن إنتاج و/أو تهيئة كميات غير معرفة من الأسلحة الكيميائية، وكميات ذات شأن من عوامل الحرب الكيميائية أو السلائف والذخائر الكيميائية التي لم تحقق الأمانة تمام التحقق من مآلها.”

الولايات المتحدة: سوريا تتجاهل التزاماتها بالكامل

السفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة، السيدة ليندا توماس-غرينفيلد قالت في مداخلتها أمام مجلس الأمن اليوم “إنه لأمر مخيب للآمال للغاية أنه في التقرير التاسع والتسعين للأمانة الفنية، ما زلنا نشهد تجاهل سوريا الكامل لالتزاماتها ومحاولاتها المتعمدة لتأخير وعرقلة عمل منظمة حظر الأسلحة الكيميائية.” 
وأوضحت السيدة غرينفيلد أن منظمة حظر الأسلحة الكيميائية لا تزال تعتبر أن إعلان سوريا “لا يمكن اعتباره دقيقا وكاملا” وفقا للالتزامات بموجب اتفاقية الأسلحة الكيميائية وقرار مجلس الأمن رقم 2118. وقالت “لا ينبغي أن ننخدع بتعاون سوريا الظاهري بينما تواصل تشويش الأمور.”

وأشارت المندوبة الدائمة للولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة إلى آخر رحلة قامت بها بعثة تقصي الحقائق إلى سوريا، والتي اختتمت الشهر الماضي، قائلة إنها جمعت معلومات أساسية عن أربعة حوادث استخدام الأسلحة الكيميائية في عام 2017. “تساعد هذه الحقائق في تحميل النظام السوري المسؤولية عن استخدام الأسلحة الكيماوية ودعم اتفاقية الأسلحة الكيميائية، التي نحن جميعا في المجلس دول أطراف.”

وأكدت، كما في التحقيقات السابقة، أن بلادها “تقف بحزم وراء التقييم والتحليل الشامل والمحايد الذي تقوم به بعثة تقصي الحقائق بشأن الاستخدام المشتبه به للأسلحة الكيميائية.”

روسيا تسأل: من أين حصلت أمريكا على البيانات؟

في هذا السياق تساءل نائب المندوب الروسي الدائم لدى الأمم المتحدة، السفير دميتري بوليانسكي، عن النتيجة التي خلصت إليها الولايات المتحدة بالنسبة للمعلومات التي جمعتها بعثة تقصي الحقائق في مهمتها الأخيرة. وقال:

 
“إذا كنت قد فهمت الأمر بشكل صحيح، فقد قالت زميلتي الأمريكية للتو إن الحقائق التي جمعتها بعثة تقصي الحقائق في تشرين الثاني/نوفمبر 2021 تثبت الجرائم التي ارتكبها النظام السوري. ولكن، من أين لك هذه البيانات؟ إذ إن التقارير لم توزع بعد. إلا إذ كنت قد وضعتها بنفسك، بالطبع.”

وقال السفير الروسي إن “ما يسمى بالملف الكيماوي السوري فقد في الآونة الأخيرة حتى مظهر الحيادية والتثبيت الموضوعي للحقائق التي يمكن أن تؤكد استخدام الأسلحة الكيماوية في هذا البلد.”
وأضاف أمام الهيئة المؤلفة من 15 عضوا: “اليوم، لم يعد الأمر أكثر من مجرد وسيلة أخرى يستخدمها زملاؤنا الغربيون لانتقاد سوريا من أجل إثبات ما لا يمكن إثباته”.

ورفض مندوب النظام السوري الدائم لدى الأمم المتحدة، السفير بسام صباغ، “أي محاولات للتشكيك في الإعلان السوري وتعاون سوريا مع منظمة حظر الأسلحة الكيميائية وأمانتها الفنية” وكذلك “أي اتهامات لا أساس لها تستند إلى معلومات مغلوطة، وأي محاولات للقفز إلى استنتاجات مبنية على لغات تحتمل التلاعب والتأويل وافتراضية الترجيح بدون الاعتماد على قرائن مادية ملموسة”.


يقول محدّثي :
لمّا تخرج الكلمة للعلن …فلا سلطة لك عليها …
كل يرميها بسهم عينه ..

 

ماهر حمصي

إبداع بلا رتوش
إشترك في القائمة البريدية