صاندي تايمز: أوراق يمسكها مايك ليندل ” حليف ترامب ” تثير مخاوف من الانقلاب الأخير

رجل المخدة

تساءلت سارة باكستر في صحيفة “صاندي تايمز” عن محاولة انقلابية أخيرة للرئيس دونالد ترامب والتي قد تبدو مهزلة ولا أساس لها؛ لأن ترامب لم يتبق لديه سوى عدة أيام قليلة قبل مغادرة البيت الأبيض.

إلا أن الداعي إلى هذه التكهنات كما قالت الكاتبة، صورةٌ لواحد من المتبرعين الكبار الذي التقطت له وهو يدخل البيت الأبيض حاملا حزمة من الأوراق تشير إلى “قانون الطوارئ” مما أثار التكهنات أن المحاولات لمنع جوزيف بايدن من أداء القسم لم تتوقف بعد.

وقالت باكستر إن فكرة بقاء ترامب في السلطة في هذه المرحلة تبدو هزلية، كما أن زائره مايك ليندل، يعتبر مهرجا ويعرف باسم “سيدي رجل المخدة” نظرا لظهوره في إعلان يروج لمنتجات النوم التي يبيعها.

وفي لقطة قريبة للأوراق التقطها مصور صحيفة “واشنطن بوست” ورد فيها: “انقل كاش باتيل إلى قائم بأعمال سي آي إيه” وهو ما أثار القلق حول باتيل الذي يعتبر من الموالين لترامب في البنتاغون، واقترح تعيينه نائبا لمديرة سي آي إيه في كانون الأول/ ديسمبر.

A long lens captured notes carried by Mike Lindell on his White House visit on Friday

واحتوت الأوراق على ضرورة فرض “قانون العصيان الآن نتيجة للهجوم….” و”التوضيح للصين/إيران” اللتان تحاولان تزييف الانتخابات، إلا أن فنجان قهوة منع الرؤية عن بقية النص الوارد في الأوراق.

وتعلق باكستر أن لقاء “سيدي رجل المخدة” لم يستمر طويلا، وكون الأوراق في يده تجعل من التهديد أو التكهن بالخطر أمرا بعيدا. ولكن ما تقترحه أن دعاة عزله محقين عندما قالوا إنه لا يمكن الثقة ببقائه في الحكم ولو للحظة.

وصوّت مجلس النواب يوم الأربعاء على بنود اتهامه وتحويلها إلى مجلس الشيوخ لعزله، مما يجعله أول رئيس يحاكم مرتين في تاريخ أمريكا أثناء حكمه. وينتظر المحاكمة التي قد تعقد بعد خروجه من البيت الأبيض يوم الأربعاء. وبعدها سنعرف إن كان ترامب قد خطط فعلا لانقلاب. ويعطي ما ورد في أوراق ليندل واقتراح نقل كاش إلى “سي آي إيه” أن عملية التخطيط للانقلاب تدور منذ وقت.

وكشف موقع “أكسيوس” عن تفكير الرئيس ترامب بداية كانون الأول/ ديسمبر تعيين باتيل نائبا لمديرة سي آي إيه. وعندما أخبر مدير طاقم البيت الأبيض مارك ميدوز مديرة الوكالة جينا هاسبل، هددت بالإستقالة.

وكان ترامب يدير في عقله فكرة عزل هاسبل منذ وقت، فقبل ستة أيام من الانتخابات طرد وزير الدفاع مارك إسبر وعيّن بدلا منه كريستوفر ميلر وباتيل كمدير لطاقمه.

وتتساءل الصحيفة إن كان ترامب يخطط لتعيين الموالين له في المناصب العليا بالوزارات الأمنية؟ ولو قاد اقتحام الكونغرس في 6 كانون الثاني/ يناير إلى ضحايا كثر واختطاف للمشرعين، فهل كان ترامب سيعلن عن تنفيذ قانون العصيان؟ وعند هذه النقطة كان باستطاعته الإعلان عن قوانين الطوارئ ورفض النتائج الإنتخابية في الولايات المتأرجحة، كما اقترح مستشاره للأمن القومي مايكل فلين.

وتعلق باكستر أن كل هذا الكلام بعيد المنال ويظل في مجال التكهنات. ولكننا نعرف أن 10 من وزراء الدفاع السابقين، بمن فيهم ديك تشيني ودونالد رامسفيلد وجيمس ماتيس عبروا عن قلقهم من سلوك ترامب ونشروا رسالة في “واشنطن بوست” قبل يومين من اقتحام مبنى الكابيتول هيل، وطلبوا من الكونغرس المصادقة على فوز جوزيف بايدن.

وكتبوا أن أي محاولة لتوريط القوات المسلحة لحل خلافات انتخابية ستقود أمريكا إلى “منطقة خطيرة غير قانونية وغير دستورية”. وحذروا من ارتكاب المدنيين والعسكريين الذي يشاركون فيها جرائم ينبي عليها عقوبات وتداعيات خطيرة. وتعلق الصحيفة أن أعضاء فريق ترامب يقومون بحزم امتعتهم ويغادرون البيت الأبيض. ولم يبق أمامه سوى 3 أيام والوقت ينفذ من يديه وكذا الخيارات.

ويواجه مشاكل مالية وقانونية أكبر من مسألة عزله في مجلس الشيوخ. وتساءلت إن كان خوفه من المستقبل قد دفعه للقيام بأعمال يائسة؟ ولو وكان هذا صحيحا فأحداث 6 كانون الثاني/ يناير عمقت من مأزقه.

فتجارة ترامب في مجال الضيافة تأثرت بفيروس كورونا. وعليه دفع قرض بقيمة 300 مليون دولار بعد أربعة أعوام في وقت قطعت فيه الشركات والحكومات المحلية بمن فيها مدينة نيويورك علاقتها المالية معه. وتلقى ترامب ضربة بقرار رابطة لاعبي الغولف المحترفين إلغاء مباريات على ملعبه في نيوجيرسي، من المقرر عقدها في 2022.

ويواجه ترامب مخاطر تحقيقات يقوم به مجلس مدينة نيويورك تتعلق بتهربه من الضرائب قبل دخوله البيت الأبيض. ويفكر المسؤولون بجورجيا توجيه تهم له ومحاولة تدخله في العملية الإنتخابية عندما طلب من سكرتير الولاية براد رافينسبيرغر “البحث” عن حوالي 12.000 صوت تمنحه الفوز بالولاية.

ولن يكون ترامب قادرا على العفو عن نفسه قبل مغادرته مكتبه نظرا لعدم وجود جرائم فدرالية ضده. ولديه وقت حتى الأربعاء للعفو عن بعض أصدقائه مثل مستشاره السابق ومهندس انتصاره في 2016 ستيفن بانون المتهم باختلاس أموال المتبرعين لمشروع “بناء الجدار” على الحدود الأمريكية- المكسيكية.

ويفكر أيضا بمنح عفو استباقي لمحاميه رودي جولياني وأبنائه دونالد ترامب جونيور وإريك وإيفانكا، مع أن أحدا منهم لم توجه إليه تهم. ومع ترامب لا شيء مضمون وربما احتفظ بالشفقة لنفسه.


عن صاندي تايمز البريطانية ، للاطلاع على الموضوع الأصلي اضغط هنا

يقول محدّثي :
لمّا تخرج الكلمة للعلن …فلا سلطة لك عليها …
كل يرميها بسهم عينه ..

 

ماهر حمصي

إبداع بلا رتوش
إشترك في القائمة البريدية