كيف يتم تزوير الشفاهية التاريخية باعتبارها حدثا حقيقيا ؟! لـ : سعد فنصة

كيف يتم تزوير الشفاهية التاريخية باعتبارها حدثا حقيقيا ؟!
لـ : سعد فنصة

[ult_ihover thumb_height_width=”180″][ult_ihover_item title=”سعد فنصة” thumb_img=”id^60179|url^http://ebd3.net/wp-content/uploads/2018/01/سعد-فنصة-.jpg|caption^null|alt^null|title^سعد فنصة -|description^null” hover_effect=”effect19″ title_font_color=”#2cd3b4″ desc_font_color=”#2cd3b4″ block_border_size=”1″ title_responsive_font_size=”desktop:22px;” title_responsive_line_height=”desktop:28px;” desc_responsive_font_size=”desktop:12px;” desc_responsive_line_height=”desktop:18px;”]كاتب و مؤرخ و مصور سوري[/ult_ihover_item][/ult_ihover]
تتداول بعض المواقع منذ عامين أقصوصة تافهة لحوارية جرت بين “حسني الزعيم” صاحب اول انقلاب عسكري في الشرق الأوسط عام 1949 على الرئيس المنتخب بالتمديد “شكري القوتلي” وبين رئيس وزرائه الذي اعدمهما سوية انقلاب جديد قاده سامي الحناوي ، باعتبارها حدثا تاريخيا ، ولم اكن يوما في مورد كتابة رد موضوعي للمئات والآلاف من هذه الروايات الشفاهية الكاذبة والتي اعتمد بعضها او مثالها، كحقائق ثابتة في تدوين التاريخ القريب لسورية .. الا لأن البعض يرسلها الي بالعشرات ليسألني عن فحوى هذه الأقصوصة ..

مفاد القصة ان جلسة سمر وخمر وميسر جمعت الزعيم “حسني الزعيم” قائد الجيش حينذاك بالدكتور “محسن البرازي” وقال له اذا ( ضرط ) الزمان وصرت رئيسا سأعينك رئيسا للوزارة وبعد انقلاب الزعيم ، أرسل اليه عديله ومستشاره الصحفي “نذير فنصة” قائلا له لقد ضرط الزمان فعيناك … 
اود ان ان أوضح باستقلالية تامة ان هذا الحديث محض هراء وكاتبه تافه ، فالدكتور محسن البرازي كان رجلا عالما وحجة في القانون الدولي وهو ايضا صديق لغالبية الرؤساء والملوك العرب كأمين عام رئاسة الجمهورية خلال رئاسة الرئيس شكري القوتلي وكان اليد اليمنى للرئيس وليس لديه وقت لجلسات السمر واللهو والخمر والميسر .. ولن يسمح لحسني الزعيم ان يقول له ما يقوله … بهذه السوقية والرعاعية التي يتصرف بها الحكم الاقلوي الطائفي في سورية ، كما كان منطقه الدائم في التعاطي مع (امعون) البعث وحثالات اللصوص من وزراء ورؤساء وزارات تقلبوا على الذل في عهود الأب والابن في سورية ومن كان تحت حكمهم من اذلاء لبنان ، اذ يشهد بذلك زعيم الحزب الشيوعي اللبناني “جورج حاوي”الذي ذهب ضحية تفجير سيارته قائلا في حديث مسجل ان اقل كلمة كان يقولها “غازي كنعان” رئيس الاستخبارات العسكرية السورية لأكبر رأس سياسي لبناني كانت : ( انقلع ) …
ختام القول هناك فارق كبير بين حكم وطني ، وان جاء بصيغة ديكتاتورية مؤقتة او طارئة ،وبين حكم الرعاع والقتلة واللصوص ..
والذي تمثله المحدثون الجدد …

يقول محدّثي :
لمّا تخرج الكلمة للعلن …فلا سلطة لك عليها …
كل يرميها بسهم عينه ..

 

ماهر حمصي

إبداع بلا رتوش
إشترك في القائمة البريدية