وفاة الكاتب والروائي السوري خيري الذهبي

كتاب ومثقفون سوريون ينعون روائي دمشق

“المثقّف يجب أن يكون على يسار السلطة” هذه هي الكلمات الأخيرة التي خطّها الروائي السوري خيري الذهبي في صفحته على موقع فيسبوك يوم 30 حزيران/ يونيو الماضي، قبل أن يرحلَ عن عالمنا، أمس الإثنين، عن عُمرٍ يناهز 76 عاماً.

وُلد الذهبي في دمشق عام 1946، حيث نال تحصيله العلمي في مدارسها قبل أن يُغادر إلى القاهرة، في بداية ستينيات القرن الماضي، وهناك تلقى تعليمه الجامعي في جامعة “القاهرة”، وتخرج فيها حاملًا الإجازة في اللغة العربية، وتتلمذ أدبيًا على أيدي نجيب محفوظ وطه حسين ويحيى حقي.

ثم عاد إلى دمشق، ليعمل مدرّسًا لمادة اللغة العربية في مسقط رأسه، ومن ثم في مدينة الحسكة، شمال شرقي سوريا، إلى أن التحق بخدمة الجيش الإلزامية، حيث فُرز كضابط ارتباط مع قوات الطوارئ الدولية على خط الهدنة مع “إسرائيل” في الجولان المحتل، ووقع أسيرًا لدى جيش العدو الإسرائيلي، خلال حرب تشرين الأول 1973.

واستمرت مدة أسره 300 يوم، ليعود بعد تحرره من الأسر إلى دمشق مُسهمًا في حركتها الثقافية والفنية، قاصًا، وروائيًا، وكاتبًا مسرحيًا ودراميًا، ومترجمًا عن اللغة الإنجليزية، ومشاركًا في تحرير العديد من الدوريات الثقافية السورية.

ومن الروايات التي كتبها الذهبي: “ثلاثية التحوّلات” التي كانت تضم ثلاثة أجزاء هي، “حسيبة” عام 1987، و”فياض” عام 1989، و”هشام أو الدوران في المكان” عام 1997، و”فخ الأسماء” عام 2003، و”لو لم يكن اسمها فاطمة” عام 2005، و”صبوات ياسين” عام 2006، و”رقصة البهلوان الأخيرة” عام 2008، و”الإصبع السادسة” عام 2013، و”المكتبة السرية والجنرال” عام 2018.

ثم أصدر عام 2019 كتابه “من دمشق إلى حيفا 300 يوم في الأسر الإسرائيلي”، الصادر عن “منشورات المتوسط” في ميلانو، ونال عليه جائزة “ابن بطوطة لأدب الرحلات” في نفس العام.

وللكاتب أيضًا مجموعة قصصية تحمل عنوان “الجد المحمول” عام 1993، ومقالات مختارة بعنوان “التدريب على الرعب” عام 2006، وكتاب “محاضرات في البحث عن الرواية” عام 2016. ومن ترجماته، كتاب “قصص من بلغاريا”.

كما كتب العديد من الأعمال الدرامية للتلفزيون السوري، منها، “ملكوت البسطاء”، و”الشطار”، و”وردة لخريف العمر”، و”رقصة الحبارى”، و”حسيبة”، و”ملحمة أبو خليل القباني”.


مثقفون وكتّاب وفنانون سوريون ينعون روائي دمشق خيري الذهبي

حسان عزت

الروائي السوري الكبير والحر خيري الذهبي

في ذمة الله

انعي واصدقائي في الإمارات العربية المتحدة وفي المنافي

رحيل الروائي السوري الكبير الصديق خيري الذهبي

يوم أمس في باريس وسوف يدفن هناك..

وقد عاش معنا الروائي خيري هنا في الامارات العربية قبل سنوات

وأقام محاضرات، وجلسات ادبية في الثقافة العربية والحضارة والادب في جلسة اللقاء السوري، ودعينا معاً إلى معرض كتاب طرابلس الدولي الثاني، وشاركنا في جلساته، أيام حصار ليبيا..

على روحه الرحمة وطيب الذكرى

ولاسرته لابنه فارس الذهبي ولابنتيه سهير ودانا و تعازينا الحارة لكل اصدقائه ومعارفه

في المشارق والمغارب

ولشامنا العظيمة المنكوبة بفقد وتغييب اعلامها الأحرار

   ولا حول ولا قوة الا بالله


سعد فنصة

تعازي الصادقة لأسرة الأدب العربي، في العالم والشتات، برحيل القاص والروائي الكبير خيري الذهبي .. الذي وقف موقفا مشرفا الى جانب كلماته وابطال رواياته وشخوصه البسطاء، مجسدا من خلالهم موقفه من السلطة والقمع وافقار الناس، بذلك الموقف اتسقت دعوى هذا الكاتب فيما انتجه من ابداع مع حقيقته الحرة..

عرفت الكاتب الراحل جيدا في دمشق واستمر اتصالنا بعد مغادرتنا سورية، بصورة محدودة لأسباب يعرفها المقربون ..

اعزي من خلالكم الصديق فارس الذهبي، الذي تسلم راية أبيه وقلمه الابداعي، واعزي كريمتيه السيدة سهير ودانا..


فواز حداد

رحيل خيري الذهبي خسارة مؤلمة للسوريين جميعاً. كان شيخ الروائيين، وصاحب أفكار جدالية، ونظرات في التاريخ، ودمشقياً حتى العظم.

كان معارضاً مبكراً، منذ كان في سورية وبداية اسهاماته الثقافية، لم يتنازل عما يؤمن به، كانت مواقفه منسجمة مع ما كان يدعو إليه. اختار المنفى، ولم يتواطأ مع النظام تشهد بهذا رواياته ومداخلاته في وسائل التواصل. أراد سورية للجميع حرة ديمقراطية، دولة يسودها القانون.

هذا ليس رثاء… خيري الذهبي باق بيننا، روحه رحلت إلى مدينته دمشق.


صبري عيسى

الموت الثاني للمبدع والروائي الكبير الاستاذ خيري الذهبي

احزنني وفاة الصديق الاديب الأستاذ خيري الذهبي بعيدا عن وطنه ومدينته دمشق التي يعشقها وسكنت قلبه ، واقصد بالموت الأول هو اضطراره الى مغادرة مدينته التي احبها وانعكست في معظم النصوص والكتب التي نشرها .

خلال عمله رئيسا لتحرير (آفاق ثقافية دمشقية) في الهيئة العامة السورية للكتاب كان حريصا على الاهتمام بنشر كل كتب الترا ث التي تتعلق بدمشق ، ومنها كتاب البديري الحلاق (حوادث دمشق اليومية) الذي كتب مقدمته بعنوان (الشام . . الروم والجغرافيا الظالمة ) وجاء في المقدمة :

( قارىء البديري سيرى المدينة وهي تدفع الثمن الغالي للحرب الطويلة بين الانكشارية و. . القبوقولية ، وسيدفع هذا الثمن الفقراء والعوام فقرا وجوعا وقحطا وطاعونا وقتلا بالخنق وهو كثير ، او بالخازوق ، ولكن ابن صصري ، والبديري لاينسيان ان يدعوا للسلطان بالنصر على اعدائه طول الوقت ، ويدعوا الله ان يرخص الأسعار للمسلمين ، وكلا المؤرخين وهما رجلان شعبيان غير مثقفين يعددان لنا طيلة الوقت وجعهما الأكبر وهو الاسعاربالخبز والقمح لمن يخبز لنفسه ، واللحم والسمن والزيت بل الكزبرة والخبيزة .


يقول محدّثي :
لمّا تخرج الكلمة للعلن …فلا سلطة لك عليها …
كل يرميها بسهم عينه ..

 

ماهر حمصي

إبداع بلا رتوش
إشترك في القائمة البريدية