الواشنطن بوست : خمس خرافات حول إيران
نشرت صحيفة “الواشنطن بوست” مقالاً لرئيس المجلس القومي الإيراني – الأميركي، تريتا بارسي، تحت عنوان “خمس خرافات ( أوهام ) حول إيران”، انتقلت إلى الرأي العام الأمريكي عن إيران يدحضها كاتب المقالة .
1- الإتفاق النووي يؤخر فقط قنبلة إيرانية
قال وزير الخارجية “ريكس تيلرسون”:إن” الاتفاق النووي لا يحقق هدف إيران؛ هو فقط يؤخر هدفها في أن تصبح دولة نووية”.
ويستند هذا الفهم الخاطئ إلى حقيقة أن بعض القيود المفروضة على البرنامج النووي الإيراني تنتهي بين 10 إلى 15 سنة، ومع ذلك، فإن أهم جوانب الاتفاق، التفتيش وآليات الشفافية والتحقيق، دائمة، ومن المتوقع أن تلتزم إيران بالبروتوكول الإضافي لمعاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية عام 1970، وهذه هي اقوى الضمانات الممكنة لاستحالة الحصول على قنبلة نووية إيرانية.
2- إنهاء الاتفاق النووي يدعم المتظاهرين الإيرانيين
وفقا لبعض الحسابات، فإن التخلي عن الاتفاق النووي سوف يكون أفضل طريقة لدعم مطالب المتظاهرين الذين يحتجون في مختلف أنحاء إيران.
وكتب “فريد فليتز” المسؤول الأمني لشؤون الأمن القومي الأمريكي السابق:” “لقد شجعت ملايين الاتفاق الملايين النظام الحاكم على مواصلة عزل البلاد، حيث تنفق طهران مليارات الدولارات على دورها المتنامي في المنطقة، والمال الذي أصبح بين يديها خفف عنها العقوبات، ويمكن أن تنفق على تعزيز الاقتصاد”.
وأوضحت الصحيفة، صحيح أن الاحتجاجات كانت مدفوعة بالمشاكل الاقتصادية، والإيرانيين، وخاصة الفقراء أحبطوا لأن تخفيف العقوبات لم يحسن الاقتصاد، لكن ألغاء الاتفاق وإعادة فرض عقوبات اقتصادية واسعة لن يؤدي إلا إلى معاقبة الشعب الإيراني.
3- الحركة الخضراء كانت فاشلة
كل تعليق على المظاهرات الأخيرة ومقارنتها باحتجاجات عام 2009، يوحي بأن الحركة الخضراء فشلت، ولكنها كانت نموذجية، فقد أكد نائب الرئيس الأمريكي “مايك بينس” في تصريح لصحيفة واشنطن بوست:” الثورة الخضراء أخمدت بلا رحمة، وقامت الحكومة الإيرانية بقمع هذه الاحتجاجات، ووضعت قادة الحركة الخضراء تحت الإقامة الجبرية، ولم تتحقق مطالب الحركة، ولم يتم التعامل مع الاتهامات بتزوير الانتخابات بشكل صحيح، ولم يتم الإفراج عن السجناء السياسيين، واستمر “احمدي نجاد” في ولايته الرئاسية .
4 - عداوة إيران مع إسرائيل عقائدية
المواجهة الإسرائيلية الإيرانية صراع إيديولوجي شامل.. والتاريخ يعلم أن مثل هذه الصراعات لا تنتهي إلا عندما يخرج أحد الطرفين من الساحة”، بحسب المحلل الإسرائيلي “علوف بن”.
وكثيرا ما يصور القادة الإيرانيون الصدام كأيديولوجية، تمكنهم من أن يكونوا أبطالا للفلسطينيين والمدافعين عن الإسلام ضد الغرب، وفي الواقع الصراع مدفوعا بعوامل جيوسياسية.
تاريخيا، تتمتع إيران وإسرائيل بعلاقات قوية ولدت بسبب التهديدات المشتركة التي واجهتها، من الاتحاد السوفياتي، ومن الدول العربية القوية مثل مصر والعراق، ورغم أن القادة الإيرانيين تحولوا ضد إسرائيل خطابيا مع ولادة ثيوقراطية إيران في 1979، فإن الواقع الاستراتيجي لم يتغير، وواصلت الدولتان التعاون وراء الكواليس.
وضغطت إسرائيل على واشنطن للتحدث مع إيران، وبيع الأسلحة لإيران (تذكر فضيحة إيران-كونترا؟) وتجاهل خطاب إيران المناهض للغرب.
5 - الإيرانيون يكرهون الأميركيين
قال السناتور “توم كوتن”:” عندما يردد شخص ما .. الموت لأمريكا، علينا أن نأخذه على أنها كلمة يرددها آية الله علي خامنئي، ولكن في حين هناك عداء بين الحكومة الإيرانية والولايات المتحدة ، فإن السكان الإيرانيين يميلون إلى إبداء آراء إيجابية حول الشعب الأمريكي.
السؤال هنا فيما يخص ” الوهم الرابع ”
أليس الهدوء الكامل والتام على الحدود اللبنانية الجنوبية منذ 12 سنة، وأن الحدود السورية مع اسرائيل ظلت هادئة ومرتعا للسياحة أكثر من أربعين سنة ، خير دليل على أن الهدف ليس إسرائيل أبداً، على الرغم من أن إيران وتوابعها صرحوا مراراً وتكراراً أنهم قادرون على تدمير إسرائيل؟! فلم الإنتظار؟! أليس هذا هو الهدف الأول والأخير لمحور الممانعة – الخادعة؟؟!!
يبدو واضحاً أن كل الجهد يتركز على تدمير الدول العربية والتدخل الأمني والعسكري في كل زواريبها، والإصرار على أن تعمها الفوضى، وبالتالي تكون إيران وإسرائيل الدولتين المتحكمتين والمهيمنتين على كل تلك الدول!
نتمنى من أصحاب الأصابع المرفوعة و”العنتريات” من خلف الشاشات، أن يخجلوا قليلاً من مبالغتهم وتحريفهم للحقائق.