اعترافات عنترة للراحل : جمال علوش

اعترافات عنترة

[ult_ihover thumb_height_width=”180″][ult_ihover_item title=”جمال علّوش” thumb_img=”id^16815|url^http://ebd3.net/wp-content/uploads/2016/09/جمال-علوش.jpg|caption^null|alt^null|title^جمال علوش|description^null” hover_effect=”effect13″ desc_font_color=”#ffffff” block_border_size=”1″ title_responsive_font_size=”desktop:22px;” title_responsive_line_height=”desktop:28px;” desc_responsive_font_size=”desktop:12px;” desc_responsive_line_height=”desktop:18px;”]مبدع سوري راحل[/ult_ihover_item][/ult_ihover][dt_teaser lightbox=”true” background=”fancy”]ولد بمدينة ديرالزور السورية عام 1957 ، وتلقى تعليمه في مدارسها ، وحصل على الثانوية العامة من ثانوية الفرات بديرالزور ، ثم انتسب إلى جامعة حلب ، وتخرج منها عام 1983 حاملاً الاجازة في الأدب العربي ، ولم يكمل دراساته العليا لأسباب قاهرة في ذلك الحين .
مارس العمل الصحفي مشاركاً ومستكتباً في الصحفات الثقافية في الجرائد السورية ، وبدأ الكتابة والنشر للأطفال في سن مبكرة جداً ، حيث كان في الثانية عشرة من العمر حين نشر أولى قصصه في مجلة أسامة السورية .
عمل مدرساً للأدب العربي في ثانويات ديرالزور ، وفي معهد إعداد المدرسين ، ثم تفرَّغ لتدريب المتفوقين في الخطابة والفصاحة ، والتعبير الأدبي في المدرسة التخصصية للمناشط الطليعية .
عمل رئيساً للقسم الثقافي في جريدة الفرات بين عامي 1983 – 1985
عمل مديراً لمكتب مجلة المعلم العربي الفصلية التابعة لوزارة التربية بديرالزور .
ثم تفرَّغ للكتابة للطفل منذ عام 1992.
توفي  بعد صراع طويل مع المرض دام لسنوات، حيث دفن في مسقط رأسه “دير الزور” بتاريخ 20/6/2013.
كتب لمجلات : ماجد ، أحمد ، توتة .. توتة ، أسامة .. ولصفحات الأطفال في بعض الجرائد السورية والعربية .
الأصدارات:
1 – ( وطني العربي ) – شعر للأطفال – اتحاد الكتاب العرب – دمشق 1991
2- ( تقاسيم ) – شعر – اتحاد الكتاب العرب – دمشق
3 – ( رحلة الغيمة الصغيرة ) – قصص للأطفال –وزارة الثقافة – 1994
4 – ( اعترافات عنترة ) – شعر – اتحاد الكتاب العرب – دمشق 1994
5 – ( لِمَنْ يُغَنِّي النَّهَر ) – شعر للأطفال – وزارة الثقافة – دمشق 1996
6 – ( الأمير الغزال ) – قصة طويلة للأطفال – أبو ظبي 1998
7 – ( الشريف الإدريسي ) –سيرة قصصية للأطفال – أبو ظبي 2000
[/dt_teaser]
 
خليليَّ لا تبكياني طويلا
مُرا غرّةَ الليلِ أنْ تسدلَ الصمتَ
فوقي
وعودا إلى حيثُ لا نارَ بينَ
المضاربِ
قولا لجمعِ البكاءِ : انتهى
لم يعدُ مثلما كانَ
سيفاً
يردُّ الهزائمَ
يبني من الذَّودِ حُلماً
ويختالُ في مشيةٍ
ساحرهْ
ولا عادَ يُغريهِ نجمٌ
فيمضي
يراودهُ خطوةً خطوةً
ويُغنِّيهِ حتى يشعَّ
ويأذنَ بالقبلةِ
المُسْكِرهْ
وها هو ذا عنترهْ
خيالٌ تناهبهُ
الأمنياتْ
وتغتاله كلَّ يومٍ
بأمجادِها
الذكرياتْ
وها قد غدا شاهدَ
الدَّمع
في زمنٍ تطلبُ الشّاة فيهِ
من الذِّئبِ
أن يمنحَ المغفرهْ
وها عنترهْ
وحيدٌ على هامشِ المجدِ
لا سيفَ
لا رمحَ
لا مُهْرَ يشكو
ولا أهلَ يدعونهُ في
الملمَّاتِ
واللحظةِ العاثرهْ !
______
هو الآن يرسمُ فوقَ الرمالِ
الحكاياتِ
يقتاتُ من دمهِ
يحتسي خمرةَ الصَّبْرِ
يرقبُ أن يطلعَ الخوف ُ
من بردتيهِ
المحالْ
هو الآنَ فردٌ :
له كلُّ هذى الفجائعِ :
حزنُ الصحارى
انكسارُ الأخوَّةِ
غدرُ ذوي الرّحمِ
نزفُ الحقيقةِ
وهي تُساقُ – برغمِ التمنُّعِ –
كي تشهدَ الذلَّ
في الكرنفالْ
هو الآن في رِبْذَةٍ
لا يرى غيرَ ما تحملُ الريحُ
من حشرجاتِ
الوطنْ
يشدُّ المراثيَ
يُلْبِسُها خُضرةََ القلبِ
يحضنها
ثم يطلقها كي تبوسَ – على
رغم كلّ المواجع – حزنَ
الدّمنْ !
____
أماناً زمانَ التشفي
ورِفْقا
لقد أثقلتني المواجعُ
ما عادَ فيَّ اقتدارٌ
لأدفعَ رمحي يرودُ الميادينَ
غرباً
وشرقا
ويمسحُ عن وجه اثناي
ذُلاًّ
ويطلعُ نصراً
ليزدادَ أحرارُ ( عبسٍ )
و (ذبيانَ )
عِتْقا
وأزدادَ
رِقَّا
أماناً .. أمانْ
تناسى الذين مشوا في
دمي
كلََّّ ما ألبستهم يدايَ من
العنفوانْ
تناسوا ..
كأنّي لمَ أسكبِ الموتَ
لحناً جميلاً
هنا
لم أذُدْ عن حياضهمُ
لم أعلِّق مواويلهمْ في
الشموس
ولم أسقهم خمرةَ المجدِ
كي يرفعوا هامهم فوقَ
هامِ الزمانْ
و هاأنذا مفردٌ في
العراءِ
وحيداً أقايضُ حُلْمي
الذي أجهضوهُ
بشيءٍ من العزمِ
اسألُ عن ( داحسٍ )
ما دهاه
أما زال يشتاقُ للطعن ِ
أمْ أنَّهُ مثليَ الآنَ
يخجل من مقبض السّيف ِ
من وثبة ليس ترضي
سوى الذلِّ
في عُري هذا الإباءِ
المهان ؟!
_____
ويا وجهَ عبلةَ
أنَّى أراكْ ؟
ويا دارَها كيف أدنو
وكيف أقيمُ التواصلَ
أو انثرُ الشِّعْرَ
والليلُ عينُ ترشُّ
الدِّماءَ
وترصدُ كلَّ يدٍ تشتهي
أن تطوّقَ خصرَ الرمالِ التي
لا تزالُ تنزُّ الهوى
من ثقوبِ
الهَلاكْ ؟!
وياوجهَ عبلة َ
يا قاتلي
هل ترى كيف تغدو المآتمُ
أعراسَ وَرْدٍ تَرَاقَصُ
بين المضاربِ
حين يشاءُ لنا ذلكَ
الأوصياءْ ؟
وهل تبصرُ الآن كيف
ارتمى الثأرُ
مَيْتَاً
بلا ضجَّةٍ
أو بُكاءْ ؟!
ويا وجهَ عبلة َ
يا مُلْهِمَ الروح
كيف لك الآن أن
تقرأ الصّحوَ
أو تلمسَ المشتهى
في امتداداتِ هذا
السوادْ ؟
ويا وجهَ عبلة َ
(يا واحداً في ضبابِ
البنادقِ )
يا سيفَنا الفذَّ
يا رقصةَ الموتِ في
ساحة الخوف ِ
رغم انكسار شعار ِ
الجهادْ
ويا حَكَمَ الموقفِ الآنَ
ماذا ترى
في الوجوهِ
من الزَّهْوِ
من عِزَّةِ
الكِبْرِ
من عنفوانِ
العِنادْ
وماذا ترى
غيرَ نزفِ
البلاد؟
_____
ويا قلبَ عبلةَ
يا نقطةَ الدِّفءِ
في زمهريرِ الخضوعِ
ويا مُصْحَفَ
المرحَلَهْ
إليك أتوبُ من
الوهمِ
من كلِّ يأسٍ زَنِيمٍ
ومن كلِّ أغنيةٍ لمْ تُسَبِّحْ
بِحَمْدِ الرصاصِ
ولم تشتعلْ قنبلهْ
ويا عبلتي .. ذ ا دمي شاهدٌ
فادخليهِ
تَرَيْ مولدَ الصَّحْوِ
لُمِّيهِ
غَنِّي لهُ كيْ يقومَ
ويدفعَ مُهرَتَهُ للأمامِ
ويضحكَ للجولةِ المُقْبِلَهْ .
_____
هوامش على سيرة النابغة الذبياني
هامش ( 1 ) :
تخاذلتَ عنها
وكان الكماة ُقُبَيْلَ احتدامِ الأسنَّةِ
يبنونَ قبراً لها في الضّلوعْ
تخاذلتَ ..
قلتَ لها : نلتقي
حين يخلدُ للنوم كلُّ السُّكارى
ويأتي الذي تعرفينَ
يمرّ كما الحلم بين ( المعادات ) والدَّمع
بين الرجولةِ والشهوةِ المُسْتباةْ
ويستقدِمُ الناسَ :
منْ يبدأُ الآنَ طقسَ الرجوعِ إلى الموتِ
والموتُ بالأمسِ كان يقايضُ بالخمرِ
والحُورِ
والجنَّةِِ المُشْتَهاةْ
تخاذلتَ ..
كنتَ ترى عُرْيَها فاضِحاً
والمسافة بينَ انتظارِكَ والحلمِ
كانتْ مدى
هل تخافُ
وهل تُقْدِمُ الآنَ
أمْ تُغْمِضُ الكأسُ عينيكَ
أمْ …. ؟
هامش ( 2 ) :
مازلتَ تُكابرُ
تبحثُ في رملِ الأيَّامِِ
عن القافلةِ الأولى
عن وجهِ امرأةٍ صارت عِزَّتُها
مبغى لجنودِ الرُّومْ
ما زلتَ تكابرُ
تصرخُ
تهذي
تعتزُ جهاراًبالشَّامخِ ما بينَ الـ…..
تدعوهُ الفاتحَ
سيفَ الغزواتِ
نصيرَكَ في ساحِ الشرفِ المثلومْ
ما زلت تكابرُ
تصرخُ
تهذي
أنتَ العارفُ
منذُ البدءِ
بأنَّكَ مهزومٌ … مهزومٌ .. مهزومْ !
هامش ( 3 ) :
عَبَثاً تبحثُ في الغربةِ عن سِرِّ الوقتْ
ستظلُّ تُطَرِّزُ وجهَ الليلِ بخوفٍ
مكتوبٍ في لوحِ الصَّمتْ
ستغامرُ ، لكن لن تلقى
في كلّ الصحراءِ جواباً لسؤالكَ
عن وطنٍ نثرتهُ الريحُ
وبعثرهُ صلفُ الأبناءْ
لا تصرخْ
لا ..
لن يجدي الصوتُ
ولن يُرْجِعَ واديكَ الصّوتْ
ما كنتَ إلهاً
ما كنتَ نبيَّاً
ما كنتَ سوى وجعٍ منذورٍ
للرملِ الأخرسِ
والبِيدِ القاتلةِ الصّمَّاءْ
فادْخُلْ قَفْرَكَ .. واقْرَأْ
مرثيةً للفرحِ الرَّاحلِ
علَّ الرسمَ الغافي يُطْلِعُ
فارسهُ من رحمِ أثافيهِ
المهجورهْ
علَّ الدمعَ السَّاقطَ من عينيكَ الذابلتينِ
يُضيىءُ
ليولدَ نجمٌ في شرفةِ بيتٍ
في ( الحيرة ) !

يقول محدّثي :
لمّا تخرج الكلمة للعلن …فلا سلطة لك عليها …
كل يرميها بسهم عينه ..

 

ماهر حمصي

إبداع بلا رتوش
إشترك في القائمة البريدية