أنطاليا، 12 أبريل/ نيسان 2025
أضاء منتدى أنطاليا الدبلوماسي في نسخته الرابعة على طموح تركيا لدعم سوريا الجديدة، حيث ألقى الرئيس رجب طيب أردوغان خطابًا قويًا أكد فيه التزام أنقرة بالحكومة السورية الجديدة بقيادة الرئيس أحمد الشرع. تزامن ذلك مع زيارة رسمية للشرع وزوجته لطيفة، عززت رمزية الشراكة بين البلدين. الخطاب والزيارة، اللذان شهدا لحظات دبلوماسية لافتة، رسما ملامح تحالف واعد وسط تحديات إقليمية.
خطاب أردوغان: رؤية لاستقرار سوريا
افتتح أردوغان المنتدى بكلمة حازمة، جدد فيها دعم تركيا لوحدة الأراضي السورية وسيادتها. وأكد وقوف أنقرة إلى جانب الحكومة الجديدة لضمان استقرار دائم بعد سنوات من الصراع. وقال: “سوريا تستحق فرصة للسلام، وتركيا لن تسمح بإعادتها إلى الفوضى.” وفي إشارة مباشرة إلى إسرائيل، انتقد أردوغان هجماتها في سوريا، محذرًا من محاولات “إثارة الفتن”، ومؤكدًا أن تركيا ستتصدى لأي تهديدات إقليمية.
وأبرز توافق تركيا مع الولايات المتحدة وروسيا في دعم استقرار سوريا، مشددًا على دور أنقرة في مكافحة الإرهاب وتسهيل إعادة الإعمار. كما دعا إلى سلام شامل، مشيرًا إلى غزة ولبنان كجزء من رؤية تركيا الدبلوماسية
زيارة أحمد الشرع ولطيفة: رمز الشراكة الجديدة
دلالات الزيارة
شكلت زيارة الرئيس السوري أحمد الشرع وزوجته لطيفة إلى أنطاليا يوم 11 أبريل 2025 إعلانًا عن تقارب استراتيجي بين تركيا وسوريا. استقبل أردوغان الشرع بحفاوة، حيث حضر الأخير الجلسة الافتتاحية، في خطوة عكست دعم أنقرة للإدارة السورية الجديدة. وأفادت وكالة الأناضول أن الزيارة تضمنت لقاءات ثنائية تناولت الأمن الحدودي، عودة اللاجئين، والتعاون الاقتصادي. وبحسب بيان للرئاسة السورية، نقلته وكالة الأنباء السورية (سانا)، تهدف الزيارة إلى “تأكيد سيادة سوريا وبناء مستقبل مستقر مع تركيا.”
لحظة دبلوماسية لافتة
خلال المنتدى، التقطت صورة للرئيس الشرع ووزير الخارجية التركي هاكان فيدان، وهو يتأبط ذراعه مبتسمًا، عكست تقاربًا دبلوماسيًا قويًا. الصورة، التي لاقت اهتمامًا واسعًا، أبرزت دعم تركيا للإدارة السورية الجديدة، معززةً رسالة الشراكة التي تجسدت في الزيارة.

دور لطيفة الشرع
أضافت لطيفة الشرع بعداً إنسانياً للزيارة، حيث التقت أمينة أردوغان، زوجة الرئيس التركي، في لقاء تناول قضايا مثل دعم النساء والأطفال السوريين. ووصفت أمينة اللقاء بأنه “مثمر”، مؤكدة التزام تركيا بدعم الشعب السوري. وشاركت لطيفة في فعاليات رسمية إلى جانب زوجها، مما عزز الطابع الرمزي لحضورها.
أصداء الخطاب والزيارة
لاقى خطاب أردوغان وزيارة الشرع ترحيبًا من أوساط دبلوماسية، مع إشادة بجهود تركيا لدعم استقرار سوريا. وأثارت الزيارة نقاشات حول دور أنقرة في إعادة إعمار سوريا، لكنها أثارت أيضًا مخاوف بعض الأقليات من تعزيز النفوذ التركي. وبشكل عام، عكس الحدث طموح تركيا وسوريا لشراكة جديدة.
تركيا وسوريا في مفترق طرق
يُبرز خطاب أردوغان وزيارة الشرع وزوجته طموح تركيا لقيادة استقرار سوريا، مع تعزيز نفوذها الإقليمي. وأضاف حضور لطيفة لمسة إنسانية، بينما عكست تصريحات الشرع رغبة دمشق في استعادة مكانتها. لكن التحديات قائمة، منها إدارة العلاقات مع إسرائيل، تلبية مطالب الأقليات، والتوازن بين القوى الكبرى.
