عاد زعيم حزب “الخط المتشدد” الدنماركي اليميني المتطرف راسموس بالودان، الجمعة، وحرق نسخة من القرآن الكريم مجددا أمام السفارة التركية لدى كوبنهاغن، تحت حماية الشرطة بعد لحظات من حرقه أمام مسجد.
وقال مراسل الأناضول إن الشرطة الدنماركية أحاطت بالودان وسمحت له بحرق المصحف بعد فترة وجيزة من حرقه نسخة أخرى أمام مسجد في حي دورثيفج التابع لكوبنهاغن في وقت سابق اليوم وهي المرة الثالثة خلال أسبوع.
ووجه أفراد الشرطة الدنماركية تحذيرات شديدة للمغتربين الأتراك والصحفيين الذين اجتمعوا أمام مقر السفارة لكنهم في المقابل كانوا يتعاملون بلطف مع بالودان.
ورفع المغتربون الأتراك الأذان ومعزوفات عثمانية عبر مكبرات الصوت أمام سفارة بلادهم لكن الشرطة أبعدتهم وحاصرت المكان فورًا بعد وصول بالودان لحرق المصحف.
وحاول السياسي اليميني المتطرف استفزاز الأتراك المجتمعين في المكان بعد تنفيذه عملية حرق المصحف الشريف تحت حماية مشددة من الشرطة لمدة 45 دقيقة.
وفي وقت سابق الجمعة، قام بالودان بحرق المصحف أمام مسجد تابع لجمعية الجالية الإسلامية عقب انتهاء صلاة الجمعة في حي دورثيفج، وحاول استفزاز المصلين في المسجد.
واتخذت الشرطة الدنماركية تدابير أمنية مشددة في محيط المسجد، وأغلقت الشارع أمام المرور، ووجهت تحذيرات لشبان مسلمين كانوا يحملون المياه وأنابيت لإطفاء الحرائق.
والخميس، أعلن بالودان أنه سيحرق نسخ من القرآن الكريم أمام مسجد في الدنمارك وقرب السفارتين التركية والروسية، وأن السلطات المعنية سمحت له بذلك.
وسبق لبالودان أن أحرق مصحفا في 21 يناير/ كانون الثاني الجاري قرب السفارة التركية في العاصمة السويدية ستوكهولم، تحت حماية مشددة من الشرطة التي منعت اقتراب أحد منه أثناء ارتكابه هذا العمل الاستفزازي.
وعلى نطاق واسع، أثارت هذه الإساءة ضجة في العالم الإسلامي، واعتبرتها تركيا “عملا استفزازيا” من “جرائم الكراهية”، وألغت زيارة لوزير الدفاع السويدي بال جونسون إلى أنقرة.
والاثنين، وجه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، رسالة إلى السويد بألا تنتظر دعم أنقرة فيما يخص عضويتها في الناتو، طالما أنها لا تحترم المعتقدات الإسلامية.
وقال أردوغان عقب اجتماع للحكومة في أنقرة إن “هذا الفعل القبيح” في السويد (حرق نسخة من القرآن) هو إهانة ضد كل من يحترم الحقوق والحريات الأساسية للناس وعلى رأسهم المسلمون.
وأضاف: “القرآن الكريم الذي يحفظه ربنا لن يتضرر أبدا إذا أحرقت نسخة منه من قبل أحد بقايا الصليبيين، ونعلم أنه منذ الحملات الصليبية تساوي أوروبا بين مفهومي الإسلام والأتراك، ونحن فخورون بهذه المساواة”.