يا للرئاسات كم أغرت مناصبها !… لـ : سعد فنصة

يا للرئاسات كم أغرت مناصبها !...

[ult_ihover thumb_height_width=”180″][ult_ihover_item title=”سعد فنصة” thumb_img=”id^60179|url^http://ebd3.net/wp-content/uploads/2018/01/سعد-فنصة-.jpg|caption^null|alt^null|title^سعد فنصة -|description^null” hover_effect=”effect19″ title_font_color=”#2cd3b4″ desc_font_color=”#2cd3b4″ block_border_size=”1″ title_responsive_font_size=”desktop:22px;” title_responsive_line_height=”desktop:28px;” desc_responsive_font_size=”desktop:12px;” desc_responsive_line_height=”desktop:18px;”]كاتب و مصور سوري[/ult_ihover_item][/ult_ihover]
من ذاكرتي.. أرويها للمرة الأولى :
كان الشاعر الكبير “عمر أبو ريشة” .. قد نال شهادة من بريطانيا حوالي ثلاثينات القرن المنصرم في الاصبغة والنُسج .. تعادل اليوم شهادة (الدبلوم) ..ولم تكن القوانين السورية تسمح بأن يعمل بالسلك الدبلوماسي طالما لم يكن مؤهلا بشهادة الحقوق ،أو اي شهادة جامعية أخرى في الاداب أو اللغات من أربع سنوات ، وصدف ان كان الشاعر الذي اشعاره على كل شفا ولسان، يدين بصداقة تاريخية للشقيقين ” بشير ونذير فنصة” ، اذ روى لي والدي الكثير من الذكريات التاريخية النادرة عن صداقتهما وبأن جلّ وقته كان يقضيه بصحبتهما خلال سنوات اقامته بحلب مديرا لدار الكتب الوطنية وفجأة أصبح “نذير فنصة” المستشار السياسي الخاص للزعيم حسني الزعيم بعد أن أطاح هذا الاخير بحكم المرحوم “شكري القوتلي” في القصة التي باتت معروفة للجميع في الحادي والثلاثين من اذار عام 1949 .

بتغير الظرف السياسي كان “نذير فنصة” مع الشاعر “ابوريشة ” يلتمس من صاحب الانقلاب ، الحاكم الجديد اصدار مرسوم جمهوري يسمح للشاعر بأن يكون من ملاك وزارة الخارجية، باستثناء خاص ، وبالرغم من معارضة وزير العدل انذاك “أسعد الكوراني” لاستصدار مثل هذا المرسوم، الا أن أعجاب “الزعيم” ومعرفته المسبقة بالشاعر الكبير ووساطة عديله نذير بحضور وشهادة المحامي الشهير “فتح الله الصقال”، الذي قال للوزير الكوراني : ” عمر أبو ريشة أكبر من كل الشهادات ” .. صدر المرسوم .. ( يمكن لاي مدقق مراجعة وثائق الخارجية السورية عام 1949 للتحقق من دقة توثيقي، فأنا أكتب من الذاكرة ..) .
وفي تنصيب حسني الزعيم رحمه الله رئيسا للجمهورية، وقف الشاعر يقول فيه

يا للرئاسات كم أغرت مناصبها
وكم كبار على إغرائها صغروا
ناموا على بهرج الدنيا وما علموا
أن الفراش على المصباح ينتحر
إن خوطبوا كذبوا أو طولبوا غضبوا
أو حوربوا هربوا او صوحبوا غدروا

وأخمن أن ما قاله كان كافيا لارسال صاحب الريشة ،الى أبعد ما خلق الله من سفارات في النصف الثاني من الكرة الارضية ، حيث كانت سفارته الاولى بصفة وزير مفوض الى البرازيل …!!

يقول محدّثي :
لمّا تخرج الكلمة للعلن …فلا سلطة لك عليها …
كل يرميها بسهم عينه ..

 

ماهر حمصي

إبداع بلا رتوش
إشترك في القائمة البريدية