قصة قصيرة جدا …لـ: محمد مزيد

قصة قصيرة جدا ...لـ: محمد مزيد

[ult_ihover thumb_height_width=”180″][ult_ihover_item title=”محمد مزيد” thumb_img=”id^59760|url^http://ebd3.net/wp-content/uploads/2018/01/محمد-مزيد-1.jpg|caption^null|alt^null|title^محمد مزيد|description^null” hover_effect=”effect20″ title_font_color=”#2cd3b4″ desc_font_color=”#0b80b8″ spacer_border_width=”1″ title_responsive_font_size=”desktop:22px;” title_responsive_line_height=”desktop:28px;” desc_responsive_font_size=”desktop:12px;” desc_responsive_line_height=”desktop:18px;”]كاتب و شاعر عراقي[/ult_ihover_item][/ult_ihover]
تعالتْ أصواتُ النساء قبلَ الرجال للخلاصِ من الغرقِ في بحر إيجه . كلُّ الأصوات تعالت ، إلا أنا وامرأة خمسينية جلست وسطَ القاربِ المطاطي ، كانت تضحكُ للموت . هكذا فكرتُ وأنا أراقبُها وقد استسلمتُ مثلها للغرق . ما شدّني إليها ، ضحكاتِها المتواصلة على النساء والشباب المذعورين ، لا أعرفُ لماذا نظرت الى خيوطُ الشمس الغاربة تلتمع بأسنانِها البيض . وعندما رمينا الحقائب ، تشبثتْ بحقيبتِها ، وهمتْ بالاندفاعِ الى المياهِ بدلاً من رمّيها في البحر كما فعلنا ، لولا يدٍ حنون انتشلتَها ، سألناها بعد إنقاذِنا ، لماذا فضّلتْ الموتَ على رمي الحقيبة ؟!
فقالت إنها حقيبتُه احتفظتُ بها بعد أن عجزتُ عن منعهِ من الهجرةِ ، تركها عندي وذهب الى الغرق …!

يقول محدّثي :
لمّا تخرج الكلمة للعلن …فلا سلطة لك عليها …
كل يرميها بسهم عينه ..

 

ماهر حمصي

إبداع بلا رتوش
إشترك في القائمة البريدية