شجرة الأم … شعر: حسان عزت

حسان عزت
شاعر سوري

هذه الغاوية

بماء المحيطات تنأى

وماءِ البرود بصيف

تميل الحياةُ إلى سرّ أسرارها

تركتْ عيدَها لمنْ أقامَ به الصّرْحَ حتّى السماءِ مالاً بأضواءَ أعلى

كانَ السرابُ ماءً بصحراء

وصارَ لقلبِ المدائنِ أضغاثَ حلمٍ ووهماً بأغلى

أقامَ على خِدعةِ الحبّ في السوق بما تتمنّى البنوك

إذ يتناسخُ قارونُ في كلّ عصرٍ بألوانَ لاقبلَ ولا بعدَها

ومن قال كُرمى

ومن قالَ غولُ المدينةِ

يحنو على دمعها

تناءت بصخرةِ آحمالها

عن سوادِ البياض

ِبفستانِ زفّةِ ميلادها

تركت عيدَها لسواها الأُلَى زَعموا عيدَها

وفاءتْ إلى عرشِها الذي كان أبقى..

وانْتَحَتْ إلى أمّها الشجرةْ

صعَدتْ إلى حضنْها

بكلّ شقاوةِ طفلِ الحياةِ وأعبائها

لا ليقالَ أجملُ امرأةٍ على الأرض

بل أجملُ امراةٍ بثمارِ العصافيرِ تشدو

والشمسُ من مطلعِ الأمّ حتّى سُبات السّهى

إنْ غفتْ كيف تغفو

لقد تعبتْ..تعبتْ

فرساً كالرّجال قالوا

وكبَتْ بالشقاء وزيفِ المقالِ على قلبِِها

فرسٌ أمْ ترى مقعدُ من قديم الزمانِ ومدرسةٌ لم تزل

وأطيافُ من غَرَقوا في الشّتات

أيّ أحلامَ.. أناشيدَ بالأمل المستجدّ القديمِ

والفرحِ الطفلِ يعدُّ النجومِ

ويحلُم

كانتْ هي العيدُ

الذي يزرع الشجرة..والبراقُ بوعدِ النبوّةِ والحبّ

وسرُّ الألوهةِ في الثمرةْ

أيامطرا ساقِها بالندى .. ويازَهَرَ كبّادٍ على لوزِها


توّجْ كما هَالةٍ للملاكِ على رأسِها

ولأنّها امرأةٌ من حليبِ الهزارِ

وكانَ الحبيبُ الصديقُ في رجلٍ يُغَنّي لها

عاشقاً يقدّمُ باقتهُ بالنجوم

ويصلي كما الوردِ عطراً

يشرب قهوتها في الصباح زادا لرحلتِه وهو يشقى

ويرجع طفلا لها في المساء ليرتاح على صدرِها

هلّلويا

لأمّ الوجود وأمّ الحياةِ

وأمّ الربيع التي بعدَها

فلاحبّ في الكونِ إلا بأهدابها

لها المجد والكبرياءُ العظيم

لها المجد


يقول محدّثي :
لمّا تخرج الكلمة للعلن …فلا سلطة لك عليها …
كل يرميها بسهم عينه ..

 

ماهر حمصي

إبداع بلا رتوش
إشترك في القائمة البريدية