بوفاة اللبناني أنيس النقاش الاثنين 22 شباط 2021 عن عمر ناهز 70 عاماً جراء إصابته بفيروس كورونا ، في مستشفى “هشام سنان” بدمشق ، تختفي شخصية جديدة من شخوص سبعينات القرن الماضي الذي تميّز عربياً بالتمترس خلف القضية الفلسطينية .
قدمته وكالة أنباء النظام السوري “سانا” بصفته “ناشطاً ومفكراً سياسياً”، لكن النقاش كان يعتبر في يوم من الأيام بمثابة الذراع اليمنى لكارلوس، واحد من أشهر شخصيات الإرهاب اليساري الدولي لفترة السبعينيات والثمانينيات .
التحق النقاش، المولود في بيروت عام 1951، خلال سني مراهقته بحركة فتح الفلسطينية في لبنان وشارك بين صفوفها في قتال قوات الاحتلال الاسرائيلي خلال الحرب الأهلية اللبنانية.
مع الفنزويلي كارلوس (إليتش راميريز سانشيز)، شارك النقاش في عام 1975 في عملية احتجاز رهائن وزراء مجموعة “أوبك” في فيينا، وخاصة الوزير السعودي والوزير الإيراني، والتي خططت لها مجموعة “أيلول الأسود” الفلسطينية المسؤولة كذلك عن اغتيال رئيس الوزراء الأردني عام 1971 واحتجاز رياضيين إسرائيليين في ميونخ عام 1972.
خلال عملية وزراء أوبك، قتل كارلوس والنقاش ورفاقهما ثلاثة أشخاص قبل أن يأخذوا 70 رهينة بينهم 11 وزيراً وينطلقوا جميعاً بطائرة واجهت مصاعب عديدة قبل ان تحط أخيراً في الجزائر ويطلق سراح الجميع.
حُكم على أنيس النقاش عام 1980 بالسجن المؤبد بعد محاولة اغتيال شابور بختيار قرب باريس. قتل خلال تلك المحاولة الفاشلة لاغتيال آخر رئيس وزراء من عهد شاه إيران، فرنسيان أحدهما شرطي. في العام 1990 عفا الرئيس الفرنسي الأسبق فرانسوا ميتران عن النقاش وطرد من فرنسا إلى إيران.
يحل النقاش منذ عدة سنوات ضيفاً منتظماً على وسائل الإعلام القريبة من إيران وحلفائها في الشرق الأوسط، كالتلفزيون السوري والقناة التلفزيونية التابعة لميليشيا حزب الله اللبناني، وقناة الميادين ، ويعرف بتأييده المطلق لنظام بشار الأسد.