رسالة السوريين القادمة إلى لصوص العالم ..لـ : سعد فنصة

السوريون بين لص دمشق ولاعبي البيضة والحجر

سعد فنصة
كاتب و مؤرخ و مصور سوري

مرة أخرى سأعاود الحديث عما يردني بكثافة من رسائل الاستعطاف وطلبات المساعدة المادية وشكوى بؤس الحال، بصورة أصبحت متكررة بطريقة منفرة، خصوصا أنها ترد تحت أسماء مستعارة، في تلصص البحث عمن يقيمون في الشمال من الذين يرزحون في الجنوب، تحت رحمة الموت والغلاء ولصوص الشعارات، سياسية أكانت أم دينية، بالرغم من أنني أجد مساعدة الناس(خصوصا الذين لانعرفهم ) مسألة جوهرية في حياتنا الاخلاقية او الدينية، بقيمها النبيلة التي تحث على العطاء “دون أن تعلم يدك اليسرى، ما قدمت يدك اليمنى” ..
كنت أنصح السائلين ، وجُلهم من الصادقين، أن الفيس بوك طريقة غير مجدية وغير محترمة .. في أن أرسل إلى ألف شخص مثلا Copy عن ذات رسالة الشفقة، ولابد أن أجد حسب قانون الاحتمال ثلاثة او اربع اشخاص، او ربما اكثر من المتعاطفين المتبرعين، بين الف شخص أرسلت إليهم رسائلي.. وهكذا دواليك تدور رسائل الشفقة والاستعطاف بين رواد الفيس بوكس بمثابة Lucky Stick.. وبعضها يرد عشرات المرات حين يظن المُرسل المُستعطف انه الوحيد الذي يطلب المساعدة ….

الأهم من كل هذا ذاك الإصرار على مطالبكم وتوحيد صوتكم في مشهد سلمي ينادي بايصال حقوقكم المنهوبة اليكم يدا بيد ..ويدي هي الأولى معكم .. 

أعلم تماما أن البلوى والكارثة عريضة وعميقة للجميع .. ولكن بصراحة متناهية اكتب لكل هؤلاء المحقين في رسائلهم وأوضاعهم الصعبة .. مسألة الكارثة البينة للسوريين التي رآها الأعمى وسمع بها الأطرش لايمكن ان تجدي نفعا بهذه الطريقة الافتراضية الفيسبوكية السخيفة .. هناك طرق أجدى نفعاً لايصال الحقوق الى مستحقيها، اقترحها بالآتي وقد يبدو بعضها غريبا الا ان اي صاحب حق لن يضيع، اذا كان وراءه مُطالب جاد، وانا فيه اولكم، ولست بمُنظرٍ عليكم فوضعي ليس احسن من اَي واحد يستعطفني للمساعدة :
١مطالبة اللص الأكبر بشار الأسد مع عصبة لصوصه وخَزَنة أمواله وأموال عائلته، في بنوك روسيا واوربا الشرقية وبيلاروسيا وأمريكا اللاتينية التي تفصح تسريبات بعضها عن عشرات المليارات من الدولارات والجنيهات الاسترلينية المنهوبة من الاقتصاد الوطني السوري طوال عقود، بطلب جماعي عن طريق القنوات الدولية القانونية والناظمة لمثل هذه الأمور .
٢متابعة ذات القضية لدى لصوص المعارضة السورية المرتزقة في السعودية وقطر وتركيا والولايات المتحدة واوربا، التي نهبت بغير ضمير مساعدات اللاجئين والمهجرين السوريين، وابتاعوا من هذه الأموال مطاعم وقصور .. في كل أنحاء العالم ..
٣– الكارثة السورية ومصاب السوريين، بحاجة الى تمويل دول وتخصيص ميزانيات ضخمة من اجل الصحة والغذاء والتعليم والعمل والسكن وتأمين المياه النظيفة في مشروع طويل الأمد .. وهو بحاجة الى صوت عال ومرتفع لدى المحافل الدولية، والأهم هو بحاجة الى تمثيل سوري من مجموعة رجال ونساء سوريين شرفاء، منتخبين، يمثلون
صوتكم في متابعة كل هذه القضايا التي نوهت اليها ..
الأهم من كل هذا وذاك الإصرار على مطالبكم وتوحيد صوتكم في مشهد سلمي ينادي بايصال حقوقكم المنهوبة اليكم يدا بيد ..ويدي هي الاولى معكم ..




يقول محدّثي :
لمّا تخرج الكلمة للعلن …فلا سلطة لك عليها …
كل يرميها بسهم عينه ..

 

ماهر حمصي

إبداع بلا رتوش
إشترك في القائمة البريدية