انتساب المعرفة ..لـ: سعد فنصة

سعد فنصة
كاتب و مؤرخ و مصور سوري

 في احدى اللقاءات العامة التي جمعتني بالحوار المبتسر، في مديرية الاثار بدمشق، مع جمهرة من اساتذة التاريخ الآثار حول نص مقال، تحول الى مُؤَلَف نشره احد الباحثين المترجمين – أعتذر عن ذكر اسمه – ينسب لنفسه، ما سبق “للصادق النيهوم” المفكر الاسلامي الليبي الراحل ..أن أفرد له بحثا مطولا .. بحث فيه عن أمية الرسول صلى الله عليه وسلم وخرج بنتيجته بأنه لم يكن أميا، بالمعنى الحرفي، للمعنى اللغوي للأمية كإصطلاح حديث، وهو الجهل بالقراءة والكتابة، على اعتبار ان المعنى القرآني (للرسول الأمي) في سورة الأعراف كان المعنى المراد منه بحسب لسان العرب، هو الرسول الأممي الذي أوفد الى البشرية جمعاء، أي أنه كان متعلما وعارفا بالقراءة والكتابة .. وأنا هنا لست في صدد اثبات خطأ “الصادق النيهوم” أو صحة بحثه من عدمه .. بالنظر لدوافع متشددة من وجهة نظر ضيقة او مقدسة .. بقدر ما علقت حينها بأنني كنت مطلعاً على متوالية المصادر التي استقى هذا المفكر الكبير مباحثه في هذه النقطة بالذات .. عن مجموعة محددة من المستشرقين .. وعلى رأسهم “كارل بروكلمان” ..في تاريخ الشعوب الاسلامية .. و”بروكلمان” هو ايضا يستند برأيه الى بحث شهير كتبه المستشرق الامريكي وعضو الجمعية الملكية البريطانية للتاريخ “صموئيل زويمر” في دوريته (العالم الاسلامي) .. بعنوان : ( هل كان محمد أميا يجهل القراءة والكتابة ) نشره عام 1921 .. وبالرغم من أن “زويمر” قد حلل بموضوعية هذا المفصل وحاول أن يثبت بالشواهد الغزيرة .. عن المام الرسول المؤكد بالقراءة .. الا ان أقرانه من المستشرقين الاخرين حاولوا أن يثبتوا عكس رؤية “زويمر” وبأنه كان أميا بامتياز معجزة القرأن ذاته، اضافة الى وثائق تاريخية وأحاديث لها اسناد الشهود الكثر باستعانته بكتَبة ليس أولهم “علي بن أبي طالب” كرم الله وجهه .. وغيرهم .. المهم في روايتي أنني قلت حينها، أن الصادق النيهوم بكونه استاذ دراسات الاديان المقارنة لعشرات السنين .. وهو باحث حر التفكير متنور العقل، مؤهل لأن يبحث في التاريخ الاسلامي واللغوي بالنص الديني نظرا لاتقانه اللغات القديمة، بالرغم من وقوعه – شأنه في ذلك أي باحث أو فقيه – في مطبات طريق وعر مليء بالمتناقضات، حول مسألة واحدة ..وفي محكم التنزيل، متملكاً في بيّنات آياته قداسة المعجزة.
أما إمعون النسخ والنقل فلا يحق لهم بفرض أوهامهم، وتصوراتهم المحدودة على الناس والعامة .. نقلا عن مستشرق أو باحث .. مهما علت شهرته أو ارتقت قيمته.
ما تقصدته بالمعنى الحرفي الدقيق : لا يحق لأُمي من مثال “شعبان عبد الرحيم” .. أن يحاجج بموسيقاه وصوته النشاز .. “محمد عبد الوهاب” .. حتى لو كان هذا الاخير، قد استعان “بتشايكوفسكي” في بعض الحانه، وفاقت شعبية الطلب على صوته الناشز، بما لايقارن من ابداع وصفاء صوت موسيقار الأجيال ….!!


يقول محدّثي :
لمّا تخرج الكلمة للعلن …فلا سلطة لك عليها …
كل يرميها بسهم عينه ..

 

ماهر حمصي

إبداع بلا رتوش
إشترك في القائمة البريدية