في باريس.. لقاءات سورية/إسرائيلية برعاية أميركية

في أجواء إقليمية معقدة، حمل لقاء رجل الأعمال الأميركي توماس باراك بـ :موفق طريف، زعيم الطائفة الدرزية في الكيان الاسرائيلي ، أبعادًا سياسية وإنسانية لافتة. الاجتماع، الذي وُصف بأنه ودي ومثمر، جاء في ذروة تصاعد التوترات على خلفية أحداث السويداء الدامية. وقد تناول الجانبان سبل تقريب وجهات النظر وتهدئة الأوضاع بما يحفظ الاستقرار ويعزز مسارات الوساطة.


ركز الاجتماع على مجموعة من الأهداف:

  1. تثبيت وقف إطلاق النار ومنع تجدد المواجهات.
  2. تيسير وصول المساعدات الإنسانية إلى السويداء عبر القنوات الأممية المعتمدة داخل الأراضي السورية وبالتنسيق مع الحكومة السورية، من دون إنشاء ممر إنساني عابر للحدود.
  3. استكشاف فرص التهدئة بين المكونات المحلية بما يحفظ السلم الأهلي.

تشير مصادر مطلعة إلى أن اللقاء أفضى إلى:

  • تقدّم في ترتيبات وصول المساعدات عبر القنوات الأممية داخل الأراضي السورية وتثبيت وقف إطلاق النار، من دون ممر عابر للحدود.
  • توافق على استمرار الوساطة الدرزية في قنواتها الدينية والاجتماعية.
  • إبقاء قنوات الاتصال مفتوحة مع مختلف الأطراف الإقليمية والدولية المعنية.

نقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية سانا عن مصدر حكومي أن الخطوة تأتي “حرصًا على ضمان وصولها بشكل آمن ومنظم إلى جميع المستحقين بما في ذلك محافظة السويداء وغيرها من المناطق”. وأضاف أن الحكومة السورية منحت المنظمات الأممية المختصة التسهيلات والموافقات اللازمة للقيام بمهامها الإنسانية، مشددًا على أن القوافل الوطنية والإغاثية السورية تواصل عملها بما يعكس التزام دمشق بتأمين الاحتياجات الإنسانية بالتعاون مع الشركاء الدوليين.


بالتوازي، ذكرت وكالة سانا السورية الرسمية أن وزير الخارجية أسعد الشيباني عقد في باريس مباحثات مع وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمير بحضور رئيس الاستخبارات، بوساطة أميركية. وتطرقت المباحثات إلى خفض التصعيد والأوضاع الإنسانية في الجنوب، حيث أكد الجانبان على وحدة الأراضي السورية ورفض أي مشاريع تقسيم، وأن السويداء جزء لا يتجزأ من البلاد، وأن الدروز مكوّن أصيل من النسيج الوطني.


واتفق الطرفان على تكثيف المساعدات لأبناء السويداء والبدو لتخفيف وطأة الظروف المعيشية، مع التشديد على عدم التدخل بالشأن الداخلي السوري. وسبق أن استضافت باريس أواخر يوليو اجتماعًا مماثلًا، فيما جرت لقاءات أخرى مباشرة في باكو.

الرئيس السوري أحمد الشرع جدد تأكيده على وحدة الأراضي السورية، مستبعدًا أي سيناريو للتقسيم، مشيرًا إلى أن عوامل التفتيت “غير متوافرة وشبه مستحيلة في سوريا”. وأضاف أن البلاد أمام تحديات أبرزها الوحدة الداخلية، وأن الفرصة سانحة لإعادة نهضة سوريا، محذرًا من مخاطر التنافس السلبي على المناصب.

وفي ما يتعلق بأحداث السويداء، شدد الشرع على التزام الدولة بمحاسبة مرتكبي التجاوزات.

من جهته، شدد توماس باراك في لقائه بالشيخ موفق طريف على أهمية الدور الروحي للطائفة الدرزية في دفع جهود الوساطة وتهدئة التوترات. وركز الطرفان على تسهيل وصول المساعدات فورًا عبر القنوات الأممية داخل سوريا وبالتنسيق مع الجهات الحكومية، وليس عبر ممر عابر للحدود، بما يخفف من معاناة المتضررين.

شددت المصادر الحكومية السورية في تصريحات لاحقة على أن جميع المساعدات ستصل عبر القنوات الأممية المعتمدة داخل الأراضي السورية وبالتنسيق المباشر مع دمشق، مؤكدة أن أي حديث عن “ممر إنساني عابر للحدود” غير مطروح.

 


يقول محدّثي :
لمّا تخرج الكلمة للعلن …فلا سلطة لك عليها …
كل يرميها بسهم عينه ..

 

ماهر حمصي

إبداع بلا رتوش
إشترك في القائمة البريدية