أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن خطة جديدة تتيح للأجانب الأثرياء الحصول على إقامة في الولايات المتحدة مقابل 5 ملايين دولار من خلال ما أسماه “البطاقة الذهبية”. وأوضح ترامب، في تصريحات أدلى بها من المكتب البيضاوي يوم الثلاثاء 25 فبراير/ شباط ، أن هذه البطاقة ستمنح حامليها امتيازات البطاقة الخضراء مع مسار محتمل للحصول على الجنسية.
وأضاف الرئيس: “سيكونون أثرياء وناجحين، وسينفقون الكثير من الأموال، ويدفعون ضرائب كبيرة، ويوظفون عددًا وافرًا من الأشخاص. نعتقد أنها ستحقق نجاحًا استثنائيًا”. وتأتي هذه الخطة لتحل محل برنامج “EB-5” للمستثمرين المهاجرين، حيث يبلغ تكلفة البطاقة الجديدة نحو خمسة أضعاف الحد الأدنى للاستثمار في البرنامج الحالي.
ما هي التأشيرات الذهبية وكيف تعمل؟
التأشيرات الذهبية ليست فكرة جديدة، إذ تُستخدم عالميًا لمنح الإقامة المؤقتة أو الدائمة للأثرياء تحت مسمى “الإقامة مقابل الاستثمار”. وتتطلب هذه التأشيرات عادةً استثمارات مثل تأسيس شركة، أو التبرع بمبلغ مالي، أو شراء عقار في الدولة المطلوبة.
وتجذب هذه البرامج مواطني دول مثل الصين وروسيا الساعين للانتقال إلى غرب أوروبا، حيث لا تشترط العديد من الدول الإقامة الدائمة للحصول على التأشيرة. وفي الولايات المتحدة، ارتفع اهتمام الأمريكيين بالتأشيرات الذهبية في الخارج بعد فوز ترامب في انتخابات 2024، إذ أفادت شركة “هنلي آند بارتنرز” بتضاعف الاستفسارات الأمريكية أربع مرات خلال أسبوع.
مقارنة عالمية وتكلفة البرامج
تقدم بعض الدول برامج “الجنسية مقابل الاستثمار”، مثل مالطا التي تمنح جواز سفر ذهبيًا بـ630 ألف دولار، يتيح السفر والعمل في دول الاتحاد الأوروبي. أما اقتراح ترامب بـ5 ملايين دولار فيعد من بين الأعلى عالميًا، مقارنة بـ7.5 ملايين دولار في سنغافورة، بينما عدلت نيوزيلندا مؤخرًا برنامجها لجذب المزيد من المهتمين. في المقابل، تخطط إسبانيا لإنهاء برنامجها الذهبي بحلول أبريل 2025.
كيف ستعمل البطاقة الذهبية؟
أشار ترامب إلى أن الخطة توفر مسارًا قويًا للجنسية، لكنه أوضح حدود سلطاته التنفيذية قائلًا: “لا حاجة لموافقة الكونغرس الآن لأننا لا نمنح الجنسية مباشرة، لكن للقيام بذلك سأحتاج إلى الكونغرس”. وستحل البطاقة الذهبية محل برنامج “EB-5″، الذي أُطلق في 1990 لتحفيز الاقتصاد الأمريكي عبر استثمارات أجنبية وخلق فرص عمل.
لماذا يريد ترامب استبدال برنامج EB-5؟
أُنشئ برنامج “EB-5” لجذب المستثمرين الأجانب باستثمارات تبدأ من 900 ألف دولار في مناطق البطالة المرتفعة، و1.8 مليون دولار خارجها، مع منح البطاقة الخضراء للمستثمرين وعائلاتهم. لكن البرنامج واجه انتقادات بسبب ارتفاع مخاطر الاحتيال مقارنة ببرامج التأشيرات الأخرى، مما دفع ترامب لاقتراح البطاقة الذهبية كبديل بتكلفة أعلى وآلية جديدة.