1
هلوسة
أن يمسك بـ ( الولاّعة ) ليخطّ سطراً في كتابه ، فقط لأنها بلون قلمه الزهري ..!
وعبثاً يتخبّط في البحث عن ( نظارته ) ، وقد تاه بصره في المرآة …!
وأن يستكفَّ عن أمر لا يعرفه بعد..!؟
**
تلقّاه ظلٌّ هفّاف ، وأخذ يجادله بصوت عال :
– أين العمق منك واللون ؟
– ضربٌ من جنون أن تزحف على الأرض والحيطان …
– إنك فَضلة من سواد ..
**
ما تبقّى من خرقة ، أرخت على كوة في ذاكرته …وصور بعيدة لم تك يوما في منبت أو حِجر ..وفي دهشة الحضور ، تسقط الخرقة ، ويهرب الظلّ …!!
4 حزيران 2012
2
علم الفراسة
التحفت عيناه الجفنين من وكد . تحسس ( أذنه ) متثاقلا ، وبابتسامة واهنة مرّ به طيف دكتور في ( علم الفراسة ) وهو يحلل ويشرّح ( الأذن ) و ( اليد ) و ( اللباس وألوانه ) لمضيفه الرزين في قناة إخبارية مشهورة على حدّة الذكاء وقوّة الشخصية .
تكوّر جسده ، ثم استسلم لنوم مفروض .
صبيحة يومه التالي …..غادر غرفته ، دون أن يكترث لجهابذة الفكر والساسة وقد تغيرت ملامحهم ، وكثرت حركة يدهم اليسرى ، واختفاء المسافة بين آذانهم ورؤوسهم الحليقة بذيل مربوط أو المغطاة بشعر مستعار أو الموسومة بزيت قار أو الملفوفة بـ …أو …
استقل السيارة …سأله السائق الهندي :
– سيدي ….هل في بلدكم ، مقود السيارة جهة اليمين أم اليسار ؟
أطلق ضحكة جنونية ، ودسّ بين شفتيه لفافة تبغ ……………….
24.01.2012
3
انتفاضة
لما همّ بالخروج ، لم يع رجاءهم بالبقاء .
أخذ نفسا عميقا من لفافة التبغ ، وزفر بآهٍ أسيرة . إنه الدرب ، وهذه الوجوه تحملق فيه باستغراب .
– لمَ أنت هنا …ماذا تفعل ؟!
– ( يتلفت متجاهلا ) كما ترى ….
الجمع يقترب منه ، أم يقترب من الجمع …سيان …ينبض بشعور جديد …إنها المرة الأولى .
صدى الأصوات يأتيه بقوة ، ويطرب ..
– عدة أيام وتغادرنا …كن عاقلا …
-( الصغيرة تمسك بيده ) سوف أكون معك …
– سوف أكون بخير …لا …لا عليكم …لن تذهبي بنيتي …
ينفر الجمع …..يهرول متثاقلا وهو يبسم .!!
11.01.2012
4
رتابة
يعرف مسبقا ما قد يلقاه …يلج الغرفة ، ويتلفت بنظرات غائرة خلف سواد نظارته .
يجد الوسادة أخذت شكل رأسه أو أكثر …شكلا بعمق ذاكرته الواهنة برطوبة المكان …شكلا يشد محيطا ضبابي الملامح ، ويضيق في عقدة جبينه ..
رمى بأشيائه ، ومال إلى الوسادة لتحتوي رأسه من جديد .
17.12.2011