فرنسا تقترب من محاكمة "جزار حماة"
استولت السطات الفرنسية العام الماضي على 80 % من أصول تابعة لرفعت الأسد، عم بشار الأسد، على خلفية قضايا فساد. وشارفت لجنة التحقيقات حول ممتلكات رفعت الأسد في أوروبا على الانتهاء من عملها بعد أربع سنوات من العمل المستمر. ووفق مصادر مقربة من الملف فإنه من المحتمل أن تبدأ محاكمة رفعت الأسد، البالغ 80 عاماً، حول مزاعم تتعلق بمصادر ثروته التي تقدر بعشرات ملايين اليورو.
ويعتبر اتساع نطاق ثروة رفعت الأسد، التي تم جمعها في ثمانينات القرن الماضي أمراً مدهشاً، إذ تشمل ممتلكاته 500 عقار في إسبانيا وقصرين في باريس أحدهما مساحته ثلاثة آلاف متر ومزرعة خيول وقصراً قرب العاصمة الفرنسية، إضافة إلى 7300 متر مربع في مدينة ليون الفرنسية. وتم الاستحواذ على معظم هذه الممتلكات بواسطة شركات “أوفشور” (خارج البلد) مسجلة في بنما وكوراساو وليشتنشتاين ولوكسمبورغ وجبل طارق.
إضافة إلى ذلك تقدر ثروة رفعت الأسد في فرنسا بحوالي 90 مليون يورو، لكن معظم أصوله هناك تحت الحراسة القضائية. وتعود ملكية 691 مليون يورو من أصول حجمها 862 مليون يورو، صادرتها الجمارك الفرنسية في آذار/ مارس في العام الماضي إلى رفعت الاسد. ويُعتقد أن عائلة رفعت الأسد امتلكت أيضاً قصر “ويتنهيرست” وهو ثاني أكبر قصر سكني في لندن بعد “باكينغهام بالاس”، من خلال شركة مسجلة في بنما قبل بيعه عام 2007.
وفتحت السلطات الفرنسية تحقيقاً حول ثروة رفعت الأسد في نيسان/ أبريل 2014 بعد أثارتها من قبل منظمتان مناهضتان للفساد هما “شيربا” و”الشفافية الدولية”. وبعد عامين، تم توجيه التهمة إلى رفعت الأسد بالتهرب من الضرائب واختلاس أموال عامة.
ذكر رئيس جهاز المخابرات الرومانية السابق، أيون ميهاي باسيبا في كتاب له أن الديكتاتور السابق، نيكولاي تشاوشيسكو أشار إلى أن رفعت الأسد هو عميله في سوريا ويؤدي خدمات له مقابل مبالغ مالية كبيرة.
ويشير المحققون أيضا إلى تصريحات لعبد الحليم خدام، قال فيها إن حافظ الأسد دفع 300 مليون دولار لشقيقه عام 1984، كطريقة للتخلص منه بعد محاولة الانقلاب الفاشلة ضده، وجاء ثلثا المبلغ من ميزانية الرئيس والثلث الباقي كان قرضاً من ليبيا. وزعم وزير الدفاع السوري الأسبق مصطفى طلاس أن “رجال” رفعت الأسد نقلوا عربات محملة بالنقود من البنك المركزي إضافة إلى ممتلكات ثقافية. وأضاف شاهد آخر للمحققين أن رفعت الأسد سرق “كنزاً بقيمة كبيرة” من أرض يملكها جده في سوريا. ورفض رفعت الأسد الاتهامات واعتبرها محاولات من خصومه للتخلص منه.
وقد يواجه رفعت الأسد أيضا اتهامات في سويسرا حيث كان قد خضع للتحقيق عام 2013 بتهمة ارتكاب جرائم حرب في سوريا إبان الثمانينات. وتجدر الإشارة إلى أن رفعت الأسد قاد “سرايا الدفاع”، وهي نخبة عسكرية،قامت بحملة إبادة أسفرت عن مقتل عشرات الآلاف ،من أهالي حماة ، وعلى خلفية الحدث وُصف بـ”جزار حماة”. وغادر رفعت سوريا بعد محاولة انقلاب فاشلة في عام 1984 ضد حافظ الأسد. وبعد وصوله إلى أوروبا لفت أسلوب حياة رفعت الباذخ مع عائلته (أربع زوجات وأكثر من عشرة أولاد) الأنظار هناك.