إكس تعطِّل ترجمة العبرية: حماية من التحريف أم إخفاء للتحريض؟

جدلٌ واسع بعد تأكيد «غروك»… والمنصة تَصمُت حتى الآن

في غضون أيام قليلة، تحولت خاصية الترجمة التلقائية على منصة «إكس»/تويتر سابقا إلى واحدة من أكثر القضايا إثارة للجدل على المنصة نفسها.
آلاف المنشورات بالعربية والإنجليزية تتهم المنصة بتعطيل ترجمة التغريدات العبرية عمدًا لحماية إسرائيل من كشف ما يُوصف بـ«التحريض الجماعي»، فيما يرى آخرون أن الأمر لا يعدو كونه إجراءً تقنيًا لتفادي أخطاء الترجمة الآلية في سياق مشحون.
المفارقة أن المصدر الأول والأوحد الذي أشعل الشرارة لم يكن بيانًا رسميًا من المنصة، بل ردًا من «غروك/ Grok»، الذكاء الاصطناعي التابع لشركة xAI المملوكة لإيلون ماسك.
في السادس عشر من نوفمبر/تشرين الثاني ، أجاب غروك على سؤال مباشر بأن الترجمة التلقائية من العبرية أُوقفت مؤقتًا لأنها كانت «تضخّم محتوى التهابي أو مخالف لسياسات المنصة عبر ترجمات غير دقيقة أو حرفية»، مؤكدًا أن القرار ينطبق «حاليًا على العبرية فقط».


نشرت صحيفة «إسرائيل هيوم» تقريرًا بعنوان «القضية الغريبة لمنصة إكس وسياستها تجاه اللغة العبرية»، استندت فيه إلى الرد نفسه، لكنها سارعت إلى التساؤل: لماذا العبرية بالذات؟ وهل هي أكثر تعقيدًا من لغات أخرى شهدت توترات مماثلة؟

اللافت أن الصحيفة نفسها أشارت إلى أن غروك ليس متحدثًا رسميًا باسم المنصة، وأن خاصية «عرض الترجمة» اليدوية لا تزال تعمل بشكل طبيعي على جميع التغريدات العبرية، مع الإشارة إلى أن التعطيل يهدف إلى منع «انتشار الروايات المضللة أو الضارة» في بيئات حساسة.في الجانب الآخر، انتشرت عشرات الآلاف من المنشورات في الأوساط العربية تتحدث عن «19 ألف منشور تحريضي» لن يراها العالم بعد اليوم، وأعادت إلى الأذهان تصريحات سابقة لنتنياهو وصف فيها ماسك بـ«الصديق».


في المقابل، اعتبرت حسابات مؤيدة لكيان اسرائيل أن التعديل يحمي الخطاب العبري من التحريف المتعمد الذي تتعرض له السخرية والتعابير الاصطلاحية عند ترجمتها حرفيًا، مع اتهامات لـ«المتطرفين العرب» بالضغط على المنصة.

حتى مساء الثامن عشر من نوفمبر، لم تصدر المنصة أي بيان رسمي من حساباتها المعتمدة، ولا من إيلون ماسك نفسه. اختبارات أجراها مستخدمون من مناطق ولغات مختلفة أظهرت أن الترجمة اليدوية تعمل دون انقطاع، بينما اختفت الترجمة التلقائية المباشرة في الخلاصة بالنسبة لمعظم التغريدات العبرية النقية، مع بقائها موجودة في كثير من الحالات التي تحتوي لغات مختلطة.
يبقى السؤال مفتوحًا: هل نحن أمام قرار سياسي غير معلن، أم مجرد مشكلة تقنية تفاقمت في توقيت حساس؟
الإجابة الوحيدة المؤكدة حتى الآن هي أن المنصة لم تقدمها بعد.


يقول محدّثي :
لمّا تخرج الكلمة للعلن …فلا سلطة لك عليها …
كل يرميها بسهم عينه ..

 

ماهر حمصي

إبداع بلا رتوش
إشترك في القائمة البريدية