تحذير أمريكي يعيد سوريا إلى دائرة الخطر: هل تخفق دمشق في قراءة السياسة الدولية ؟

في خطوة تعيد سوريا إلى دائرة الضوء الأمني، جددت الخارجية الأمريكية تحذيرها من السفر إلى البلاد، محتفظة بتصنيفها في “الدرجة الرابعة: ممنوع السفر”.البيان، الذي يأتي في وقت تسعى فيه دمشق لاستعادة مكانتها الدولية، يثير تساؤلات حول قدرة الإدارة السورية الجديدة على قراءة المشهد السياسي الأمريكي، ويسلط الضوء على تحديات إعادة البناء في بلد مزقته الحرب.
فهل تخفق دمشق في فك شيفرة واشنطن؟


أشارت الخارجية الأمريكية في بيانها الصادر يوم 18 أبريل إلى أن سوريا لا تزال تشكل خطرًا كبيرًا بسبب احتمال وقوع هجمات إرهابية، اضطرابات مدنية، ومخاطر الاختطاف. وجاء في البيان: “معلومات موثوقة تشير إلى أن الإرهابيين يخططون لهجمات تستهدف مواقع حساسة، بما في ذلك السفارات والمنشآت العامة” .

هذا التحذير يعكس استمرار المخاوف الأمريكية من الفراغ الأمني الذي خلفه انهيار نظام بشار الفار في8 كانون الأول / ديسمبر 2024. فعلى الرغم من جهود الإدارة الجديدة لفرض السيطرة، لا تزال فصائل مسلحة ومليشيات متطرفة تنشط في مناطق متفرقة، مما يعزز حالة عدم الاستقرار.

  • ترك سوريا فورا.
  • تجنب الحشود الكبيرة والتجمعات والمظاهرات.
  • تغيير أوقات وطرق التحركات المستخدمة والحفاظ على مستوى منخفض من النشاط.
  • التيقظ في الأماكن التي يرتادها السياح.
  • الاستعداد للبقاء في المكان نفسه في حال تدهور الوضع.
  • مراجعة الخطط الأمنية الشخصية.
  • الاحتفاظ بالهاتف المحمول مشحونا في حالة الطوارئ.
  • توخي الحذر ومتابعة الأخبار عن كثب للتعرف على التطورات العاجلة التي قد تؤثر على الأمن الداخلي.
  • الاعتماد على المعلومات المحدثة عند إعداد خطط السفر والأنشطة.
  • الحصول على خطة لحالات الطوارئ ومراجعة قائمة التحقق الخاصة بالمسافر.
  • التسجيل في برنامج المسافر الذكي (STEP) لتلقي آخر التنبيهات.

تزامن تحذير الخارجية الأمريكية مع موقف بريطاني صلب، حيث جددت وزارة الخارجية البريطانية (FCDO) في 19 أبريل 2025 نصيحتها بمنع السفر إلى سوريا بسبب الصراع وانعدام الأمن. ودعت الرعايا البريطانيين إلى المغادرة فورًا، محذرة من تعليق الدعم القنصلي في دمشق، مما يعزز الضغوط الدولية على دمشق لمعالجة الفراغ الأمني .

البيان الأمريكي أثار جدلًا داخل الأوساط السورية، حيث يرى مراقبون أنه يكشف عن فجوة في قراءة النخب الجديدة للسياسة الأمريكية. فبينما يراهن بعض المسؤولين والمحللين في دمشق على تقارب سريع مع واشنطن بعد تخفيف العقوبات في يناير 2025، يشير التحذير إلى أن الولايات المتحدة لن تمنح ثقتها دون ضمانات أمنية وسياسية ملموسة.

تقرير لصحيفة “نيويورك تايمز” في 17 أبريل/ نيسان 2025 أشار إلى أن “الإدارة السورية الجديدة تعاني من نقص في الخبرة الدبلوماسية، مما يعيق قدرتها على التفاوض مع القوى الغربية” .
هذا النقص يتجلى في التوقعات غير الواقعية لدى بعض المؤثرين الذين يروجون لتحسن وشيك في العلاقات الدولية.

اقتصاديًا: التحذير الأمريكي يهدد بإحجام الشركات الدولية عن الاستثمار في سوريا، حيث يبلغ التضخم مستويات قياسية، وسجل سعر غرام الذهب 828 ألف ليرة سورية في 2024 .

اجتماعيًا: مع وجود 5.3 مليون لاجئ و7.2 مليون نازح داخلي، يقلل التحذير من فرص عودتهم، مما يفاقم الأزمة الإنسانية (المصدر: مفوضية اللاجئين).

سياسيًا: استمرار التصنيف الرابع قد يعرقل جهود دمشق للحصول على اعتراف دولي كامل، مما يؤخر دمج سوريا في محيطها العربي.

لا يمكن لسوريا أن تتوقع دعمًا دوليًا دون إثبات قدرتها على ضمان الأمن

دبلوماسي أوروبي لرويترز، 18 أبريل 2025

  هل تستطيع دمشق صياغة عقد أمني جديد يوحد قواتها المشتتة، لتُثبت للعالم أنها قادرة على حماية شعبها وحدودها؟

  ما الذي يمنع سوريا من تبني إصلاحات سياسية جريئة ، لتتحول من ساحة صراع إلى نموذج للتعايش؟

  وهل تملك الإدارة الجديدة الرؤية والدهاء لبناء جسر دبلوماسي مع الغرب، يكسر جدار الشكوك ويفتح أبواب الاعتراف الدولي؟

وسط أنقاض الحرب وتطلعات إعادة البناء، تقف سوريا على مفترق طرق. التحذيرات الأمريكية والبريطانية، مع خريطتها الحمراء التي تنذر بالخطر، ليست مجرد تنبيهات سفر، بل دعوة صارخة لدمشق لإعادة صياغة مصيرها. التحدي ليس فقط في استعادة الأمن أو كسب الثقة الدولية، بل في إثبات أن سوريا الجديدة قادرة على تجاوز ماضيها المؤلم نحو مستقبل يجمع شتات شعبها.
فهل تتمكن سوريا من تحويل هذه الأزمة إلى فرصة تاريخية؟

شارك رأيك في التعليقات!


يقول محدّثي :
لمّا تخرج الكلمة للعلن …فلا سلطة لك عليها …
كل يرميها بسهم عينه ..

 

ماهر حمصي

إبداع بلا رتوش
إشترك في القائمة البريدية