دلالات وأجندة : دعوة الشرع لحضور مؤتمر الدول المانحة لسوريا في بروكسل

حتى تاريخ اليوم، 12 آذار/ مارس 2025، الساعة 14:30 بتوقيت السعودية (+03:00)، أفادت وكالة “رويترز” بأن الرئيس السوري أحمد الشرع تلقى دعوة رسمية لحضور مؤتمر الدول المانحة في بروكسل المقرر في 17 آذار/ مارس 2025، فيما يُعد أول ظهور رسمي له على الساحة الأوروبية منذ توليه السلطة في يناير 2025.

تأتي هذه الدعوة في لحظة مفصلية لسوريا، حيث تشهد البلاد تحولات جذرية بعد سقوط نظام بشار الفار في 8 كانون الأول / ديسمبر 2024:

** اتفاق الشرع وعبدي: في 11 مارس 2025، وقّع الشرع ومظلوم عبدي اتفاقاً تاريخياً في دمشق لدمج “قسد” في مؤسسات الدولة، شمل وقف إطلاق النار وتسليم المعابر وحقول النفط (بيان الرئاسة السورية، 11 مارس 2025). هذا الاتفاق، الذي وصفه عبدي على “إكس” بـ”فرصة لبناء سوريا جديدة” (11 مارس 2025)، عزز صورة الشرع كقائد قادر على توحيد الفصائل المتنافسة.

** أزمة الساحل: الهجمات الأخيرة في الساحل السوري، التي أسفرت عن مقتل المئات من المدنيين وقوى الأمن ، وضعت الشرع أمام اختبار مبكر للسيطرة الأمنية، مما قد يكون دافعاً للاتحاد الأوروبي لدعوته لتقديم خطة واضحة في بروكسل.

** الاعتراف الدولي: الدعوة تُعد خطوة رمزية تمنح الشرع شرعية دولية مبدئية، خاصة بعد زيارته الأولى للسعودية في 2 فبراير 2025 (وفق “الجزيرة نت”)، وتأتي كامتداد لترحيب الاتحاد الأوروبي باتفاق “قسد” (وفق “رويترز”، 11 مارس 2025).

تعزيز الشرعية: حضور الشرع في بروكسل سيكون أول اختبار دولي له خارج المنطقة العربية، مما يعكس قبولاً متزايداً للحكومة الانتقالية كبديل للنظام البائد . هذا يتماشى مع بيان “EEAS” (9 مارس 2025) الذي دعا إلى احترام سيادة سوريا، وهو تأييد ضمني للشرع كممثل للسلطة الشرعية.

رد على التطورات الأمنية: أحداث الساحل، التي نسبت إلى عصابات النظام البائد وميليشيا حزب الله (وفق “كلاش ريبورت”، 5 مارس 2025)، دفعت الاتحاد الأوروبي لتسريع التواصل مع الشرع، ربما لضمان التزامه باستعادة الأمن كشرط للدعم.

مواجهة النفوذ الإيراني والروسي: الدعوة تُظهر رغبة الاتحاد في دعم حكومة انتقالية مستقلة عن إيران وروسيا، وهما طرفان انتقدهما الاتحاد باستمرار (تصريح كايا كالاس، 16 ديسمبر 2024).


** طلب رفع العقوبات: كما ألمح في مقابلة مع “بي بي سي” (19 ديسمبر 2024)، سيضغط الشرع لرفع العقوبات لدعم إعادة الإعمار

** عرض خطة الاستقرار: سيركز على اتفاق “قسد” كدليل على التزامه بالوحدة، مع التعهد باحتواء الفوضى في الساحل.

** طلب دعم اقتصادي وعسكري: قد يسعى للحصول على مساعدات تقنية لتأهيل الجيش السوري الجديد، مع ضمانات لعدم تهديد إسرائيل.

** تعهدات مالية: قد يتجاوز التمويل 8 مليارات يورو (مقارنة بـ7.5 مليار في 2024، وفق “الجزيرة نت”، 28 مايو 2024)، مع تخصيص جزء للطاقة والنفط بعد دمار الغارات الإسرائيلية (وفق “المرصد السوري”، 15 ديسمبر 2024).

** دعم مشروط: سيستمر الاتحاد في ربط الدعم الكامل بحماية الأقليات والاستقرار الأمني، كما أكد جوزيب بوريل (15 ديسمبر 2024).

** ضغط دبلوماسي: قد يطالب الشرع بتوضيح خططه للأقليات (مثل الدروز والعلويين) والتعامل مع مخاوف إسرائيل من تعزيز “قسد” (وفق “جيروزاليم بوست”، 12 مارس 2025).

** إسرائيل: قد تعترض على أي دعم عسكري كبير لسوريا، خاصة مع وجودها المستمر في الجولان المحتل (نتنياهو، 10 يناير 2025).

** إيران وميليشيا حزب الله: استمرار تدخلهما في الساحل قد يُستخدم كورقة لتبرير دعم الشرع كبديل.

** روسيا: قد تسعى للتأثير عبر مفاوضات مع الشرع لضمان قاعدتيها (وفق “تاس”، 12 يناير 2025).

الفرص: حضور الشرع قد يفتح الباب لدعم مالي وسياسي كبير، معززاً مكانته كقائد انتقالي. الاتحاد الأوروبي قد يرى فيه شريكاً موثوقاً لتقليص النفوذ الإيراني والروسي.

المخاطر: ضعف السيطرة الأمنية، كما في الساحل، قد يثير شكوك المانحين. كما أن التوتر مع إسرائيل قد يعقد الموقف الأوروبي.

الدعوة المؤكدة من “رويترز” في 12 مارس 2025 لأحمد الشرع لحضور مؤتمر بروكسل تُعد خطوة استراتيجية تعكس تحولاً في الموقف الدولي تجاه الحكومة الانتقالية. ستكون الزيارة فرصة للشرع لتعزيز شرعيته وطلب دعم شامل، لكن نجاحها يتوقف على قدرته على تقديم ضمانات أمنية وسياسية للمانحين، وسط تحديات إقليمية معقدة. التأكيد الرسمي المنتظر من “EEAS” أو الرئاسة السورية سيحدد الخطوات التالية بدقة أكبر.

ملاحظة: التحليل يستند إلى تقرير “رويترز” (12 مارس 2025) ومنشورات “إكس” حتى الساعة 14:30 (+03:00)، مع تقاطع المعلومات مع مصادر سابقة لضمان الدقة والموضوعية.

 


يقول محدّثي :
لمّا تخرج الكلمة للعلن …فلا سلطة لك عليها …
كل يرميها بسهم عينه ..

 

ماهر حمصي

إبداع بلا رتوش
إشترك في القائمة البريدية