في مشهد غير مسبوق، احتشد الآلاف من أهالي محافظة السويداء، من مختلف الفئات والمكونات، في الساحة الرئيسية لمدينتهم، التي ثبّتوا اسمها بساحة الكرامة، لا ساحة الرئيس.
بداية الحراك الشعبي في الاسبوع الماضي، بل أكبر مظاهرة تهتف ضد الأسد في السويداء، منذ انتفاضة الشعب السوري في عام 2011.
من الصورة إلى خربة عوّاد، كما يصف أهالي السويداء حدود محافظتهم الإدارية، تدفق المحتجون في وفود نقلتها سيارات وباصات، نحو ساحة الكرامة. الساحة التي باتت قبلة المطالبين بالعدالة والتغيير، منذ مطلع الاسبوع الفائت.
خيولٌ عربية أصيلة، وسيوف مشرّعة، وبيارقٌ خفّاقة طغت على المشهد، تحمل خمسة ألوان، ذات بعد ديني-اجتماعي لهذه الجماعة المنتفضة. كان يوم الجمعة عرساً وطنياً بكل ما للكلمة من معنى، بطابع تقليدي، يحمل شعارات التغيير، والمساواة، والحرية، والعدالة الاجتماعية.
الشارع وحّد كل الأطياف، بمختلف الانتماءات الفكرية والسياسية، نساءاً ورجالاً، حتى الشيوخ ورجال الدين والأطفال. جميعهم كانوا يهتفون ضد ديكتاتور دمر سوريا فوق رؤوس سكانها، ليبعثوا رسالة إلى كل العالم، أن الرئيس لا يأخذ شرعيته إلّا من الشعب، مهما طبّع المطبّعون.
ماهر حمصي