نفذت القوات الأميركية، ليل الاثنين/الثلاثاء، عملية إنزال جوي في الضواحي الجنوبية لمدينة جرابلس في ريف حلب الشمالي الشرقي، واعتقلت مجموعة أشخاص من منزل يقطنه نازحون، بحسب مراسل “المدن” خالد الخطيب.
مصدر عسكري معارض أكد لـ”المدن“، أن ثلاث طائرات مروحية أميركية حلقت في أجواء المدينة والضواحي الجنوبية الشرقية على الضفة الغربية لنهر الفرات، لأكثر من 15 دقيقة، وهي المدة التي استغرقتها عملية الانزال الجوي التي استهدفت منزلاً تقيم فيه عائلة عراقية نازحة من منطقة تل عفر التابعة لمحافظة الموصل شمال غربي العراق.
وبحسب مصدر “المدن”، فقد اعتقلت القوات الأميركية عدداً من الأشخاص، وهم في الغالب قادة عراقيون بارزون في تنظيم “الدولة الإسلامية” وصلوا إلى المنطقة مؤخراً عن طريق مهربين مرتبطين بـما يسمى “وحدات حماية الشعب” الكردية. وبحسب المصدر، لم تقع أي اشتباكات بين القوة الجوية الأميركية المهاجمة والأشخاص المتحصنين في الموقع، والعملية تمت بسهولة وبدون أي احتكاك بالسكان المتواجدين في محيط المكان لأنها كانت سريعة للغاية.
الطائرات المروحية الأميركية التي نفذت العملية توجهت إلى شرق الفرات، وفي الغالب حطت في مطار القاعدة الأميركية في صرين القريب من منبج. وكانت القاعدة الأميركية في صرين قد شهدت، الاثنين، وصول تعزيزات عسكرية أميركية جديدة بعد أكثر من أسبوع على انسحابها الجزئي من القاعدة والمطار. ويعتقد أن أحد أهم الأسباب في إعادة التعزيزات للقاعدة وتشغيل المطار هو مواصلة عمليات ملاحقة وتعقب قادة “الدولة الإسلامية” في ادلب وريف حلب ومناطق شرقي الفرات.
وتتواجد في المنطقة الي استهدفتها عملية الإنزال، أعداد كبيرة من العائلات العراقية النازحة والمهجرة، ومعظمها من الموصل ومحافظات الشمال العراقي التي شهدت نزوحاً بسبب عمليات “التحالف الدولي” ضد “داعش” بعد العام 2014. وغالبية تلك العائلات العراقية وصلت إلى المنطقة بهدف الدخول إلى تركيا، ومن ثم الهجرة إلى أوروبا، لكن الحدود المغلقة منعتهم من مواصلة الرحلة. وبعض العائلات تقيم في المخيمات، وبعضها في المدن والبلدات.
ولم يُعرف من هم قادة التنظيم الذين جرى اعتقالهم في جرابلس، ولم توضح القوات الأميركية أي تفاصيل حول العملية، في حين قال المتحدث باسم ما يسمى “قوات سوريا الديموقراطية” مصطفى بالي، في “تويتر”، إن “العملية كانت ناجحة”، وإن: “من لم يقتل سيعتقل كل من اعتدى على السوريين سيعاقب ولن يسمح لتركيا بالاستفادة منهم. عملية أخرى ناجحة مساء اليوم”.
ويبدو أن من اعتقلتهم القوات الأميركية في جرابلس، قد وصلوا المنطقة قبل وقت قصير، قادمين من مناطق سيطرة ما يسمى “وحدات حماية الشعب” الكردية في منبج. وفي الغالب، وصل أولئك عبر مهربين يتبعون لـ”الوحدات”، إذ أن أكثر عمليات التهريب لقادة وعناصر التنظيم، خلال السنوات الماضية، جرت بالطريقة ذاتها، أي عبر مهربين مرتبطين بـ”الوحدات”. وبالتالي، فـ”الوحدات” تعرف تماماً أسماء ووجهة الشخصيات التي يتم تهريبها، ويتم التركيز حالياً على الأسماء الكبيرة وتسهيل دخولها إلى مناطق سيطرة “الجيش الوطني” في ريف حلب، وإلى ادلب في مرحلة لاحقة لأهداف كثيرة، من بينها الظهور بمظهر الحليف الضروري للولايات المتحدة الأميركية لمواصلة “الحرب على الإرهاب”.
ويتوافق ذلك مع إعلان وزير الخارجية التركية، ليل الإثنين، عن معلومات تفيد بقيام حزب “العمال الكردستاني” و”وحدات الحماية” الكردية بإطلاق سراح “دواعش” من السجون مقابل مبالغ مالية.
والدخول إلى مناطق سيطرة المعارضة في ريف حلب سهل للغاية، وجرت العادة أن عناصر وقادة “داعش” الراغبين بالتنقل والوصول إلى وجهاتهم الجديدة، يدفعون مبالغ كبيرة، للمُهربين، ما يكفل لهم التحرك بسلاسة على حواجز المعارضة ومن دون أي عمليات تفتيش. وهناك خط تماس طويل يصل مناطق “الوحدات” بالمعارضة في ريف حلب، وفيه عشرات منافذ التهريب التي يمر منها كل شيء إضافة للبشر المهربين.
مواصلة القوات الأميركية المفترضة لعمليات ملاحقة قادة التنظيم في ريف حلب وادلب، تُقلق أعضاء تنظيم “القاعدة”. ويعتقد هؤلاء أنهم سيكونون الهدف التالي، وبمساعدة من تنظيمات وفصائل إسلامية محلية. ويتخوفون من دور مفترض لـ”هيئة تحرير الشام” في المساعدة في العمليات الأمنية التي ستركز في المرحلة الأولى على القادة البارزين في تنظيم “حراس الدين”.